«بوكو حرام».. نشأة إخوانية على دموية «القاعدة» ووحشية «داعش»

الأحد 23/سبتمبر/2018 - 04:29 م
طباعة «بوكو حرام».. نشأة آية عز
 
تنشط جماعة «بوكو حرام» في كل من الكاميرون وتشاد ونيجيريا، والأخيرة هي الدولة الأم للجماعة التي تعد أكثر الجماعات الإرهابية عنفًا في القارة السمراء، وذلك وفقًا لإحصائية نشرها المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال» خلال الشهور الأولى من عام 2018.



«بوكو حرام».. نشأة
ومؤخرًا تصاعد نشاط جماعة «بوكو حرام» النيجيرية عبر هجمات إرهابية يومية تشنها، سواء على ثكنات الجيش النيجيري أو في الأماكن العامة، لم تكتف «بوكو حرام» بدمويتها المستقاة من تنظيم «داعش» الذي بايعته وأعلنت ولاءها لزعيمه «أبوبكر البغدادي» في 12 مارس 2015، بل أضافت عليها إرهابها حتى فاقت التنظيم دموية ووحشية وهمجية، وأصبحت تُشكل خطرًا أمنيًّا على منطقة غرب أفريقيا بالكامل.



وفي خلال الأيام الماضية بالتحديد يوم الأحد 9 سبتمبر 2018، أعلنت «بوكو حرام» سيطرتها على مدينة كاملة في شمال شرق نيجيريا، واستولت على قاعدة «غودومبالي» العسكرية الموجودة في منطقة «غوزامالا» بولاية بورنو.



وفي دراسته الإحصائية أكد المركز العالمي لمكافحة التطرف أن «بوكو حرام» انتهجت أسلوبًا إرهابيًّا جديدًا أكثر عنفًا مما سواها من الجماعات الإرهابية، مثل اختطاف السيدات والأطفال واستخدامهم كدروع بشرية، ففي عام 2014 خطفت نحو 276 طالبة من مدارسة ثانوية في « تشيبوك» وقامت بتجنيدهن إجباريًا، وفي يوليو من العام ذاته نفذت امرأة أول تفجير لها في نيجيريا، بحسب إحصائية المركز.



«بوكو حرام».. نشأة
وتتابع دراسة مركز«اعتدال»: «قامت حركة بوكو حرام منذ عام 2017 وحتى عام 2018 بنحو 430 تفجيرًا إرهابيًّا، قام بتنفيذ أغلبها ما يقرب من 244 امرأة والبقية من العناصر التابعة للجماعة.



ووفقًا لمركز «اعتدال»، فإن بوكو حرام تقوم على ثلاثة ركائز فكرية متطرفة خلال السنوات الثلاث السابقة، وهي: «تحريم التعامل مع مؤسسات الدولة ومع أي شخص يؤيد الدولة حتى لو كان رجل دين، وتحريم التعامل مع أي مؤسسة غربية، والانعزال عن البشر والمدن القريبة بالذهاب إلى المرتفعات».



ويعود تاريخ تأسيس الجماعة إلى عام 1995، وهو العام ذاته الذي أنشأ فيه الإرهابي «أبوبكر لاوان» جماعة تُعرف بـ«أهل السنة والهجرة» أو جماعة الشباب «منظمة الشباب المسلم» في منطقة مادوجيري بولاية بورنو (تقع في شمال شرق نيجيريا)، وانضم إليها وشكلها في الأصل مجموعة من الطلاب النيجيريين المتسربين من المدارس.



وعرفت الجماعة في بدايتها كجماعة دعوية إلى أن تولى محمد يوسف قيادتها عام 2002، وخلال السنوات الأولى من تولي يوسف القيادة، شهدت الجماعة تغيير اسمها أكثر من مرة مثل: «حركة طالبان النيجيرية» و«المهاجرون» و«اليوسفية» و «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد».



