مع تهاوي النفوذ الإيراني.. هل يسقط نظام الملالي في العراق؟

السبت 17/نوفمبر/2018 - 03:57 م
طباعة مع تهاوي النفوذ الإيراني.. أميرة الشريف
 
يبدو أن النفوذ الإيراني بدأ يتهاوي في العراق، حيث أظهرت نتائج استطلاعات رأي حديثة تراجع النفوذ الإيراني داخل الوسط الشيعي العراقي، وذلك في تغير جذري لاتجاهات الشارع العراقي الذي تحول إلى رفع شعارات احتجاجية ضد هيمنة نظام الملالي على بلاد الرافدين، وفق تقارير.
ومع الاحتجاجات التي تشهدها العراق ضد نظام الملالي الذي اعتاد علي الهيمنة واليسطرة، هل يسقط تماما ليتراجع النفوذ الإيراني في الوسط الشيعي العراقي، أم هي مسألة وقت ليس أكثر؟.
وذكرت صحيفة "وشنطن بوست" الأمريكية اليوم السبت، أن نفوذ إيران الذي كان يوما لا يُقهر في العراق أصبح الآن آخذ في التراجع حسب استطلاع للرأي نُشر في الآونة الأخيرة. 
وقالت الصحيفة إن بزوغ النفوذ الإيراني كان ببداية الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إذ ملأت إيران فراغا سياسيا خلفه سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين بطريقة لم تستطعها الولايات المتحدة مستغلة قطاعا عريضا من الوكلاء العراقيين.
ووفق الرئيس التنفيذي لمركز المستقلة للأبحاث في العاصمة العراقية، منقذ داغر، فإنه "في حين يتعامل العديد من المحللين مع النفوذ الإيراني على أنه إحدى الحقائق الطبيعية، فإن أدلة مستقاة من استطلاع جديد للرأي العام تظهر أن شهر العسل الإيراني مع الشيعة العراقيين يتلاشى بسرعة" بحسب مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وكشفت النتائج التي توصلت إليها الدراسات الاستقصائية الأخيرة عن تغييرات جذرية حقيقية، فقد انخفضت نسبة الشيعة العراقيين الذين لديهم مواقف مواليه لإيران من 88 في المائة في 2015 إلى 47 في المائة في خريف عام 2018. وخلال الفترة نفسها، ارتفع من لديهم مواقف مناهضة تجاه إيران من 6 في المائة إلى 51 في المائة.
وبحسب داغر: "يعني ذلك أن غالبية الشيعة العراقيين لديهم الآن مواقف سلبية تجاه إيران".
وفي الوقت ذاته، انخفضت نسبة الشيعة الذين يعتقدون أن إيران شريك موثوق في العراق بشكل حاد، من 76 في المائة إلى 43 في المائة، خلال الفترة نفسها.
أما أولئك الذين يعتقدون أن إيران ليست شريكًا موثوقًا، فقد ارتفعت من 24 في المئة إلى 55 في المئة، مع زيادة كبيرة في نسبة الشيعة العراقيين الذين يعتقدون أن إيران تشكل تهديدًا حقيقيًا لسيادة العراق، وقد قفز هذا الرقم من 25 في المئة في عام 2016 إلى 58 في المئة في 2018.
واشنطن بوست، لفتت إلى أن شعبية إيران زادت بشكل مهم في العراق منذ عام 2003 وحتى عام 2014، وعمدت استراتيجية إيران إلى استغلال الانقسام الطائفي في العراق واستخدام الأحزب الشيعية في زيادة نفوذها ليس فقط بين النخبة السياسية ولكن أيضا بين المواطنين الشيعة العاديين.
 وكانت الدعاية الدينية الطائفية واحدة من الأساليب الرئيسية التي استخدمتها إيران لزيادة شعبيتها ومن ثم تأثيرها على العراقيين.
المركز البحثي، يقول إن الشيعة العراقيون أصبحوا يحملون إيران مسؤولية بؤسهم على ثلاثة مستويات: فعلى المستوى السياسي، يعتبر الشيعة أن إيران هي الداعم الرئيسي لجميع الحكومات العراقية منذ عام 2006.
وهذه الحكومات، التي تسيطر عليها الأحزاب الشيعية، حظيت بدعم كامل من إيران لكنها فشلت في توفير مستوى معيشة لائق للعراقيين بشكل عام وفي المناطق الشيعية على وجه الخصوص.
وأشار داغر إلى احتجاجات جنوب العراق ذي الأغلبية الشيعية، واصفا إياها باحتجاجات "غير مسبوقة".
ويري مدير مركز الدرسات أنه على الرغم من امتلاك إيران لمجموعة واسعة من الأدوات داخل العراق تتمثل في شبكة من الحلفاء والوكلاء بما في ذلك ميليشيات الحشد الشعبي، فإن "خيبة الأمل العراقية الشيعية تجاه إيران ستوفر مساحة أكبر للسياسة الوطنية غير الطائفية التي يمكن أن تساعد العراق على المضي قدما".
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يتعامل فيه كثير من المحللين مع النفوذ الإيراني في العراق بوصفه حقيقة طبيعية أظهر استطلاع جديد للرأي أن شهر العسل بين إيران وشيعة العراق في طريقه إلى الزوال وهذا التغير في التوجهات قد يكون له تأثيرات عميقة على مستقبل مسار العملية السياسية في العراق. 
وأوضحت الصحيفة أن الاستطلاع، الذي أجرته جماعة (ألوستاكيلا) البحثية، شمل عينة مكونة من 3500 عراقي من أنحاء مختلفة من البلاد مشيرة إلى أنه تم إجراء مقابلات معهم وجها لوجه. وأجريت المقابلات على مدار العقد الماضي.
وفي الختام قالت واشنطن بوست إن كل هذه الأسباب لا تدفع إلى الاعتقاد بأن إيران ستفقد كل تأثيرها في العراق فما زالت تحتفظ بحلفاء ووكلاء بما في ذلك قوات الحشد الشعبي الشيعية والأحزاب السياسية. 
وقالت الصحيفة إنه نظرا للممارسات البربرية لتنظيم داعش الإرهابي في المناطق السنية التي احتلها في العراق، بات كثير من السنة العراقيين يشعرون باستياء مماثل تجاه الجماعات المتشددة المحسوبة على التيار السني. 
وأضافت أن تشكك العراقيين شيعة وسنة في تياريهما يظهر أن الاستقطاب الذي عانى منه العراقيون لفترة طويلة آخذ في الزوال وهذا يفسح المجال لعملية سياسية وطنية لا تقوم على الطائفية بما يمكن أن يساعد العراق كثيرا على التحرك صوب المصالحة الوطنية.
ووفق محللون، فإن إسقاط نظام الملالي مسألة وقت وقريبا إسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين هو الخطوة الأولى في عودة الاستقرار في إيران والمنطقة ككل، وستنتهي قريبا حكاية نظام الملالي وتاريخهم الأسود، فهم أصحاب الرايات السوداء داعش والقاعدة.

شارك