مقاتلو «داعش» في إدلب يحاولون الهروب إلى ماليزيا

الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 09:36 ص
طباعة مقاتلو «داعش» في أحمد لملوم
 
ينتشر مئات المقاتلين المنضوين تحت راية تنظيم «داعش» الإرهابي في محافظة إدلب السورية، لكن مع اقتراب القوات السورية من المنطقة، بالتعاون مع القوات الروسية الموجودة هناك، يسعى العديد من هؤلاء المقاتلين للهروب خارج سوريا عن طريق تركيا.



مقاتلو «داعش» في
وكشفت تقارير إعلامية عن إلقاء القبض على الكثير من هؤلاء المقاتلين المتطرفين، وهم في طريقهم إلى ماليزيا، الواقعة في جنوب شرق آسيا، وقال مراسل «بي بي سي نيوز»، كوينتين سومرفيل، في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «مئات من المقاتلين الأجانب يسعون للوصول إلى ماليزيا، والتي لا تتطلب تأشيرة دخول، ومن المتوقع أن يواصل المزيد منهم محاولة السفر إلى هناك».



وتشن السلطات الماليزية حملات أمنية لملاحقة المتشددين الإسلامويين في البلاد، وقامت باستهداف الأشخاص الذين تربطهم صلة بـ«داعش» أو أعضاء فاعلين فيه، وتأتي الحملة عقب إطلاق التنظيم الإرهابي تهديدات باغتيال السلطان محمد الخامس، ملك البلاد، و مهاتير محمد، رئيس الوزراء، ونجحت الشرطة في إلقاء القبض على عضو التنظيم الذي نشر هذا التهديد على الإنترنت، الشهر الماضي.



ويرى المراقبون أن إطلاق مثل هذه التهديدات باستهداف رأس السلطة في ماليزيا يشير إلى زيادة نفوذ «داعش» بشكل متصاعد في منطقة جنوب شرق آسيا.



وقال الصحفي الأمريكي، ماثيو بينينجتون، في مقال له نشر على موقع «بيزنس إنسايدر»: إن «الهزيمة التي مُني بها تنظيم داعش فتَّتت بنيته، وأصبح مجموعات صغيرة تحاول كل منها إنجاز شيء ما يعيد إنجازات التنظيم الإرهابي من جديد».



مقاتلو «داعش» في
وأضاف بينينجتون: «يسعى الكثير من مقاتلي التنظيم إلى تكوين قاعدة لهم في دول منطقة جنوب شرق آسيا، لوجود أغلبية مسلمة هناك، وصراعات وخلافات يمكن أن توفر لهم أرضًا خصبة».



وكان مسؤولو الاستخبارات الأمريكية ومكافحة الإرهاب قد لاحظوا وجود اتصالات بين التنظيم في العراق وسوريا ومتشددين إسلامويين في منطقة جنوب شرق آسيا.



وقال السيناتور الأمريكي، جون أرنست، في حوار مع وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية: «لا أعرف إذا كان تنظيم داعش يوجه عمليات هناك، لكنهم يحاولون بالتأكيد جلب مقاتلين إلى تلك المنطقة، نحن بحاجة إلى التعامل مع هذا الأمر وعدم ترك الأمور تخرج عن نطاق السيطرة».



وتتميز ماليزيا بتركيبتها السكانية المتنوعة، وتُمثل عرقية «الملايو» المسلمة نسبة 60% من عدد السكان، البالغ عددهم 31 مليون نسمة؛ وقد شهدت البلاد حالة سخط شعبي من التحالف الحاكم مع توارد تفاصيل قضية فساد متهم فيها، نجيب عبدالرزاق، رئيس وزراء ماليزيا السابق، الذي يخضع للمحاكمة حاليًا، وانعكس هذا السخط على نتيجة الانتخابات الأخيرة، إذ فاز مهاتير محمد، على رأس تحالف المعارضة، لينهي أكثر من 6 عقود من حكم تحالف «باريسان الوطني» في ماليزيا.



وكانت الشرطة الماليزية قد أحبطت 9 محاولات «داعش» لاستهداف البلاد، منذ إعلان تأسيسه عام 2014، واعتقلت 300 شخص للاشتباه في صلتهم بالتنظيم الإرهابي، إضافة لإغلاق العديد من المواقع الإلكترونية الموالية له، لكن الحكومة تواجه انتقادات بسبب فشلها في منع سفر الماليزيين للقتال في صفوف التنظيم في سوريا والعراق.



ورغم غياب إحصائية دقيقة لعدد الماليزيين الذين سافروا للقتال في صفوف «داعش» في سوريا والعراق، وتُقدر السلطات عددهم بنحو 130 شخصًا، يوجد منهم حاليًا أكثر من 60 شخصًا في سوريا.

شارك