وفي نهاية المطاف استقر قياديوها على اسم «بوكو حرام»، الذي يعني: «التعليم الغربي حرام»، بلغة الهوسا المحلية، بسبب عدائها للغرب والتعليم الغربي.



ويعتبر محمد يوسف إخواني الأصل، لأن بداية إرهابه كانت مع جماعة الإخوان في نيجيريا، وكان ذلك في منتصف الثمانينيات، لكنه انشق عن الإخوان عام 1994.



ونجح يوسف، في ربط حركته بتاريخ التجارب الإسلامية والتوسع الإسلامي في القارة السمراء، وخصوصًا تجربة الشيخ «عثمان دان فوديو» الذي أسس الدولة الإسلامية في نيجيريا في أوائل القرن التاسع عشر.



«بوكو حرام».. نشأة
وكانت أولى العمليات المسلحة للجماعة عام 2003، وذلك بعد أن انتشرت الجماعة في ولايات الشمال النيجيري الشرقي الخمس، ( غومبي وأدماوا وبرنو ويوبي وباوشي)، وكذلك في ولايات الشمال الغربي (كانو وجيغاوا وكاتسينا وسوكوتو وكبي).



في بداية عام 2009 بدأ محمد يوسف يعلن الحرب على الدولة من من خلال ما سماه «الرسالة المفتوحة إلى رجال الحكومة الفيدرالية»، وحينها هدد فيها عددًا كبيرًا من القيادات السياسية في الدولة، وأمهل الحكومة النيجيرية 40 يومًا للإصلاح وجعل نيجيريا دولة إسلامية.



وفي ويوم 30 يوليو من عام 2009، ألقت الشرطة النيجيرية القبض على محمد يوسف وهو يلقى خطبة في مسجد «ابن تيمية»، وأثناء القبض عليه قاوم رجال الشرطة المخولين بعملية القبض عليه، فأردوه قتيلًا في الحال.



وعقب مصرعه بأسبوعين تولى مكانه «أبو بكر شيكاو»، صاحب استراتيجية خطف الفتيات من المدارس، بزعم أن الفتيات خلقن للزواج وليس للتعلم، وصاحب أيضًا استراتيجيات العمليات الانتحارية، التي انتشرت بعد توليه زعامة الجماعة.



واستمر الأمر حتى مارس 2015، عندما بايع شيكاو أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش»، وذلك حدث في بيان صوتي بث عبر حساب الحركة على موقع « تويتر» بلسان زعيمها أبوبكر شيكاو.

يقول محمد عزالدين، الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، إن جماعة بوكو حرام من أخطر الجماعات الإرهابيَّة النشطة في أفريقيا، وحاليًا يصعب القضاء عليها، بسبب السياسات الخاطئة من قبل الحكومة النيجيرية، علاوة على حجم الفساد النيجيري المستشري في جميع المؤسسات الحكومية، كل ذلك استغلته الجماعة أسوأ استغلال وكيفما يتفق مع أطماعها، ففي ظل غياب الدولة تنجح مثل هذه الجماعات في التوغل ونشر الإرهاب وبسط السيطرة على الأراضي النيجيرية.



وأكد عزالدين في تصريحات لـ« المرجع»، أن بوكو حرام في بداية نشأتها اتبعت تنظيم القاعدة وخلال السنوات العشر السابقة استطاعت أن تؤسس علاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية النشطة في دول الجوار، بعد أن بايعت داعش منذ ثلاث سنوات.

وأشار الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، إلى أنه كلما يزيد الخناق على داعش في سوريا والعراق كثفت الحركة من نشاطها وانتشارها، وهذا يفسر نشاطها الملحوظ مؤخرًا .


للمزيد:

الأزمات الإنسانية.. سلاح «بوكوحرام» الجديد للتمدد في غرب أفريقيا

4 عوامل أسهمت في تصاعد ظاهرة «انتحاريات بوكوحرام»

إنفوجرافيك.. «بوكوحرام» ذراع «داعش» في أفريقيا

شارك