في اجتماع موسكو.. "طالبان" تشترط رحيل القوات الأجنبية لعودة السلام بأفغانستان

الأحد 11/نوفمبر/2018 - 09:07 ص
طباعة في اجتماع موسكو.. أميرة الشريف
 
بعد مداولات، استمرت لسنوات عديدة، للجلوس علي طاولة المفاوضات الدولية، احتضنت موسكو أول اجتماع منذ سنوات بين ممثلي حركة طالبان ومجلس الأعلى للسلام المكلف من قبل الحكومة الأفغانية لبحث جهود المصالحة، حيث زعم رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان شیر محمد عباس استانكازي، أن نتائج المؤتمر حول أفغانستان الذي عقد في العاصمة الروسية أمس الجمعة، كانت إيجابية.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان السلطات الأفغانية اليوم أن 8 من رجال الشرطة و7 من حركة طالبان قتلوا خلال اشتباكات وقعت في بلدة فرح بغرب أفغانستان.
وكانت استعادت طالبان قوتها في السنوات الأخيرة، واستولت على مناطق في كل أنحاء البلاد وشنّت اعتداءات منتظمة واسعة، بينها هجوم ضخم على مدينة غزنة الاستراتيجية، التي تبعد 120 كيلومتراً من العاصمة كابول، واشتبكت مع قوات الأمن الأفغانية داخل المدينة لخمسة أيام، ما استدعى تدخلاً أميركياً، جوياً وبرياً.
ونقلت وكالة أنباء باجفاك برس الأفغانية عن نائب رئيس مجلس الإقليم، حاجي خير محمد قوله إن حركة طالبان هاجمت مدينة فرح، عاصمة الإقليم، من أربعة جوانب ليلة أمس الأول الخميس، مضيفًا أن المسلحين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للشرطة مما أسفر عن مقتل ثمانية من رجال الشرطة، وكانوا يعتزمون اجتياح مدينة فرح.
ومواصلة لمزاعم الحركة الإرهابية، قال استانكازي الذي ترأس وفد حركته إلى اجتماع موسكو: "نرى أن مؤتمر "صيغة موسكو" كان ناجحا، حيث استمعنا إلى وجهات نظر ومقترحات جميع المشاركين فيه، كما أننا بينا وجهات نظرنا حيال مختلف القضايا المتعلقة بأفغانستان، مؤكدًا أن أهمية الحوار من أجل تسوية الأزمة في أفغانستان، لكنه جدد ربط الشروع في التفاوض المباشر مع الحكومة بسحب القوات الأجنبية من البلاد.
وعقد الاجتماع ضمن ما يعرف بـ"صيغة موسكو" خلف أبواب مغلقة، بمشاركة ممثلي دول إقليمية محورية، إضافة إلى وفدين أفغانيين أحدهما من حركة طالبان والثاني عن المجلس الأعلى للسلام، فيما قاطعته كابول التي شددت على أن وفد مجلس السلام لا يمثلها.
وحسب منظمي المؤتمر، فإنه لم يكن يهدف إلى إطلاق الحوار المباشر بين السلطات الأفغانية وطالبان على الفور، بل حرص على الإسهام في تهيئة الظروف المناسبة لبدء مثل هذا الحوار مستقبلا.
وتوصل المشاركون إلى الاتفاق على مواصلة العمل بـ"صيغة موسكو" بحثا عن تسوية سياسية في أفغانستان.
في هذا السياق، أكد ممثل حركة طالبان في اللقاء التشاوري "بصيغة موسكو"، أنه من الضروري حل مسألة تواجد القوات الأجنبية، من أجل حل المشاكل الداخلية ومسألة المفاوضات المباشرة بين الحركة وكابول.
وقال ممثل الدائرة السياسية لحركة طالبان: "من وجهة نظرنا، فإن مشاكل أفغانستان لها بعدان، الأول هو البعد الخارجي والثاني داخلي. إذا تم حل البعد الخارجي لمشاكلها، عندها يمكننا حل المشكلة الداخلية، بما في ذلك والمسائل حول الدستور، وقضايا حقوق الإنسان، والمرأة، والمخدرات، وجميع المشاكل الداخلية".
وأنشئت "صيغة موسكو" للمشاورات بشأن أفغانستان، في فبراير 2017، على أساس آلية المحادثات السداسية للممثلين الخاصين لروسيا وأفغانستان والصين وباكستان وإيران والهند. وذكرت الخارجية الروسية أن الهدف الرئيسي لهذه الصيغة هو تعزيز عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان وإقرار السلام في هذا البلد، في أسرع الوقت.
وتعتبر روسيا حركة طالبان الأصولية الإسلامية منظمة راديكالية، ولكن تعتقد بأن طالبان قد تكون قادرة على المساعدة في القضاء على الجماعة الإرهابية، تنظيم "داعش" (المحظورة في روسيا)، وكانت آخر جولة مشاورات في هذا الإطار قد جرت في شهر أبريل الماضي، ولكن حركة "طالبان" لم تشارك فيها.

شارك