بعد تمويلها للإرهاب.. الجزائر تطهر أراضيها من الأطفال الأفارقة

الثلاثاء 13/نوفمبر/2018 - 05:43 م
طباعة بعد تمويلها للإرهاب.. أميرة الشريف
 
ما زالت الجزائر تسعي لوضع استراتيجية تنجح في التصدي للإرهاب، ووقف توغل التنظيمات الإرهابية إلي أراضيها، حيث أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، عن تفكيك قوات الأمن الوطني لشبكة إجرامية تستغل 38 طفلاً أفريقيًّا يقيمون بطريقة غير شرعية، وذلك لتنفيذ أعمال إجرامية يصلُ مداها إلى تمويل نشاطات الإرهاب.
ودعت الداخلیة الجزائرية ومنظمات محلیة، المواطنين الجزائريين إلى التوقف عن منح "الصدقات المالیة" للمهاجرین الأفارقة الذین یقیمون بطریقة غیر شرعیة في الجزائر.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن التحقيقات الأمنية توصلت إلى أن تلك الأموال توجه لشبكات إجرامية تمتهن حرفة المتاجرة بالبشر، والمخدرات وحتى تهريب الأسلحة ودعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
ووفق تقارير صحافية، شدد المدير المكلف بالهجرة في وزارة الداخلية حسان قاسيمي، على هامش الكشف عن تفكيك عصابة إجرامية استغلت 38 طفلا إفريقيا في الجزائر العاصمة، في شبكات التسول، على ضرورة إسهام المواطنين في محاربة ظاهرة المتاجرة بالأطفال الأفارقة، من خلال الكف عن منحهم "الصدقات المالية".
وكشف قاسيمي، عن تعليمات صارمة أصدرها الوزير الأول أحمد أويحيى، بإيعاز من وزير الداخلية نور الدين بدوي، تقضي بالشروع في محاربة العصابات الإجرامية التي تتاجر بالأطفال الأفارقة، الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات
وقررت الجزائر تطهير شوارعها من الأطفال الأفارقة وجمعهم بمركز عبور في ضاحية زرالدة غربي الجزائر العاصمة، لتفويت الفرصة على العصابات الإجرامية والبدء في تجفيف منابع “المال العام” على المافيا.
واشتكت الجزائر في مرات عديدة من ابتزاز منظمات حقوقية دولية تتاجر بالقضية الإنسانية للضغط عليها، وفق الرواية الرسمية التي عبر عنها سابقًا رئيس الوزراء أحمد أويحيى، ووزير الداخلية نور الدين بدوي، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل.
وتقول منظمة العفو الدولية إن هؤلاء الناس فرَّوا من الحرب والعنف والفقر، وجاءوا إلى الجزائر للبحث عن السلام والأمن، ومن مسؤوليتنا الترحيب بهم وفقًا للمواثيق الدولية التي وقعت وصادقت عليها الجزائر.
وتستغل التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم داعش الإرهابي، الأطفال في القيام بعملياتها الدامية، وبات الأطفال السلاح الأقوى لدى التنظيمات الإرهابية التي تتبع نفس النهج في مخططاتها، وفي ظل حالة التراجع التي شهدها التنظيم الإرهابي بعد تضييق الخناق عليه في سوريا والعراق وخسائره المتلاحقة، بات كالطائر المذبوح الذي لا يستطيع الطيران، فبدأ يستغل كل ما لديه من قوة لاستعادة ما يمكن استعادته.
ولم يكن تنظيم داعش، هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يتبع نهج تجنيد الأطفال، بل يرافقه في هذه السياسة الوحشية جماعة بوكوحرام الإرهابية التي تنشط في أفريقيا وبالتحديد في نيجيريا بشكل كبير، والتي تعتبر الأكثر استخدامًا للأطفال المفخخة، بحسب تقارير رصد أعدها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن 127 طفلاً تم استخدامهم كقنابل بشرية من قبل جماعة بوكو حرام منذ 2014 في شمال شرق نيجيريا، وهو الأمر الذي وصفه مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، في بيانات سابقة، بالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، الذي يستوجب مواجهة حاسمة على المستوى الميداني والفكري.
ووفق تقارير صحافية، فإن أسباب لجوء داعش للأطفال بصفة عامة، و"بوكو حرام" بصفة خاصة، إن داعش يجند ما يسمونهم بأشبال الخلافة لسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين، حيث يلقن داعش الأطفال الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة، بالإضافة إلى المناهج الأكثر وحشية، كما يقوم بعمليات الإعدام العلنية أمامهم، ويعرض لهم أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف، ويمنحهم ألعابًا عبارة عن أسلحة.
ولا يتوانى التنظيم في استخدام أي شيء يوصله إلى مآربة، فلا يجد حرجًا في التراجع عن تحريم كرة القدم، ليستخدم ممارسة الأطفال لها، في بث وحشيته في نفوسهم من جهة، حيث يجعلهم يركلون الرؤوس المقطوعة كالكرة، ومن جهة أخرى يجعل قدوتهم المقاتلين الكبار من خلال اللعب المشترك.
ووفق تقارير إعلامية، فقد أرسل تنظيم "داعش" عددا من المقاتلين الجدد إلى نقاط تمركزه بريف دير الزور الشرقي ، لصد الهجمات التي يتعرض لها التنظيم من قبل التحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية"قسد". 
وقالت شبكة "فرات بوست" الإخبارية المحلية، إن تنظيم "داعش" أرسل تعزيزات عسكرية جديدة، حيث أرسل عدداً من عناصر ما يُطلق عليهم "أشبال الخلافة" (الأطفال)، لتدعيم مواقعه في مدينة هجين ومحيطها، شرق دير الزور. 
و"أشبال الخلافة" فصيل عسكري تابع للتنظيم، مكون من الأطفال واليافعين المدربين على القتال، وتضم معسكرات "أشبال الخلافة" عددا كبيرا من الأطفال "المهاجرين" والسوريين والعراقيين.
وعمل تنظيم "داعش" منذ توسعه في شمال شرق سوريا قبل 4 سنوات، على تجنيد الأطفال بطرق متنوعة، مثل توزيع الهدايا والمال عليهم، وإغراء الأهالي بالامتيازات المعيشية في حال جندوا أطفالهم في صفوف التنظيم، كما كان يستخدم التنظيم الأطفال كجواسيس ومخبرين على عوام المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها.
وظهر "أشبال الخلافة" في عدد من الإصدارات المرئية التي يبثها التنظيم، تظهر بعض الأطفال وهم يقومون بعمليات إعدام ميداني بحق ناشطين، في كل من الرقة ودير الزور والموصل.

شارك