"دون السن".. توثيق جديد للحوثي لمصادرة براءة الأطفال في اليمن

السبت 01/ديسمبر/2018 - 02:43 م
طباعة دون السن.. توثيق أميرة الشريف
 
علي خطي داعش وبوكوحرام وكافة التنظيمات الإرهابية التي استطاعت التوغل في المنطقة منذ 2014 وحتي الآن في تجنيد الأطفال لصفوفها، بدأت ميليشيا جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن تتبع نفس النهج في استخدام الأطفال واستقطابهم لضمهم وسط صفوف الحوثيين القتالية، حيث عرضت أمس تقارير إعلامية، فيلما وثائقيا جديدا عن جريمة تجنيد الأطفال لحمل السلاح في ساحات القتال، من قبل ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن.
وقد يتحول الأطفال الذين يجري تجنيدهم، إلى قنبلة موقوتة، في المستقبل، إذا تركوا بين أيدي الميليشيات التي تشحنهم بالعنف وتحرضهم علي المزيد من القتال، وتلطخ أيديهم بالدماء.
ووفق الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "دون السن"، على شهادات حية وصادمة لأطفال بشأن تجربة تجنيدهم من قبل الميليشيات المتمردة.
وكما تضمن التقرير، الفيلم بأدق التفاصيل فرصد عملية التجنيد منذ اختطاف الأطفال من المدارس والشوارع، مرورا بمعسكرات تدريب القصّر، وليس انتهاء بالأهوال التي يتعرضون لها في الجبهات.
كما يتضمن الفيلم معلومات حصرية تكشف لأول مرة، مشفوعة بشهادات مروعة وأدلة دامغة ووثائق مسربة تدين الميليشيات الحوثية بارتكاب هذه الجريمة الكبرى بحق أطفال اليمن وشعبه.
وفي وقت سابق، اتهم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مليشيات الحوثي بـ "استخدام الأطفال دروعاً بشرية، وتجنيدهم والزج بهم في جرائمها.
ووفق تقارير صحافية عدة بشأن اغتيال براءة الأطفال، فقد اغتالت الجماعة الإرهابية براءة الكثير من الأطفال في اليمن حين اقتادتهم، وهم لا يزالون في سن مبكرة، إلى ساعة الحرب، بعدما غسلت عقولهم بأيديلوجية متطرفة ودربتهم عسكريا، حيث يشكل الزج بأطفال اليمن الصغار في معارك عبثية، انتهاكا في الأعراف والمواثيق الدولية، وسط دعوات متزايدة لمنظمات حقوق الإنسان إلى الدخول على الخط وفضح التجاوزات.
ونبه تقرير سابق، لمنظمة سياج  الحقوقية في اليمن، إلى أن نسبة تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين، ناهزت خمسين في المئة.
وفي غضون ذلك، قدرت منظمات دولية عدد الأطفال المجندين لدى الحوثيين، ممن تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام وسبعة عشر عاما، بنحو ثمانية آلاف طفل.
ويضطلع الأطفال بأدوار أساسية في القتال، مثل حراسة نقاط التفتيش، وحمل السلاح، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة.
ويتضح هول ما يحدث أكثر، مع رقم بلغ 848 طفلا، دون العاشرة، جندهم الحوثيون، خلال عام واحد فقط، ولا يعرف تحديدا، كم منهم قضى نحبه في القتال.
ووفق احصائيات فإن هناك اليوم قرابة 6 آلاف طفل يمني تعرض للقتل أو الإصابة أو الإعاقة والتشريد، فيما باتوا آخرون أيتاما أو منقطعين عن الدراسة.
وبحسب خبراء، فإن لتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين أسبابا أخرى اجتماعية واقتصادية، ذلك أن الميليشيات تدفع مخصصات مالية لبعض الأسر مقابل أخذ أبنائها، كما تستعين بشيوخ قبائل لإمدادها بأطفال فقراء.
ومن العراقيل التي تحول دون محاربة الظاهرة، عدم تبليغ الكثير من الأسر عن اختفاء أبنائها خشية من انتقام الميليشيات.
في المقابل، توفر الحكومة الشرعية والتحالف العربي في اليمن، الملجأ الآمن لمن تعثر عليه في جبهات القتال كما تتيح لهم إعادة التأهيل المطلوبة.
وكان قال السفير السعودي لدى واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، إن الميليشيا الحوثية الإيرانية مستمرة في خرقها للمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية كافة من خلال تجنيد الأطفال، والزج بهم في المعارك، وتغذيتهم بأفكار النظام الإيراني المتطرّف.
وبرهن الأمير خالد علي ذلك، خلال تغريدة له نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، مدعَّمة بمقطع فيديو يفضح استمرار الحوثيين في تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واستخدامهم كدروع بشرية.
 وأظهر مقطع الفيديو أحد الأشخاص مع عشرات الأطفال، إذ قال إن هؤلاء الأولاد من طلاب مدارس إيمان الناصر؛ سيتدربون على القتال ويقاتلون أمريكا وإسرائيل وأعداء الله.
كما أظهر الفيديو الأطفال وهم يرددون خلف هذا الرجل الهتاف المعتاد لدى جماعة الحوثي “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.
في سياق متصل، أتلفت النيابة الجزائية في مأرب (شمال شرق اليمن)، نهاية نوفمبر الماضي، طنين و62 كيلوجراما من الحشيش المخدر، كجزء من كميات ضبطتها الأجهزة الأمنية، خلال الأشهر الماضية، وهي طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأكد وكيل النيابة القاضي مروان النسي أن الكمية التي تم إتلافها هي مضبوطات لخمس قضايا حشيش مخدر متهم على ذمتها ستة متهمين بينهم طفلان أعمارهم لا تتجاوز 12 سنة وثلاث نساء، مشيراً إلى أن هناك كميات حشيش مخدر مضبوطة في قضايا أخرى سيتم إتلافها في الأيام القادمة.
ولفت النسي إلى أن عصابات الاتجار بالحشيش التابعة لميليشيات الحوثي، كما تبين التحقيقات، استخدمت الأطفال والنساء من أجل التمويه، لتمرير كميات الحشيش.
واتهم الميليشيات باستخدام تجارة الحشيش "لتمويل مجهودها الحربي وتخدير الأطفال للزج بهم في الجبهات في حروبها العبثية".
وفيما، أحبطت الأجهزة الأمنية في مأرب، عملية تهريب كميات كبيرة من الحشيش المخدر كانت في طريقها للميليشيات الحوثية، في العاصمة صنعاء.
وأفاد قائد النقطة الأمنية "نجد المجمعة"، علي التام، بأنه تم القبض على شحنتين مختلفتين، في ذات اليوم، إحداهما تحمل 193كيلو، والأخرى 50 كيلو من الحشيش المخدر أثناء اتجاهها إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، مؤكداً أنه سيتم إحالة المضبوطات مع الأشخاص إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات بحقهم.

شارك