محاولات مصالحة الإخوان والحوثيين.. صفقة مشبوهة تلعبها قطر

الثلاثاء 23/أكتوبر/2018 - 04:52 م
طباعة محاولات مصالحة الإخوان أميرة الشريف
 
ما زال الدور الذي تلعبه قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية خاصة في الدول العربية مستمر، وبإيعاز من إيران تقوم قطر بدور "قذر" لتضمه ضمن لائحة الاعيبها التدميرية القذرة في المنطقة، حيث تلعب دور للتقريب بين جماعة الحوثي الإرهابية وتيار واسع في حزب الإصلاح باليمن تتزعمه القيادية الإخوانية المقيمة في تركيا توكل كرمان.
ومن الجدير بالذكر أن قطر تلعب دورا كبيرا في دعم جماعة الحوثي، حيث كشفت وثائق سرية في أبريل الماضي، من أرشيف جهاز المخابرات اليمنية عن الدعم المشبوه الذي قدمه النظام القطري لميليشيا الحوثي الإرهابية، منذ مطلع الألفية الثانية، وقبل قيام الحرب في اليمن، هذا الدعم الذي تطوّر إلى حث الحوثيين على ضرب المملكة العربية السعودية.
ونشر حساب "قطريليكس" أنذاك، التابع للمعارضة القطرية، مقطع فيديو يوضّح ما جاء في الوثائق اليمنية والتي بلغ عددها 900 وثيقة، رصدت أوجه الدعم التي قدمتها قطر لمليشيا الحوثي من أجل السيطرة على صنعاء.
وتواصل النظام القطري مع حسين بدر الدين، الأب الروحي للميليشيا قبل اندلاع الحرب في مدينة صعدة الواقعة في شمال غرب العاصمة صنعاء، وأشارت قطر عليه أن ينفذ تمرده ضد نظام علي عبد الله صالح -الرئيس اليمني الراحل، الذي اغتالته الجماعة- في شمال اليمن بالقرب من الحدود الجنوبية السعودية.
ووفق تقارير، تتبني قطر سياسة التقارب بين الحوثيين والإخوان من خلال فتح قنوات تواصل بين قيادات إخوانية مقيمة في مدينة إسطنبول التركية وأخرى من جماعة الحوثي، على رأسها القياديان الحوثيان محمد علي الحوثي ومحمد البخيتي.
ورصدت رسائل يبعث بها الحوثيين والإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحسس ردود الفعل من قبل أنصار الجماعتين، حيث رحب البخيتي في عدة منشورات على حسابه في فيسبوك بدعوة القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان للتحالف بين الطرفين وطي صفحة الماضي على قاعدة العداء المشترك للتحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية.
وكان لقاء سري نسقت له الدوحة بين قيادات من حزب الإصلاح متواجدة في تركيا وبين وفد المفاوضات الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام الذي قام بزيارة إلى إسطنبول وأنقرة والتقى بمسؤولين أتراك، وقد تلا تلك الزيارة بحسب تقارير صحافية تغير لافت في الموقف التركي تجاه الأزمة اليمنية وتنظيم فعاليات مؤيدة للحوثيين لأول مرة.
وفي سبتمبر الماضي، دعت توكل كرمان، إلي مصالحة بين تجمع حزب الإصلاح الإخواني في اليمن والحوثيين، وتشمل كافة الاحزاب اليمنية.
وتشير تقارير إلي أن قيادات حزب الإصلاح في اليمن تلتزم الصمت مع الدعوات المطروحة للتقارب مع الحوثيين، إلا أن التغير اللافت في موقف ناشطي الحزب وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف عن تقبل قطاع كبير من القاعدة الشعبية للإخوان في اليمن للخطاب الذي تصدره قيادات ما يعرف بجناح إسطنبول والتي تضم أعضاء في مجلس النواب عن حزب الإصلاح مثل شوقي القاضي وقيادات إعلامية وحزبية أخرى باتت تشارك بفعالية في الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف التحالف العربي وتشكك في إنجازاته ونواياه.
ووفق مراقبون في الشأن اليمني، فإن الموقف الإخواني شهد تحولا لافتا وخصوصا في الأشهر الماضية، فبعد أن كانت الحملات تتركز على دولة الإمارات فقط، امتدت الحملة لتشمل التشكيك في الدور السعودي باليمن بدءا من تواجد القوات السعودية في محافظة المهرة في أقصى الشرق اليمني، لتبلغ الحملات الممنهجة ذروتها في أزمة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حيث شارك ناشطون إخوان يمنيون بشكل كبير في تبني الخطاب القطري المعادي للرياض.
ووفق العرب اللندنية، فقد قامت قيادات بارزة في حزب الإصلاح الإخواني بالوقوف خلف تقارير تتهم دول التحالف بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، والعمل على تسويق تلك التقارير المفبركة عبر منظمات دولية ووسائل إعلام قطرية، كما ظهرت مؤخرا قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح في تعز على تقرير لقناة الجزيرة يحاول الإساءة للتحالف بما يخدم الأجندة القطرية.
وشهدت مدينة تعز مظاهرات نظمها الإخوان رفعت شعارات مسيئة لدول التحالف العربي، أكّدت مصادر محلية أن قطر مولت أغلبها وشجّعت المشاركين فيها على رفع شعارات مضادّة للتحالف العربي وتحمّله مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي في اليمن.
كما ذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق عن تصاعد الدور القطري في محافظة تعز في محاولة لخلط الأوراق وإرباك عمل التحالف العربي بمساعدة من قيادات في الفرع اليمني من جماعة الإخوان باتت تسيطر على المؤسسات العسكرية والأمنية في المحافظة بشكل كامل.
وتسعى الدوحة للحضور في محافظة تعز الاستراتيجية في إطار صراعها مع التحالف العربي من خلال العديد من الأدوات من بينها جماعة الإخوان، إلى جانب محاولتها استقطاب شخصيات وقوى مدنية وإعلامية وثقافية وسياسية، لكن جهودها وفقا لخبراء لازالت تقابل بالكثير من العراقيل نظرا للتنوع الأيديولوجي الكبير في المحافظة وحالة الصراع التاريخي بين تيارات الإسلام السياسي والقوميين واليساريين، إضافة إلى تواجد المؤتمر الشعبي العام في بعض مناطق ريف تعز.
وما زالت قطر تلعب دور قوي في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، لتدمير المنطقة، ويعتبر الدور الذي تلعبه في تقارب الإخوان والحوثيين، هو دور مشبوه يرفق إلي ملف الدوحة الأسود في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.

شارك