الأصابع الخفية لـ"الإخوان" وقطر.. تُحرك تظاهرات "الشماغات الحمراء" بالأردن

الثلاثاء 11/ديسمبر/2018 - 12:51 م
طباعة الأصابع الخفية لـالإخوان فاطمة عبدالغني
 
إثارة الفتنه ونشر الفوضى هي الأهداف المعتادة للقائمين والداعين للتظاهرات والاحتجاجات، وعلى غرار "السترات الصفراء" في فرنسا و السترات الحمراء" في تونس، انطلقت الدعوة لتظاهرات "الشماغات الحمر" - "الكوفيات الحمراء"-، وطالب الداعون إلى التظاهرة الحكومة بتخفيض ضريبة المبيعات على السلع الأساسية إلى النصف، وإعادة الدعم إلى الخبز، وعدم التلاعب بأسعار الوقود من خلال اعتماد الأسعار العالمية لتسعير المشتقات النفطية، وتخفيض تعريفة الكهرباء. كما طالب الناشطون المشاركون في التظاهرات بضرورة ارتداء الشماغ الأردني الأحمر أثناء المشاركة في الاعتصام تحت عنوان "الشماغات الحمر 2019 عام التغيير".
وكانت قد انطلقت تظاهرات الخميس الماضي على الدوار الرابع أمام رئاسة الحكومة في عمان، وطالب المتظاهرون بإصلاحات أهمها تعديل قانون الانتخاب، بحيث يمهد لتشكيل حكومات منتخبة من الشعب، فضلا عن إلغاء قانون الجرائم الإلكترونية. 
وبحسب المراقبون فرغم تصريح جمانة غنيمات، المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، الأحد الماضي، أن الحكومة ستسحب مشروع القانون الخاص بالجرائم الإلكترونية الذي قُدم للبرلمان، إضافة إلى تصريح قادة تظاهرات الرابع بأن مكتب رئيس الوزراء عمرو الرزاز دعا ممثلين عن المتظاهرين  للحوار معه، إلا أن اصحاب حسابات وهميه تقود التظاهرات عبر - تويتر – ويقيمون  في الخارج  حرضوا على رفض  الحوار وحذروا أن من يقبل الحوار أو يُوقف التظاهر سيكون السجن مصيره، وأن لا حل أمامهم  إلا مواصلة التظاهرات، وهذا ما يؤكد أن أهداف القائمين على التظاهرات هو إثارة الفتنه ونشر الفوضى، خاصة أنهم لم يدعوا فقط إلى رفض الحوار، بل وضعوا خططًا فوضوية  لتحقيق أهدافهم التخريبية، من بينها توجيه المتظاهرين ليكون شعارهم "الشماغات الحمراء "الاردنية، على غرار السترات الصفراء في  فرنسا، وأن يتم نشر عدد من النساء والأطفال في مقدمة التظاهرة من أجل إحراج  قوات الشرطة، إضافة إلى تركيز مجموعه رئيسية من المتظاهرين قرب مستشفى الأردن على الطريق لرئاسة الوزراء، في حين تحاول مجموعه  صغيرة أخرى  الوصول الى رئاسة الوزراء من شوارع  فرعيه حولها ، هذا فضلاً عن رفع سقف الهتافات أكثر ليتضمن المزيد من  الهتافات العنصرية والاقليمية.
و في إطار التأكيد على أن هدف قادة التظاهرات  في الخارج هو تدمير  النسيج  الاجتماعي الأردني وإثارة الفتنة ونشر الفوضى أبرزت صحيفة "العرب الإماراتية" في تقرير لها أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لم ينسيا بعد، فشل محاولات خلق مناخ ملائم لـ"ربيع أردني" في 2011، وأفادت الصحيفة أن أوساط أردنية حذرت من خطورة الدعوات إلى احتجاجات تحت عنوان "الشماغات الحمراء"، وقالت الصحيفة إن الهدف منها أكبر من الدعوة إلى تجدد الاحتجاج على الوضع الاقتصادي في البلاد، خاصة أن المواقع الإعلامية والحسابات على مواقع التواصل، التي تروج لهذه الموجة المغرية للشباب، محسوبة على جماعة إخوان الأردن وقطر، وأن للأمر حسابات سياسية خارجية أكثر من كونه تحديًا داخليًا في الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام القطرية أظهرت انزعاجًا في الدوحة من عودة الحرارة إلى علاقة الأردن بعمقه الخليجي، وهو ما تبدى بشكل واضح في الإعلان عقب قمة مجلس التعاون عن تشكيل "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، ويضم في عضويته الأردن ومصر إضافة إلى الدول الخليجية، خاصة أن من شأن تكوين هذا التحالف الإسهام في عزلة قطر ويؤسس لعلاقات إقليمية خليجية دون حاجة إلى الدوحة.
وتابعت "العرب" يعتقد متابعون أردنيون أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن ليستا بمنأى عن محاولة الركوب على بعض الاعتصامات الشبابية وإضفاء زخم كبير عليها، مستفيدتين من الصدى الإعلامي لاحتجاجات باريس خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين من أن هاتين الجهتين لم تنسيا بعد فشل محاولات خلق مناخ ملائم لـ"ربيع أردني" في 2011، حيث فشل الإخوان في جذب الأردنيين إلى مخططهم على الطريقة التونسية والمصرية.
وشهدت الأردن مظاهرات غير مسبوقة اندلعت في أواخر مايو الماضي شاركت فيها الفعاليات الشعبية والنقابية والاقتصادية وطالب فيها المحتجون بحل مجلس النواب وإقالة حكومة هاني الملقي آنذاك، على خلفية مشروع قانون للضريبة تقدمت به الأخيرة للمجلس اعتبر استنزافًا جديدًا للطبقتين المتوسطة ومحدودة الدخل، وحجر عثرة أمام الاستثمار في المملكة، واضطر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لاحتواء هذه الموجة الاحتجاجية، إلى إقالة حكومة الملقي وتكليف عمر الرزاز، بتشكيل حكومة جديدة وإطلاق حوار وطني يشارك فيه الجميع لإعادة مراجعة كامل المنظومة الضريبية في البلاد.
ويرى المراقبون أن الدعوة لتظاهرات "الشماغات الحمراء" كل خميس هي دعوات مشبوهة ممولة خارجيًا خاصة أن الداعين لهذه التظاهرات مواقع إعلامية وحسابات على مواقع التواصل محسوبة على جماعة إخوان الأردن وقطر، كما أن مطالبهم غير محدده، وليس لها علاقه بقانون ضريبة الدخل أو الإصلاح  السياسي والاقتصادي، ويستحيل تنفيذها  بين ليلة وضحاها أو حتى  خلال سنوات، مما يعد دليلا على أن هدف قادة التظاهرات الحقيقيين المقيمون في الخارج هو استمرارها فقط لتحقيق أهدافهم المشبوهة التي تعني ببساطة إثارة الفته والفوضى وخلخلة كيان الدولة والشعب، وانعكاسًا لحسابات سياسية إخوانية قطرية أكثر من كونه تحديًا داخليًا في الأردن. 

شارك