"الشباب" الإرهابية .. "خفافيش" الصومال

الثلاثاء 11/ديسمبر/2018 - 01:43 م
طباعة الشباب الإرهابية جبريل محمد
 
الحركة تفرض على المدنيين دفع رسوما مقابل كل شي حتى مياه الشرب تصل لـ 20 ألف دولار شهريًا 
أحد المنشقين: تطالب العشائر بدفع جزية سنوية أموال أو أطفال.. وتغسل أدمغة الأطفال لتحولهم لانتحاريين 
في 14 أكتوبر 2017، قاد انتحاريون من حركة الشباب شاحنة مليئة بالمتفجرات إلى سوق مزدحم في العاصمة مقديشو، قتلوا ما يقرب من 600 شخص، بينهم حوالي 100 طفل، كان أثار الانفجار كبيرا لدرجة أنه جعل المنطقة أشبه بالوادي، وليس هناك شك في أن مرتكبي هذا الجريمة وحوش، خاصة أنهم يرتكبون الكثير من الانتهاكات في حق الشعب لتمويل أنفسهم. 
وتسعى الحركة لمواجهة أزماتها المعنوية والمادية بكثير من الطرق بينهم سرقة الأموال من المجتمعات الجائعة، وتجنيد الأطفال قسرا كجنود، ومفجرين انتحاريين، حيث سلطت وثائق المخابرات الضوء على قسوة الحركة، والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان التي ارتكبها الحركة، ومن بينها إعدام العشرات من "المجرمين"، وأوقعت عقوبات وحشية على المثليين، وأجريت الزيجات القسرية، واستخدمت السكان المدنيين كدروع بشرية.
وفي إحدى الحوادث في 2017، رجم رجل حتى الموت بسبب الزنا، وفي حادث آخر، لقي أربعة رجال وفتى يبلغ من العمر 16 سنة مصرعهم رميا بالرصاص بعدما اتهموا بالتجسس لصالح الحكومة الصومالية، كما قُتل رجل يبلغ من العمر 20 عاماً، وطفل يبلغ من العمر 15 عاماً في ساحة عامة بعدما أدانته محكمة دينية للمثلية الجنسية.
وفي العام الماضي، ضرب ما لا يقل عن خمسة أشخاص علانية بعد اتهامهم بـ "السلوك غير الأخلاقي أو غير المناسب"، وكان من بينهم شاب في الخامسة عشرة من عمره، وأخر 17 عاما، ووُجِّهت كل منهما 100 جلدة بسبب "الزنا".
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إنهم تلقوا تقارير عن الرجم بسبب الزنا، ووصف زعيم حركة الشباب السابق، حسن ضاهر عويس، الذي انشق عام 2013 ، هدف الجماعة بإقامة "حكومة إسلامية دون تدخل من القوى الغربية في الصومال".
واضطرت حركة الشباب، التي كانت تسيطر ذات مرة على جزء كبير من جنوب ووسط الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو، إلى التراجع للمناطق الريفية بواسطة قوة عسكرية من الجيوش الإقليمية قبل سبع سنوات، ومنذ ذلك الحين أثبتت قدرتها على الصمود، وما زالت واحدة من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا في العالم، ولكنها يبدو أنها تعاني من أزمة معنوية وضغوط مالية، مما دفعها إلى تقليص الإيرادات من المجتمعات الريفية الفقيرة.
وقال أحد المنشقين من الجماعة خلال تحقيقات مع السلطات، أن الجماعة تجبر "المسلمين على دفع ثمن كل شيء تقريباً باستثناء دخول المسجد"، وقال آخر إن "وزارة المالية" التابعة لحركة الشباب "مكروهة".
وصف القائد السابق ذو الرتب المتوسطة، الذي انشق مؤخرار، كيف تفرض ضرائب على الآبار تصل لـ 20 ألف دولار شهريًا، ورسوم قدرها 3.50 دولار تفرض على عيون المياه لكل جمل يشرب هناك، وقال إن بلدة صغيرة في مقاطعة "باي" اضطرت لدفع ضريبة جماعية سنوية عن ألف جمل، لكل واحد 500 دولار، فيما عدا آلاف من الماعز.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الشاحنات التي تستخدم الطرق في الأراضي التي تسيطر عليها حركة الشباب لدفع 800 1 دولار عن كل رحلة، وقال المنشق إن 5% من جميع مبيعات الاراضي تؤخذ كضريبة، بجانب فرض رسوم تعسفية تصل لـ 100 الف دولار على المجتمعات المخصصة "لأغراض تعليمية"، وهناك أيضا دليل على أن الحركة تعاني من نقص في القوى العاملة.
وقال منشق ثالث إن حركة الشباب تصر الآن على أن جميع الأطفال الذكور يذهبون إلى مدارسها الداخلية منذ الثامنة، ويتدرب الأطفال كمقاتلين وينضمون إلى وحدات القتال في منتصف سن المراهقة.
وقال "محمد مبارك" الباحث في معهد هورن للأمن والسياسة الإستراتيجية:" في هذا السن يلقن الأطفال بالكامل ويجري لهم عملية غسيل دماغ بحيث يصبح ولائهم للحركة وليس لأي شخص أخر، حتى والديهم.
ووفقاً للسلطات الصومالية، اقتحمت القوات مدرسة تديرها حركة الشباب في يناير الماضي، وأنقذت 32 طفلاً أُخذوا كمجندين بعد "غسل ادمغتهم"، لكي يكونوا مفجرين انتحاريين، وقال المنشق:" حركة الشباب تطالب بالمال أو الأطفال من العشائر"، وحذرت الاتصال مع الوكالات الإنسانية وإلا سوف تعتبرهم جواسيس. 

شارك