جماعة "أنصار البخاري".. خفايا الدعم القطري لأذرع إرهابية جديدة

السبت 01/ديسمبر/2018 - 03:43 م
طباعة  جماعة أنصار البخاري.. فاطمة عبدالغني
 
واصل نظام الحمدين مخططاته التخريبية ضد العرب فمع تراجع نفوذ "جبهة النصرة" في سوريا، والخسائر الموجعة التي تعرض لها داعش في الشرق الأوسط، عمد تنظيم الحمدين لتصعيد ذراع إرهابية جديدة تخدم مصالحه في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر في المعارضة السورية أن إيران وقطر تواصلان إمداد جماعة "أنصار البخاري" الإرهابية بالمال والسلاح، لتحل محل تنظيمي داعش والنصرة محذرين من هجمات مسلحة تعد لها هذه الجماعة في سوريا ومصر والعراق.
وجماعة أنصار البخاري، هي حركة جهادية أوزبكية يقودها الإرهابي أيمن جواد التميمي حيث بايعه أعضاءها في 2016، وكان نشاطها قد بدأ بالظهور في سوريا عقب إعلان مقاطعة الدول العربية لنظام الحمدين، إلا أنها سرعان ما انتقلت إلى إفريقيا عن طريق زعيم داعش أبو بكر البغدادي، وقد انبثقت هذه الجماعة عن "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش المهاجرين" و"جماعة سيف الله الشيشاني"، وتدرب مقاتليها في الليرمون والزهراء بسوريا، وتتألف الجماعة من مقاتلين من إمارة القوقاز، ويبلغ عدد مقاتليها نحو 500 عضوًا حتى الآن.
تولت جمعية "الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية"، مسئولية دعم الجماعة ماليًا ولوجستيًا خاصةً بعد أفول نجم داعش، كما أن عبدالرحمن النعيمي الشهير بـ "خليفة بن لادن" مؤسس الجمعية ورئيس اتحاد الكرة القطري السابق، هو أحد ممولي الجماعة الأساسيين، حيث سافر "التميمي" إلى الدوحة من أجل عقد صفقة مع "النعيمي" وتسلم منه 700 مليون دولار كدفعة أولى لدعم الجماعة، ودارت تفاصيل الصفقة حول انتقال أعضاء "أنصار البخاري" إلى منطقة "الوكرة" بقطر لتلقي التدريبات اللازمة والدعم الكامل، ومن ثم السفر إلى سوريا وليبيا ومصر لدعم أفرع الإخوان الإرهابية هناك، إلا أن "التميمي" رفض تقسيم الجماعة على ثلاثة دول، واشترط أن يظل التنظيم متمركزًا في مكان واحد لضمان القوة والتأثير الكبيرين، واستقر الأمر على اختيار مدينة حلب السورية مكانًا لتمركز وتدريب التنظيم حتى 2017.
في نوفمبر 2017، التقى "أبو القاسم العتيدي" أحد أعضاء الجماعة، مع "النعيمي" مرة أخرى في جمعية قطر الخيرية في لندن وفقاً لما كشفته جمعية هنري جاكسون للأبحاث الأمنية، وحصل "العتيدي" على ورقة بتعليمات قطرية جديدة لضرب العمق العربي في إشارة إلى ليبيا ومصر، وكان من ضمن المخططات الجديدة محاولة تنظيم ولاية سيناء بالاشتراك مع الإخوان بالهجوم على الأقسام ومؤسسات الدولة في أغسطس 2017، إلا أن قوات الجيش والشرطة تمكنت من التصدي لتلك المخططات وإفشالها.
وأكدت مصادر خاصة، أن كتيبة أنصار البخاري كانت تحضر لعملية جديدة سيتم تنفيذها في مصر خلال شهر نوفمبر الماضي احتفالًا بانشقاقها عن تنظيم “طالبان” الإرهابي، وهذه العملية تم تمويلها بـ80 مليون دولار من قطر، وسوف تعلن الكتيبة عن نفسها عقب تنفيذها.
ويرى المراقبون أن الأهداف القطرية من دعم وتمويل جماعة "أنصار البخاري" هو استمرار إثارة الفوضى والاضطراب داخل المنطقة، بهدف تهديد وحدة الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وليبيا، وإدخال المنطقة في نفق مظلم، بما يخدم المصالح القطرية في المرحلة المقبلة.
ومن جانبه، أكد نبيل نعيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، "أن التنظيمات الإرهابية اعتادت على الانبثاق من بعضها البعض عقب سقوط كل تنظيم، وظهور كتيبة أنصار البخاري أو غيرها من التنظيمات بمسيماتها المختلفة كان متوقعًا من قبل الكثير من الخبراء منذ بدء هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق".
وتابع نعيم، "أن كل هذه التنظيمات ما هي إلا محاولة للبقاء والاستمرار، كما أن الدول الداعمة لها ما زال لديها الكثير من المخططات الإرهابية التي تريد تنفيذها في الشرق الأوسط، لذلك تعمد على تمويل وتدريب جماعة جديدة عقب سقوط أي تنظيم إرهابي ليكون لدليلًا لها عن الآخر"، مشيرًا إلى أن خطورة تلك الجماعة ليست فقط في عددها أو كم الأسلحة التي تمتلكه بل أيضاً أن نشاطها يتركز على الدول العربية خاصةً سوريا وليبيا ومصر.
ويقول منير أديب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي: "إن أنصار البخاري هو تنظيم موجود في إفريقيا عموماً، قد يكون له ذيول في إريتريا، والصومال، ونيجيريا. وتكونت هذه الجماعة من بقايا عناصر داعش والقاعدة، ويتم دعمها مالياً من قبل قطر".
ويضيف أديب أن "الحركات الإسلامية، لا سيما المسلحة منها، كانت وما زالت تحصل على تمويل من الدوحة، التي تقدم لها إلى جانب الأموال، دعماً يتمثل في استضافة أمرائها وقادتها على أراضيها، أو من خلال وسائل الإعلام القطرية لمحاولة إقناع الناس بأن هذه التنظيمات تطالب بالشرعية".
وأوضح أن "هناك رجل يدعى عبد الرحمن النعيمي، وهو قطري الجنسية، وضعته دول الرباعي العربي: الإمارات، والسعودية، ومصر، والبحرين، على قوائم الإرهاب، لقيامه بتمويل تنظيمات جهادية، وقد تورط أيضا في دعم أنصار البخاري". أما "الهدف من هذا التنظيم فهو شن حملات في العمق العربي وأعتقد أنه نشط بشكل كبير في ليبيا، وهو بلد مرتبط بأفريقيا بشكل كبير، كما له حدود طويلة جدا (قرابة 1000 كيلومتر) مع مصر وتمركزه الأساسي في أفريقيا".
ويشير أديب إلى أنه "على الرغم من أن هناك بعض التنظيمات التي تنشط في مصر، فإن دعم هذه التنظيمات، قد لا يؤتى الثمار التي تطمح إليها الدول الممولة للإرهاب، وبالتالي تسعى تلك الدول إلى إيجاد تنظيمات جديدة".
وعلى صعيد متصل حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، من عودة الحياة لتنظيم داعش بثوب جديد في جماعة "أنصار البخاري"، خاصة وأنه يجد طرق لجمع مليارات الدولارات من خلال الضرائب والسطو وبيع النفط، حيث جمع خلال فترة 2016 ستة مليارات دولار.

شارك