مع انشقاقات أعضائها المتلاحقة.. أقنعة الإخوان تتساقط في موريتانيا

الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 01:30 م
طباعة مع انشقاقات أعضائها أميرة الشريف
 
مع الانشقاقات والخسائر التي يواجهها حزب "تواصل" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا، أعلن الدكتور سيدي ولد عمار، انشقاقه عن الحزب، والتحاقه بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية وهو الحزب الحاكم في البلاد.
وكان يشغل القيادي الإخواني المنشق منصب عضو المكتب السياسي لحزب تواصل الإخواني، كذلك يشغل منصب رئيس الجمعية الموريتانية لأطباء الأسنان، ويعتبر من بين القادة البارزين سابقا في التنظيم.
ويواجه الإخوان في موريتانيا، هزائم متلاحقة جعلتها تفقد الثقة في حصولها علي أى مكاسب سياسية قادمة، أدي ذلك إلي انشقاق معظم أعضائها، حيث يواجه حزب تواصل الإخواني أكبر ضربة له مع مؤشرات قوية على خسارته معقله الرئيسي في موريتانيا -بلدية عرفات- حيث ستتم إعادة الانتخابات في هذه المقاطعة غدًا السبت 27  أكتوبر.
وتراجع نفوذ حزب "تواصل" الإخواني خلال الانتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت ما بين 10 و15 سبتمبر الماضي، وتقدم بفارق قليل جدا من الأصوات وصل إلى 131 صوتا على الحزب الحاكم.
وبلغت نتيجة حزب "تواصل" الإخواني خلال الجولة الثانية في الانتخابات البلدية 9914 صوتا مقابل 9783 لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، قبل أن يقدم هذا الأخير طعنا في النتيجة بسبب التزوير.
وفاز حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا وأحزاب الأغلبية الداعمة له بأكثرية المجالس البلدية خلال الانتخابات الجهوية والمحلية التي تم تنظيمها ما بين 10 و15 سبتمبر الماضي.

ودشنت السلطات الموريتانية في 24 سبتمبر حملة إغلاق وحظر ضد مؤسسات تابعة لحركة الإخوان في موريتانيا.
وأغلقت السلطات الموريتانية مركز "تكوين العلماء"، بعد خطبة جمعة روَج فيها "الددو" لأفكار التنظيم الذي تحظره عدد من الدول العربية، ويعمل المركز الإخواني الأكبر في موريتانيا على تخريج عناصر تُروِج لخطاب الإخوان الذي لا يتماشى مع الدين الوسطي، ويوجد مقره ببلدية عرفات في العاصمة نواكشوط، وهي بلدية يسيطر عليها سياسيًا حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، الجناح السياسي للجماعة.
ويعد "الددو" الأب الروحي لتنظيم الإخوان في موريتانيا، وهو عضو فيما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويرأسه يوسف القرضاوي المُدرج على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية، وفقا للمصادر.
ذكرت تقارير صحافية، أن قطر تمول جميع أنشطة المركز، إضافة إلى دعم من رجال أعمال منتمين لتنظيم الإخوان في بلدان أخرى.
وكان "الددو" قد أصدر فتوى قبل الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية الأخيرة، بتحريم التصويت من أجل أغراض دنيوية، في إشارة لوجوب التصويت لمرشحي الإخوان، كما سرت بعد التكهنات مؤخرًا عن تحضيرات في الدوحة من أجل إعداد الأب الروحي لإخوان موريتانيا لخلافة القرضاوي.
ووفق تقارير، يري مراقبون أن خطوة إغلاق المقر الرئيسي تأتي تمهيدًا لقرار إغلاق المركز بشكل كامل وسحب رخصته، حيث يتهم المركز بتصدير خطاب الكراهية والعنف، وتأسيس أرضية خصبة لتسويق دعاة متطرفين يصدرون الخطاب "الإخواني".
ورجح مراقبون للشأن الموريتاني أن الخطوة التي اتخذتها سلطات البلاد، ضد أكبر مركز تابع لجماعة الإخوان، "حبل مشنقة"، وخطر بات يقترب من عنق جماعة الإخوان الإرهابية.

وكشف الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ، وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، أن التحقيقات الخاصة بتمويل مركز علمي وجامعة تابعة للجماعة كشفت عن وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وشبهات حول أوجه الصرف.
وأكد محمد ولد عبدالعزيز، الرئيس الموريتاني، في تصريحات يوم 29 أغسطس الماضي، أن حزب "تواصل" الإخواني متطرف ويرتبط بأجندات خارجية وحركات تقود العنف في بعض البلدان العربية، وطرح أيضاً احتمال حل الحزب الإخواني.
وسبق أن حذر الرئيس ولد عبدالعزيز، الشعب الموريتاني بعدم التصويت لجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية، مذكرًا إياهم بالدمار الذي خلفته تلك الجماعة بالمنطقة العربية.
ويواجه الإخوان المسلمين في موريتانيا، هزائم متلاحقة جعلتها متخبطة وفاقدة الثقة في حصولها علي أى مكاسب سياسية  سواء في الانتخابات أو في الشارع الموريتاني، ما أدي ذلك إلي انشقاق معظم أعضائها، ومن المتوقع أن تتساقط أذرع الجماعة في الفترة القادمة مع توالي الخسائر التي لحقت بها.

شارك