رغم إحباطها 361 عملا إرهابيا.. فوبيا "داعش" يلاحق المغرب

السبت 13/أكتوبر/2018 - 02:42 م
طباعة رغم إحباطها 361 عملا أميرة الشريف
 
تسعي معظم الدول العربية إلي قطع جذور الإرهاب داخل أراضيها، عن طريق وضع استراتيجية لمواجهة التنظيمات الإرهابية علي رأسهم تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية جهاز أمني مختص في مواجهة الجريمة الإرهابية، عن تفكيك المغرب منذ عام 2002، 183 خلية سعت إلى القيام بأعمال إرهابية بالمملكة، كما أنه حال دون وقوع 361 عملا تخريبيا.

رغم إحباطها 361 عملا
ووفق حوار وكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، أن التدخلات التي قام بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية مكّنت من اعتقال أكثر من 3129 شخصا، 292 منهم لهم سجل إجرامي، مشيرا إلى أن 361 نشاطا تخريبيا كان "يستهدف بعض المواقع الحساسة في المملكة".
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية في أول أكتوبر الجاري توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب). وأشار إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
رغم إحباطها 361 عملا

تأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
والخيام أشار إلي أن فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للمكتب تمكنت من تفكيك ما لا يقل عن 57 خلية، منها 51 لها ارتباط بتنظيم "داعش" و ست أخرى ترتبط بتيار "الفيء والاستحلال"، وقد مكنت جهود المكتب، من إلقاء القبض على 902 من الأشخاص، بينهم 14 امرأة و29 قاصرا، بحسب الخيام.
وتم تصنيف الأشخاص الذين تم اعتقالهم 22 أجنبيا، منهم ثمانية سوريين، وثلاثة أفغان، وفرنسيان، وتركيان، وإيطالي، وتشادي، وغيني، ومصري، ولبناني، وروسي، وتونسي. ويتعلق الأمر بعشرة بلجيكيين من أصل مغربي، وخمسة فرنسيين من أصل مغربي، وإسبانيين اثنين من أصل مغربي، ومواطن فرنسي من أصل جزائري.
ووفق التقرير، فقد كشف الخيام أن المكتب المركزي فكك خلال أربع سنوات من العمل 21 خلية في عام 2015، و19 في عام 2016، و9 في عام 2017، و8 خلايا منذ بداية العام الجاري وحتى أوائل شهر أكتوبر الجاري .
وأوضح الخيام أنه "بمجرد تحليل المعطيات التي سجلها المكتب يتبين أن عدد الخلايا الإرهابية المفككة يتراجع من سنة لأخرى، وهو ما يثبت كذلك أن جهود المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في الحرب ضد الإرهاب و مواجهة الخلايا التي تتبنى الفكر المتطرف، تظل مقنعة "، مبرزا أن "العمليات التي قامت بها فرقة مكافحة الإرهاب التابع للمكتب تتميز بالاحترافية العالية وتقوم على أساس المعلومات الدقيقة المقدمة من طرف المصالح المركزية والجهوية".وبحسب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، فإن مفتاح نجاح جهود مكافحة الإرهاب يكمن في التعاون الوثيق بين مختلف الأجهزة الأمنية.

رغم إحباطها 361 عملا

 وفي هذا السياق، أشار الخيام إلى أنه من بين 183 خلية تم تفكيكها منذ عام 2002، تم تفكيك 62 خلية إرهابية منذ عام 2013 كانت لها صلات وثيقة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في هذه المنطقة المتوترة، بما في ذلك تنظيم الدولة، مضيفا أن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحة السورية-العراقية وصل إلى 1666 مقاتلا، منهم 929 انضموا إلى صفوف التنظيم، وما يقرب من 225 آخرين لديهم سجل جنائي مرتبط بقضايا الإرهاب.
وفيما يخص العائدين فيبلغ عددهم، 239 شخصا، بينما فقد 643 شخصا حياتهم على الساحة السورية-العراقية، حيث لقي غالبيتهم مصرعهم خلال تنفيذ عمليات انتحارية. ولا يتعلق الأمر بالرجال فقط، وإنما أيضا بالنساء اللواتي رافقن أزواجهن مع أطفال للالتحاق بهذه المنطقة المتوترة.
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.

شارك