بتسليم ميناء الحديدة .. الحوثيون يشترطون بقائهم في المدينة

الأربعاء 14/نوفمبر/2018 - 03:39 م
طباعة بتسليم ميناء الحديدة أميرة الشريف
 
يبدو أن جماعة الحوثي بدأت تتهاوي بالفعل في مدينة الحديدة، وبعد معارك طاحنة أدت إلي تكبد خسائر الجماعة الإرهابية التابعة لإيران لمئات من عناصرها، أعلن المتحدث باسم قوات المقاومة الوطنية اليمنية العقيد الركن صادق دويد، اليوم الأربعاء، أن جماعة  الحوثي قدمت عرضا بتسليم ميناء الحديدة غربي اليمن، مقابل بقائها في المدينة.
وقال العقيد دويد في تغريدة على "تويتر": "تتوسل الميلشيات الحوثية المجتمع الدولي إيقاف الحرب وتقدم عرض بتسليم ميناء الحديدة مع بقائهم في المدينة"، مضيفًا: أن المقاومة المشتركة التي تسيطر على أجزاء واسعة من المدينة، ستمنح فرصة للسلام وشرطها الرئيسي خروج الميلشيات من المدينة والميناء.
وفي موازة ذلك،  أكد 3 موظّفين في ميناء الحديدة اليمني، على أن الحوثيين بدؤوا مساء الثلاثاء، بوضع ألغام قرب مداخل الميناء الحيوي، في وقت يتواصل فيه الهدوء على جبهات القتال في المدينة الساحلية لليوم الثاني.
وقال الموظفون إن الألغام وضعت قرب مدخلين للميناء الواقع في شمال المدينة، وفي محاذاة سياج يحيط به،وذكر أحد الموظفين أنه “لم يتبق سوى بوابة دخول وحيدة الى الميناء وهي البوابة الرئيسية المؤدية الى شارع ميناء عند الخط الساحلي الرئيسي، التي تدخل منها الشاحنات.
وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من الحوثيين، تواصل الهدوء على جبهات القتال الأربعاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، حسبما أفاد مسؤولون في القوات الحكومية.
ويأتي ذلك في ظل معارك محتدمة بمدينة الحديدة بين مسلحي الحوثي والقوات الحكومية، تصاعدت حدتها عقب تمكن الأخيرة من تحقيق تقدم من ثلاثة محاور اثر عملية عسكرية واسعة، انطلقت في الثاني من نوفمبر الحالي.
وبدأت المعارك تهدأ في ظل جهود دبلوماسية تقودها لندن وواشنطن والأمم المتحدة لعقد محادثات سلام في الأسابيع المقبلة في مسعى لإنهاء النزاع المتواصل منذ 2014 والذي قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص وتسبّب بأزمة إنسانية كبرى.
وحسب الجيش اليمني، تمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى مشارف ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعتمد عليه الشعب اليمني في توفير 90 بالمئة من احتياجاته من السلع والمواد الأساسية والإغاثية.
وتقود السعودية التحالف العسكري العربي في اليمن منذ 26 مارس2015 لدعم قوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 22 مليون شخص، أي 75 % من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، كما قتل أو جرح ما يزيد عن 28 ألف يمني منذ عام 2015.
ووثقت الأمم المتحدة 9.5 ألف حالة وفاة مدنية، وتقول إن غالبية الضحايا المدنيين ناتجة عن الضربات الجوية.
وتخوض قوات الجيش اليمني، معارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في 6 جبهات بمحافظتي الحديدة وصنعاء، وتسعي الشرعية في اليمن والتحالف العربي للخروج بحل سلمي لإعادة الاستقرار إلى البلاد، في مقابل إصرار ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، على إفشال كافة جولات محادثات السلام والانقلاب على تعهداتها والسير قدما في المسار العسكري.
وتلقي الحوثيون علي مدار الأيام الماضية ضربات قاصمة على جميع الجبهات، خسرته مواقع استراتيجية في جبهات صعدة والبيضاء والساحل الغربي، وسط تقدم واضح للشرعية اليمنية ممثلة بالقوات المشتركة والجيش الوطني، بدعم جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية، الأمر الذي يضع الميليشيات الموالية لإيران أمام مفترق طرق، وإجبارها علي العودة إلي طاولة المفاوضات.

شارك