بعد هجوم ستراسبورغ .. "داعش" يتوحش في أوروبا

الخميس 13/ديسمبر/2018 - 01:25 م
طباعة بعد هجوم ستراسبورغ جبريل محمد
 
نوعية الأسلحة التي كانت مع المتهم وتنفيذه للعملية عقب خروجه من السجن تشير لقوة التنظيم في القارة العجوز
فرنسا أعربت كثيرا عن مخاوفها من استغلال الدولة الإسلامية لمظاهرات "السترات الصفراء" لمهاجمة المدنيين
عمت الاحتفالات صفحات مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على السوشيال ميديا فرحا بالهجوم الذي وقع في سترسبورج الفرنسية، ورغم عدم تبني أي تنظيم العملية، إلا أنهم قالوا إنها "تأتي بعد أيام من تهديداتنا". 
ويحقق مكتب "مكافحة الإرهاب" في الجريمة، لكن الدافع لم يُحدد بعد، لكن البعض يرى أن الهجوم الإرهابي في ستراسبورج أكثر خطورة مما يبدو، ويشير لداعش بشكل أو بأخر.
ووفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، فقد كان المشتبه به، لديه سلاح نصف آلي، وعثر على قنابل يدوية في شقته، وهذه الأسلحة وكيفية وصولها سيكون أولوية قصوى بالنسبة للسلطات، ففي حين أن الوصول للأسلحة النارية في فرنسا أسهل بكثير من بريطانيا، فإنه لم يكن من السهل على شخص في قوائم الإرهاب، الوصول إلى هذه الأسلحة التي استخدمها دون مساعدة من تنظيم ما.
ويرى مراقبون أن أصابع الدولة الإسلامية تظهر في هذه الهجوم  خاصة أن لديها ميل خاص لفصل شبكات الإمداد بالأسلحة عن خلاياها العاملة، ورغم أن تنظيم الدولة الإسلامية أكثر مهارة في التسلل مما يعتقده كثيرون، إلا أنه قد تم تفكيك خلية لداعش في فرنسا سبتمبر 2017، وتم منع عدد من هجماته التي كانت تستهدف أوروبا.
الأمر الثاني الذي يجعل هذه الهجوم خطيرا ويشير لداعش، أن المشتبه به كان يقضي عقوبة في السجن بتهم متعلقة بالإرهاب، وهو ما يجعل التطرف في السجون والتي تعتبر القاعدة الأيديولوجية لداعش والقاعدة، تحديًا كبيرًا في بلجيكا وفرنسا وألمانيا على وجه الخصوص، ولكن إذا كان المشتبه بها متطرفًا، وبعد خروجه قام بتنفيذ العملية، فمن الواضح أنه هناك لديه أصدقاء كثيرون في السجن، وتسعى السلطات الفرنسية والألمانية على وجه السرعة لتتبع الأفراد الذين لديه صلات بالمشتبه به.
وثالثا، داعش لديها اهتمام منذ فترة طويلة لمهاجمة أسواق الكريسماس في المدن الأوروبية، ومع استمرار هروب المشتبه به، فقد رفعت السلطات الفرنسية مستوى تأهبها، كما أن هروب المشتبه به وعدم مهاجمته الشرطة أو تفجير نفسه، علامة إيجابية يشير إلى أنه حتى إذا كان مرتبطًا بأفراد آخرين، فمن المحتمل أن هؤلاء ليس لديهم متفجرات.
بجانب أن حديث السلطات الفرنسية في السابق عن مخاوفها من استغلال «داعش» للمشهد الذي تعيشه باريس يؤكد تلك الشكوك والتكهنات، حيث أعربت باريس عن قلقها من تسلل متطرفون للمظاهرات، ما يزيد تحديات السيطرة على الجماهير، خاصة أن المخاوف من دخول «ذئاب منفردة» على الخط بهجمات قد لا يمكن مواجهتها، وتزامن مع ذلك معلومات استخباراتية بأن جماعتين مسلحتين تابعتين لتنظيم داعش أصدرتا بشكل منفصل ملصقات تحرض فيها «الذئاب المنفردة» التابعة على استغلال احتجاجات السترات الصفراء، وتنفيذ هجمات ضد المدنيين.
وتضمنت تلك الملصقات أوامر تنظيمية صريحة: «يا أيتها الذئاب المنفردة.. استغلوا الاحتجاجات فى فرنسا»، وأرفق معها صور تعبر عن نمط العمليات التى اعتادتها ذئاب داعش فى هجماتها السابقة فى أوروبا، مثل الطعن، وإطلاق النار، وإشعال النيران، وصدم المارة بالسيارات، بحسب موقع "المراقب" الإرهابي.
كذلك أعلن التنظيم أكثر من مرة، أن فرنسا على رأس قائمة الدول الغربية المستهدفة، بسبب مشاركتها فى الحرب ضده، واستهداف معاقله المركزية، وضلوعها بدور قوى فى التحالف الدولى ضد الإرهاب الذى تقوده واشنطن، بجانب العامل الأهم الذى يجعل من فرنسا قبلة لداعش، حيث تضم أكبر جالية مسلمة، ويمتلك عدد كبير من شبابها مصوغات تبرر من وجهة نظرهم وجوب الثأر والانتقام، بصبغة جهادية تخفى وراءها شعوراً بالاضطهاد، والتهميش، والمعاناة من البطالة، والتفرقة الاجتماعية.
والدائرة مرشحة للاتساع لتطال دولاً أوروبية أخرى، امتدت إليها احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" أيضاً، مثل بلجيكا التى شهدت واحدة من أخطر الهجمات الداعشية فى أوروبا، وهى هجمات بروكسل مارس 2016، ونفذها عناصر من نفس الخلية الإرهابية التى سبق ونفذت هجمات باريس الدامية نوفمبر 2015.


شارك