الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل

الإثنين 22/أكتوبر/2018 - 03:31 م
طباعة الإسلام والغرب.. حسام الحداد
 
 مجهودات كبيرة يقوم بها الدكتور أحمد الطيب لتحسين صورة الإسلام خاصة لدى الدول الغربية، في محاولة منه لمعالجة الصورة المشوهة التي قدمتها وما زالت تقدمها جماعات الإسلام السياسي، وفي هذا الإطار انطلقت اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر شرق القاهرة، فعاليات الندوة العالمية "الإسلام والغرب..تنوع وتكامل"، والتي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، بمشاركة عدد من المفكرين والشخصيات العامة من أوروبا وآسيا، ونخبة من القيادات الدينية والسياسية والفكرية ورؤساء جمهوريات وحكومات سابقين من مختلف دول العالم. وتبحث الندوة، على مدار ثلاثة أيام، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، وتتضمن الندوة ثماني جلسات، تتناول عدة محاورة، من أبرزها: " تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل". كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجربة السويسرية".
 
الإسلام والغرب..
وقد ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الكلمة الرئيسية في افتتاح أعمال الندوة الدولية وأشار إلى أن الشرق: أديانا وحضارات، ليست له أية مشكلة مع الغرب، سواء أخذنا الغرب بمفهومه المسيحي المتمثل في مؤسساته الدينية الكبرى، أو بمفهومه كحضارة علمية مادية، وذلك من منطلق تاريخ الحضارات الشرقية ومواقفها الثابتة في احترام الدين والعلم أيا كان موطنهما وكائنا من كان هذا العالم أو المؤمن. وأوضح شيخ الأزهر أن انفتاح الأزهر الشريف على كل المؤسسات الدينية الكبرى في أوربا حـديثا، والتجـاوب الجـاد المسـؤول من قبـل هـذه المؤسسات الغربية - أقوى دليل على إمكانية التقارب بين المجتمعات الإسلامية في الشرق والمجتمعات المسيحية في الغرب، وأن هذا التقارب حدث ويمكن أن يحدث. وأكد الإمام الأكبر أن مناهج الأزهر بأصالتها وانفتاحها الواعي على الحكمة أنى وجدت، هي التي (تصنع العقل) الأزهري المعتدل في تفكيره وسلوكه، والقادر دائما على التكيف مع العصر وإشكالاته ومعطياته.
الإسلام والغرب..
فيما قال السيد إيف ليتريم، رئيس الوزراء البلجيكي السابق، إن ندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، تستهدف تعزيز التعاون المشترك وتقريب وجهات النظر، وترسيخ ما جاءت به الأديان السماوية الثلاث: "اليهودية والمسيحية والإسلامية" من دعوة للتعارف والنبذ العنف ومواجهة الأفكار المغلوطة. وأشار رئيس الوزراء البلجيكي السابق، في كلمته خلال الندوة الدولية التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إلى أن الغرب يعلم أن الإسلام رسخ للديمقراطية والمساواة، مؤكدًا أهمية أن يكون الحوار معتمدًا على دعم القيادات السياسية والدينية والاجتماعية بما يضمن تحقيقه لنتائج عملية. وأوضح رئيس الوزراء البلجيكي السابق، أن هناك عدة عوامل أدت لزيادة التعصب الديني في الفترة الأخيرة، ولا حل لهذا التعصب سوى التعليم والتثقيف، والاعتماد على مشروعات ملموسة بين القيادات الدينية يسهل تنفيذها على أرض الواقع.
الإسلام والغرب..
وقال السيد/ رجب ميداني، رئيس جمهورية ألبانيا الأسبق، إن ندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، مهمة جدًا ليس في الشرق فقط ولكن أيضا في أوروبا؛ لأنها تؤسس للاندماج والتعايش السلمي بين المجتمعات وأضاف ميداني، في كلمته أنه توجد حقيقتان متعارف عليهما في التعامل مع المهاجرين، هما الاستيعاب والاندماج، فالاستيعاب يولد نوعًا من العزلة ما يخدم التطرف، بالإضافة إلى انتشار البطالة وصور التمييز، وهو يولد انقسامًا اجتماعيا. وأشار الرئيس الألباني الأسبق إلى أن الحقيقة الثانية هي الاندماج، وهو طريق مزدوج تتبادل فيه ثقافات الأغلبية والأقلية التأثير دون أن يتخلى كل طرف عن هويته، وهي أفضل حل لخلق نموذج معاصر، مضيفا أنه علينا أن نستبدل فكرة الاندماج بالاستيعاب، من خلال توفير فرص للمهمشين لضمان التلاحم الحقيقي بين الأفراد بدون تمييز. واختتم ميداني كلمته، بأن الأبعاد المالية تؤثر علي ثقافة المجتمعات، فالنظام التعليمي الذي يمنح فرص اجتماعية لكل الأطراف يعزيز الاندماج الحقيقي، مشددًا علي ضرورة اتخاذ خطوات أكثر، لتقليل العداوات بين المجتمعات المختلفة. وتبحث ندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.
الإسلام والغرب..
وقال السيد فيليب فويانوفيتش، رئيس دولة الجبل الأسود (مونتينيغرو) السابق، إن الإسلام هو ثقافة وحضارة تقوم على رفض العنف واحترام الآخر، مؤكدًا أن رسالة الإسلام المتمثلة في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد المتسامحة تعلمنا أن من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا. وأضاف رئيس فويانوفيتش، خلال كلمته بندوة " الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" أن الرسالة السامية للأديان السماوية قد يساء استخدامها نتيجة الفهم الخاطئ من بعض المنتسبين للأديان، وهو ما حدث بالفعل مع الإسلام، مطالبًا المجتمع المسلم والأئمة بمواجهة هذه الإساءة ومجابهة الإرهاب من منطلق رسالتهم الوسطية القائمة على التعاليم الصحيحة للإسلام. وتبحث الندوة، على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.

شارك