العلاقة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة كما توضحها كلمة الظواهري الأخيرة

الأربعاء 15/يناير/2020 - 01:12 ص
طباعة العلاقة بين جماعة
 
في أخر ظهور له مساء أمس الأحد 14 أكتوبر وبمناسبة مولد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية والزعيم الروحي لمعظم الجماعات الإرهابية والتي خرجت من عباءة الجماعة الأم، تلك الكلمة التي بثتها منصة تنظيم القاعدة الإعلامية "مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي" والذي تناول فيها علاقة تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان المسلمين، حيث انتقد الظواهري موقف الجماعة من الديمقراطية والانتخابات وإصرارهم على المشاركة فيها للوصول إلى الحكم وتحقيق الهدف الذي يجمعهم معًا "تحكيم الشريعة" -وفق فهمهم للشريعة وآليات تحكيمها.
جاءت كلمة الظواهري تحت عنوان "معركة الوعي والإرادة .. حكم الشريعة بالتحاكم لغير الشريعة" وتناول فيها أحكام الشريعة وفق منظوره والمآلات التي نجمت عن التحاكم إلى غير منهج التنظيم حيث قال: "منذ أن قرر حسن البنا -رحمه الله- دخول الانتخابات فأسقط فيها لمرتين، ما زال هؤلاء يصرون على أن يعيدوا دورات العبث والفشل حتى بعد أن اعترف حسن البنا -رحمه الله- بفشله وطالب الأمة بأن تخوض مع حكامها معركة المصحف، ما زال مَن ينتسبون له يغولون في هذا المستنقع"
وعلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على الكلمة الظواهري قائلا:  إن الظواهري يعمل على وصم خصومه من الجماعات الإرهابية بالتعامي عن الواقع، وأنهم يقولون بفتاوى لا أصل لها في الشرع.
وأكد المرصد أن زعيم التنظيم الإرهابي يعمل على تعليق سفك الدماء والخسائر المادية التي تجرعها المسلمون على مدار العقود الماضية إلى البعد عن منهج تنظيمه، وليس للعمليات الإرهابية التي قام بها عناصر الإخوان ضد أجهزة الدولة المصرية. مشيرًا إلى أن كَمَّ العنف الممارس من قِبل أعضاء وأنصار الإخوان لم تكُن كافيةً، والمطلوب هو زيادة العنف والعمليات المسلحة والتفجيرات ضد مؤسسات الدولة الوطنية؛ ليتمكن التنظيم الإرهابي من تحقيق مآربه في الوصول للسلطة.
وكشف المرصد انكار الظواهري موقف الإخوان وإصرارهم على الدخول في الانتخابات ويذكرهم بموقف مؤسس الجماعة الذي خاض تجربة الانتخابات مرتين وفشل فتراجع عن الفكرة وطالب بالتحاكم للشريعة ويقول: "منذ أن قرر حسن البنا -رحمه الله- دخول الانتخابات فأسقط فيها لمرتين، ما زال هؤلاء يصرون على أن يعيدوا دورات العبث والفشل حتى بعد أن اعترف حسن البنا -رحمه الله- بفشله وطالب الأمة بأن تخوض مع حكامها معركة المصحف، ما زال مَن ينتسبون له يغولون في هذا المستنقع". وهو الأمر الذي يشير صراحة إلى أن المنهج الذي أسسه البنا وسار عليه أنصاره من بعده، هو نفسه الحاكم في تنظيم القاعدة منذ نشأته وحتى اليوم.
وأوضح المرصد أن ما جاء به زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" من ادعاء بأن القوانين الوضعية لا تتماشي مع منهج الشريعة، أمر مردود عليه بأن الدين الإسلامي قد أجاز الاجتهاد والتشريع لينظم الإنسان أمور دنياه، كما أن خطاب الظواهري يعتمد على الخطاب التكليفي المتعلق بالأوامر والنواهي الشرعية المباشرة من دون النظر في حق الإنسان في الاجتهاد، ويتضح ذلك في قوله: «الطبيعة القذرة للعمل السياسي في ظل الدساتير العلمانية».
وقال المرصد: إن هذا المقطع من كلمة الظواهري يوضح عدة دلالات بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، فثمة علاقة بين الجماعة والتنظيم أشبه ما تكون بعلاقة "الشجرة والثمرة" حيث أسس الظواهري موقفه من الديمقراطية والانتخابات منطلقًا من موقف "حسن البنا"؛ مما يعني أن القاعدة مجرد ثمرة نضجت من شجرة الإخوان المسلمين، والدلالة الثانية هي أن الجماعة والتنظيم يجمعهما رؤية كليه واحدة "تحكيم الشريعة" -وفق رؤيتهم المتطابقة لها- فلم ينتقد الظواهري الإخوان حول ماهية الشريعة لديهم إنما وجَّه سهام نقده إلى الآليات التي اتخذتها الجماعة للوصول لتحكيمها، وبالتالي فالخلاف مع الجماعة في الوسيلة وليس الهدف أو المضمون.
ولا شك ان هناك الكثير من الأدلة التي توضح ارتباط تنظيم القاعدة بجماعة الاخوان أو تنظيمها الدولي فلقد انضم بالفعل "بن لادن" إلى جماعة الإخوان، وفق ما كشفت عنه "وثائق آبوت أباد" التي حصلت عليها الولايات المتحدة في منزله عقب قتله في مايو 2011، حيث جاء فيها أن "بن لادن" كان ملتزمًا بمنهج الإخوان رغم محدوديته، كما كشفت الوثائق تأثره بـ"عبدالمجيد الزنداني"، مؤسس تنظيم الإخوان في اليمن، والمصنف إرهابيًّا من قبل الولايات المتحدة، في نفس السياق، أكدت تصريحات أيمن الظواهري، زعيم التنظيم القاعدة حاليًّا، هذه المعلومات، حيث ذكر في كلمة له عرضتها مؤسسة السحاب (الذراع الإعلامية للقاعدة) في 30 يناير 2015، أن "بن لادن" كان عضوًا في تنظيم الإخوان، وأنه ذهب إلى باكستان، إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، وفق توجيهات التنظيم، قبل أن يمرَّ إلى بؤرة الصراع في أفغانستان وفق رؤيته الخاصة.
وأكدت ذلك والدة زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن في حوار لها مع جريدة الجارديان حيث قالت: "كان أسامة شخصية خجولة للغاية، ولكنه أصبح ذا شخصية حادة الطباع حين دخل مرحلة العشرينات من عمره، فقد انحرف تفكيره إلى التطرف أثناء دراسته بالجامعة، بعد لقائه بعبدالله عزام، عضو جماعة الإخوان، الذي أصبح لاحقًا المرشد الروحي لأسامة بن لادن".

شارك