الاستثمارات القطرية في المكسيك.. استمرار لمسلسل أطماع الحمدين العابر للحدود

الجمعة 30/نوفمبر/2018 - 03:12 م
طباعة الاستثمارات القطرية فاطمة عبدالغني
 
في ظل استمرار مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، واستمرارًا لمسلسل الخراب والدمار الذي يلازم نظام الحمدين أينما حل شرقًا وغربًا، باتت المكسيك ضحية أطماع الحمدين العابرة للحدود، وذلك من خلال بوابة الاستثمار والاكتشافات النفطية، حيث وقع معها نحو 17 اتفاقية بنحو 700 مليون ريال قطري، وأوهم وزير الطاقة المكسيكي بأرباح 14 مليارًا بعد 5 سنوات.
ففي بداية 2018 أعلنت شركة قطر للبترول عن فوزها بعقود استكشاف ومشاركة في خمس مناطق بحرية قبالة سواحل المكسيك، وصرحت الشركة في بيانها "إن هيئة الموارد الهيدروكربونية الوطنية في المكسيك أعلنت فوز قطر للبترول في اختتام جلسة علنية عقدت في مدينة مكسيكو سيتي، قدَمت خلالها الشركات المشاركة عروضها لمختلف المناطق المعروضة".
وطبقاً للبيان فقد فازت قطر للبترول بحقوق الاستكشاف في المناطق 3 و4 و6 و7 في حوض بيرديدو بالمكسيك في تحالف مكوّن من شركة شل الأمريكية (بحصة 60% وهي المشغّل)، وقطر للبترول (بحصة 40%)، كما فازت بحقوق الاستكشاف في المنطقة 24 في حوض كامبيتشي في تحالف مكوّن من شركة إيني الإيطالية (بحصة 65% وهي المشغّل)، وقطر للبترول (بحصة 35%35%).
وفي أكتوبر 2018 وقعت غرفة تجارة وصناعة قطر اتفاقية تعاون مع مجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجية والاستثمار والتكنولوجيا "COMCE"، وذلك لإنشاء مجلس أعمال قطري مكسيكي مشترك لتعزيز علاقات التعاون والتواصل بين أصحاب الأعمال من الجانبين، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
لم يكتفي نظام الحمدين بالأداة الاستثمارية لنبش أظافره في اقتصاد المكسيك للسيطرة عليه، وشراء مواقف المكسيكيين وشحنهم ضد دول المقاطعة إذ امتد لمجتمع سيدات اعمال المكسيك، فأرغمت ابتهاج الأحمداني رئيس منتدى سيدات الأعمال القطريات وعضو مجلس إدارة غرفة قطر منظمات نسوية مكسيكية على قروض طائلة، كما ورط نظام الدوحة البنك المركزي المكسيكي في 3 اتفاقيات مجحفة مع بنوك الحمدين، حيث تم أوائل 2016 توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون بين “بنكو دو ميكسكو” من جهة وكل من بنك قطر الوطني والبنك التجاري وبنك الدوحة من جهة أخرى.
وإضافة إلى ما سبق، ففي أواخر 2017 أعلن مركز قطر للمال، عن شراء ترخيص شركة DUNN LIGHTWEIGHT ARCHITECTURE LLC، وهي شركة تابعة للشركة المكسيكية  DUNN ARQUITECTURA LIGERA SA DE CV، المتخصصة في الهياكل الإنشائية والنسيجية، على أن تشارك في الأعمال الإنشائية الخاصة بالملاعب، التي تستضيف بطولة كأس العالم 2022. وتم الاتفاق من خلال سفارة المكسيك في قطر وشركة PROMEXICO وهي صندوق استئماني للحكومة الاتحادية في المكسيك يعمل على تعزيز التجارة والاستثمار الدوليين.
وفي هذا الإطار سلطت صحيفة "الاكونوميستا" المكسيكية في منتصف 2018 الضوء على نظام الحمدين، وخلافه مع دول الرباعى العربي، بسبب تمسك قطر بتمويل الكيانات والتنظيمات المتطرفة، مشيرة في تقرير لها إلى أن تميم لا يجيد إلا إنفاق الملايين لتعزيز مكانته في المنطقة بجوار جيرانه العرب.
وتابعت الصحيفة في تقريرها إن "قطر تنفق المليارات في عالم الساحرة المستديرة من أجل التعتيم على جرائمها من جهة، وتجميل صورتها من جهة آخرى"، مضيفة أن الدوحة تخصص صندوق استثماري للأحداث الرياضية وشراء نوادى كرة القدم، وحقوق نقل البطولات الأوروبية والتعاقدات مع اللاعبين، والاستثمار في ألعاب القوى العالمية وغيرها، وأوضحت الصحيفة أن استثمارات قطر في هذا المجال تقدر بـ211 مليار يورو، وأكدت الصحيفة أن هذه الاستثمارات لا لشيء إلا لتعزيز وجودها في المنطقة التي يتفوق عليها جيرانها من الدول العربية الاخرى، ولذلك فان قطر لا يوجد لديها ما يفوقها عن غيرها في المنطقة العربية سوى الأموال.
وفي السياق ذاته، قال جيمس دورسى، الباحث والخبير المكسيكى في قضايا الشرق الاوسط: "إن استثمارات قطر الضخمة في الالعاب الرياضية كأداة من أدوات القوة الناعمة لن تصمد طويلا، خاصة وأن التكلفة تكون أعلى من الفوائد التي تعود عليها، في محاولة لتجاوز الازمة القائمة من عزلتها بسبب اتهام الدول العربية لها بتمويل الارهاب ودعم المنظمات الارهابية".

شارك