بعد مقتل منفذ هجوم ستراسبورج .. "داعش" تصدر بيانًا

الجمعة 14/ديسمبر/2018 - 12:50 م
طباعة بعد مقتل منفذ هجوم فاطمة عبدالغني
 
لقى شريف شيخات، المسلح المشتبه بقتله ثلاثة أشخاص في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورج الفرنسية مصرعه، جاء ذلك في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الفرنسية في وقت سابق أمس الخميس.
وبعد فترة وجيزة من إعلان خبر وفاة شيخات، أصدرت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم داعش بيانا موجزا  تدعي فيه بأن شيخات أحد جنود التنظيم "ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف"، ولم يقدم التنظيم المتشدد أي دليل على هذا الزعم.
لغة الرسالة المستخدمة في البيان هي لغة مماثلة لتلك المستخدمة من قبل "داعش" بعد سلسلة الهجمات الإرهابية الصغيرة الأخرى في أوروبا وأماكن أخرى، حيث ناشد الناطق باسم تنظيم داعش أبو محمد العدناني ، الذي قُتل في عام 2016 ، وآخرون مرارًا مؤيدي التنظيم بتنفيذ عمليات انتقامية في أوروبا.
وحتى الآن ، لم تقدم الدولة الإسلامية أي تفاصيل حول هجوم ستراسبورج، إذ اشتمل البيان على إشارة موجزة إلى الهجوم في العدد 160 من نشرة وكالة "أعماق" التي صدرت في وقت سابق من أمس الخميس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل، ولم يقدم البيان أي معلومات تؤكد بشكل فعلي ارتباط شيخات بالتنظيم. 
ولا تزال فرق التحقيقات الفرنسية تجمع المعلومات حول شيخات، حيث يرجح أنه كان على اتصال بالجهاديين والجماعات المتطرفة عبر الإنترنت، وربما كانت له علاقات مع الجماعات المتشددة حيث لم يرد تأكيد بذلك. 
وكانت الحكومة الفرنسية قد أدرجت شيخات، المولودة في ستراسبورغ ، على قائمة الاشخاص تحت المراقبة، والتي تضم أفرادًا يشتبه في أنهم يشكلون تهديدًا أمنيًا خطيرًا. ووفقاً لصحيفة الجارديان، فإن شيخات كان لديه سجل جنائي طويل، حيث لديه سجل اعتقال مجمع يمتد إلى ثلاثة بلدان: فرنسا وألمانيا وسويسرا، وفقا لتقرير آخر في صحيفة الجارديان ، قالت السلطات الفرنسية إن شيخات تبنى معتقدات جهادية أثناء سجنه.
وبحسب البيانات الأولية لوزارة الداخليّة الفرنسية فشريف كان معروف لدى أجهزة الأمن في فرنسا وألمانيا وسويسرا بسببِ ارتكابه لـ27 "جريمة صغيرة". وبعد إطلاق سراحه من السجن في فرنسا في عام 2015؛ قبضت عليه الشُرطة مُجددًا بتهمة السرقة في سينجن ثم طُرد من فرنسا بعد الإفراج عنه في عام 2017، فضلاً عن أنه أحد العناصر في مذكر "إس" وهي مذكرة تستعملها الشرطة الفرنسية لتعقب المُشتبه بهم داخل حدود الدولة، إضافة إلى أن وجود اسمه على المذكرة يترافق مع تهمة "التطرف الديني". ومع ذلك؛ أكد لوران نونيز المتحدث باسم وزير الداخلية أن المشتبه به لم يكن معروفًا عنه تورطه في أنشطة إرهابية كما أنه لم يحاول الوصول إلى سوريا.
وأسفر عن حادث ستراسبورج الأخير مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وأصيب عدد آخر، وبحسب ما ورد صرخ شيخات "الله أكبر" أثناء هجومه على ضحاياه بالإضافة إلى استخدام سلاح ناري.
جدير بالذكر أنه لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون مدينة ستراسبورج وأسواق عيد الميلاد الأوروبية، حيث أحبطت السلطات الفرنسية في ديسمبر 2000 مؤامرة مرتبطة بالقاعدة كان الهدف منها ضرب أسواق عيد الميلاد والكاتدرائية، حيث كان الإرهابيون يخطّطون لتفجير طناجر الضغط مع بعض القنابل محلية الصنع وسطَ حشد من الناس.
 ومنذ ذلك الحين؛ عملت الشرطة على تعزيز الأمن في المِنطقة ، بعد تلقيها إنذارات متكررة بمحاولات هجوم، وفي 19 ديسمبر 2016؛ اقتحم الجهادي التونسي أنيس العامري بشاحنته سوقًا بمناسبة عيد الميلاد في برلين وأوقع 12 قتيلاً دهسًا، وألقى جهاز الأمن الفرنسي القبض على عدة أشخاص في مارسيليا وستراسبورج بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي مما نجم عن ذلك إلغاء حفلة عيد الميلاد قبل أن تعزز الشرطة من وجودها وتقرر في النهاية إقامتها.
ويذكر أيضًا أنه في 13 نوفمبر 2015 وقعت سلسلة هجمات إرهابية منسقة كانت هي الأكبر شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن في العاصمة الفرنسية باريس، بعدها أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات.

شارك