"بوكو حرام" .. جماعة تجدد دمائها بـ"الدولارات"

السبت 08/ديسمبر/2018 - 11:43 ص
طباعة بوكو حرام .. جماعة جبريل محمد
 
التنظيم يستغل الجوع والفقر للتجنيد ويدفع 600 دولار لكل عضو.. والفساد داخل الجيش يؤخر هزيمته
مع تكرار هجماتها على الجيش في نيجيريا وتصاعد عمليات الاختطاف التي تنفذها ضد المدنيين، ثارت الكثير من التساؤلات حول كيف تجدد الجماعة دمائها؟، وفرص القوات المسلحة في البلد الواقع غرب أفريقيا في هزيمته. 
إنها جماعة "بوكو حرام" التي تعتبر تهديدا خطيرا يواجه ليس نيجيريا فقط ولكن القارة السمراء كلها، ويعد عقبة كبيرة أمام الرئيس محمدو بوخاري في الوصول لفترة رئاسية جديدة، مع تصاعد هجماته على المدنيين، والعسكريين في البلد الذي يعد أكبر دول القارة سكانا، وأحدثها الهجوم على القواعد العسكرية في ولايتي بورنو، والذي قتل فيه جنديين، ليصل عدد ضحاياها منذ بداية التمرد في 2009 لـ 27 ألف شخص. 
ومنذ اختيار "أبو مصعب البرناوي" زعيما للجماعة في أغسطس 2016، طرأت تغييرات كبيرة عليها ، حيث زادت سياساتها تشددا، وارتفعت وتيرة هجماتها، وقام تنظيم داعش بالترويج لهذه الهجمات، فمنذ أغسطس الماضي، روج داعش لـ23 هجمة نفذتها الجماعة.
كذلك أصبحت سياسة الجماعة المتعلقة بالرهائن أكثر تشددا، حيث كانت الجماعة تفرج في العادة عن رهائنها بعد مفاوضات، وهو ما حدث مع فتيات المدرسة المختطفات في نيجيريات، لكن حاليا، أصبحت الجماعة أكثر تشددا، وأظهرت جانبا جديدا، عندما قامت بإعدام واحدة من 3 رهائن لديها، عندما انتهت المهلة التي حددتها للحكومة النيجيرية للاستجابة لمطالبها.
وكانت بوكو حرام اختطفت 3 نساء عاملات في مجال الإغاثة، أثناء هجوم على بلدة ران في شمال شرق نيجيريا، في مارس 2017، ونفذت تهديدها بإعدام اثنتين منهن.
وكشفت دراسة اعدها معهد الدراسات الأمنية (ISS) عن أن السبب الرئيسي لتنامي قوة "بوكو حرام"، هو الجوع  خاصة أن هناك 815 مليون شخص جائع على هذا الكوكب، يعيش 60 % من هؤلاء (489 مليون) في مناطق تعاني من الصراعات. 
والجوع يسهم أيضا بشدة في تغذية الصراعات عندما يقترن بالفقر والبطالة أو الصعوبات الاقتصادية، فالأشخاص الذين لا يملكون خيارات لكسب المال، ليس لديهم ما يخسرونه، قد يكون من السهل إقناعهم بالانضمام إلى الجماعات المسلحة، وهذا الواقع في عدد من دول القارة السمراء، ومن بينها نيجيريا التي تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، حيث يقال إن بوكو حرام تدفع 600 دولار أمريكي لتجنيد أعضاء في حركتها،  وفي الدراسات الأخيرة التي أجرتها محطة الفضاء الدولية، تبين أن الحوافز الاقتصادية هي المحرك الأقوى للتجنيد.
وتستغل أطراف النزاع انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع ومحاولة الاستفادة من تهديد المجاعة لصالحها، واستهداف المزارع والأسواق والمطاحن ومواقع التخزين والبنية التحتية الأخرى اللازمة لإنتاج وتوزيع الغذاء ، وتستخدمه أيضا لتجنيد الأعضاء .
وحول قدرة الجيش النيجيري على هزيمة هذه التنظيم الإرهابي، يرى مراقبون أن هذا مستحيل بدون دعم من كافة أطياف الدولة، خاصة مع الفساد المنتشر داخل الجيش والأسلحة غير الفعالة، وهو ما دفع الكثيرون للهروب من الجيش. 
وقال محللون عسكريون إن القوات المسلحة هي الأمل الوحيد للاحتفاظ بوحدة هذا البلد في الوقت الراهن، لأنه من الواضح تمامًا أن الوحدة السياسية قلبت البلاد رأساً على عقب.
وأضاف أحد المحللين أن الجنود من الأجزاء الجنوبية من نيجيريا، يتم اختيارهم في الغالب للحرب ضد بوكو حرام، فيما يرسل جنود الشمال إلى الشرق للقيام بمهام أخرى، وما يحدث في الجيش صورة مصغرة مما يحدث في البلاد، فالجنود في قاعدة واحدة ولكنهم من أعراق مختلفة وكل منهم لديه قناعاته، ويحتاج رئيس الجيش إلى تصحيح الانطباع وعقيدة الجيش لكي يمكن للجيش النجاح في مهته.
ويعني اسم الجماعة "التعليم الغربي حرام" بلغة الهاوسا الاكثر انتشارا في شمال نيجيريا، لكن المجموعة تفضل تسمية "جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد" حتى قبل مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية داعش في مارس الماضي.
وتسعى الجماعة الى إقامة خلافة اسلامية في شمال شرق نيجيريا، في نزاع مع السلطات حصد منذ 2009 أرواح 27 الف شخص على الاقل، وادى إلى تهجير 2,6 ملايين شخص.
وفي 2009 اندلعت مواجهات بين بوكو حرام والشرطة في مايدوغوري، وتدخل الجيش بقوة ما إدى إلى مقتل 700 شخص، والقى القبض على محمد يوسف الذي اعدم بدون محاكمة، وعندها انتقل اتباع الحركة للعمل السري وهرب الناجون من كوادرها للخارج وانخرطوا في التيار الجهادي العالمي.
وكانت الجماعة مسالمة إلى حد كبير قبل مقتل مؤسسها، إلا أن خلفه ابوبكر الشكوي، الذي كان اقرب مقربيه، اعتمد نهجا قائما على العنف عبر شن هجمات ضد المدارس، والكنائس، والكيانات الحكومية، وقوات الامن.

شارك