هل تعود الذئاب المنفردة مرة أخرى لعملياتها الإرهابية في تونس؟

الإثنين 29/أكتوبر/2018 - 04:15 م
طباعة  هل تعود الذئاب المنفردة حسام الحداد
 
أكدت تقارير إعلامية تونسية سقوط 10 جرحى في تفجير سيدة لنفسها في دورية للشرطة التونسية في شارع الحبيب بورقيبة العاصمة.
وقالت مصادر أمنية تونسية، اليوم الاثنين 29 أكتوبر 2018، إن سيدة فجرت نفسها في سيارة للشرطة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مؤكدين على عدم سقوط أي قتلى في صفوف المدنيين.
وقال موقع "شمس اف ام"، إن انفجار ضخم هز شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مشيرًا إلى وجود حالة من الفوضى بين صفوف المواطنين.
ويشهد شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة حالة من الهلع والفزع على إثر التفجير الإرهابي.
وما حدث اليوم لا يقلل بحال من الأحوال من نجاح تونس في محاصرة الظاهرة الإرهابية التي سعت لاجتياح البلاد بعد الثورة والاستفادة من المناخ السياسي الهش في بسط سيطرتها بالقوة، رغم حاجة هذا النجاح  إلى تضافر عناصر أخرى اجتماعية وسياسية لتجفيف منابع التطرف ومنع انتشاره مجددا.
وقد نجحت القوات التونسية في وقت سابق في تفكيك المجموعات المتشددة، وأن العناصر المتبقية تتحرك كذئاب شاردة في الجبال القائمة على الحدود مع الجزائر، فضلا عن مواصلة تفكيك بعض الخلايا الصغيرة النائمة والتي ينشط اغلبها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت قد تراجعت بشكل لافت، الهجمات التي دأبت المجموعات المتشددة على تنفيذها في تونس بسبب العمليات النوعية لقوات الأمن، فضلا عن أن العناصر المسلحة خسرت في السنوات الثلاث الأخيرة ليبيا باعتبارها إحدى أهم الجهات التي تحصل منها على الأسلحة والدعم المالي، والمقاتلين الذين يتم إرسالهم إلى هناك ليتدربوا على الأسلحة ليذهبوا إلى سوريا أو يعودوا إلى تونس.
كما ساعد الاستقرار السياسي في تونس بعد انتخابات 2014 على تقوية التنسيق الأمني مع الجزائر التي تمتلك خبرات واسعة في التعاطي مع المتشددين الذين تتبع خطاهم منذ تسعينات القرن الماضي. 
ومن الواضح من خلال التقارير الأمنية ورصد الباحثين لحركات الاسلام السياسي أن هذه الذئاب المنفردة من الإرهابيين سيكون مصيرها محصورا في التصفية الأمنية والعسكرية طال الزمن أو قصر، ما يجعل الأولوية الآن للتركيز على الظاهرة المتشددة في الداخل، أي ما يتعلق بشبكات الدعم الإعلامي، أو الذئاب المنفردة التي يمكن أن تلتحق بالجبال، فضلا عن مراقبة جدية ودائمة للشبكات السلفية التي أنتجت ظاهرة الإرهاب المسلح، وهي شبكات تنشط بحرية كبيرة، وتسيطر على المساجد، وتهيمن على الأنشطة التجارية الهامشية، وتقيم علاقات اجتماعية مغلقة. 

شارك