بدعمها لمفاوضات السلام.. محاولات إيرانية خبيثة لغسل يدها من الحوثيين

السبت 15/ديسمبر/2018 - 03:16 م
طباعة بدعمها لمفاوضات السلام.. أميرة الشريف
 
في خطوة معتادة، ومواصلة لإثبات دور البراءة المزيف الذي تلعبه قطر ودولة الشر الإيرانية ، وكذلك لنفي التهمة عن الأخيرة في دعم جماعة الحوثي بالأسلحة والصواريخ المحظورة، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ورئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، دعمهما للتقدم الحاصل في مفاوضات السلام في اليمن والأمن والاستقرار في المنطقة.
وشملت محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي من الحوثيين والحكومة الشرعية في اليمن، والذي انعقدت في ستوكهولم بالسويد، تفاهمات شاملة بشأن ملفات المعتقلين ووقف إطلاق النار في الحديدة فضلاً عن فتح مطار صنعاء بداية جيدة  تحفز احتمالات التوصل إلى هدنة شاملة  لكن على الأرجح سيتوقف الأمر على حجم المكاسب والتنازلات التى سيقدهما الطرفان.
وقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن نتائج المفاوضات اليمنية التي احتضنتها السويد، بحضور وفدي الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثيين، واعتبر أن انسحاب المسلحين من ميناء الحديدة يمثل الخطوة الأولى لحل الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأوضح غريفيث في إحاطته أن مدينة الحديدة كانت محطة تركيز خلال مفاوضات السويد، لأنها شريان الحياة للعمل الإنساني الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر عاملة في ميناء الحديدة أن ميليشيات الحوثي، نهبت معدات ووثائق وبضائع مملوكة لتجار ومستثمرين كانت في طريقها للشحن والنقل من الميناء المطل على البحر الأحمر (غربي اليمن)، وذلك بعد يومين من الاتفاق على وقف إطلاق النار وانسحاب المتمردين من مدينة الحديدة ومينائها.
وقالت مصادر إن ميليشيات الحوثي تعمل على نحو مكثف منذ يومين على نهب مواد غذائية وسيارات ومستلزمات وغيرها مما كانت في طريقها للشحن والنقل إلى خارج محافظة الحديدة.
وتأتي هذه السرقات بعدما شهدت المشاورات انفراجة كبيرة في أزمة اليمن، حيث وافق الحوثيون، للمرة الأولى منذ انقلاب ميليشياتهم على الشرعية، علي الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، بالإضافة إلى دخول المساعدات إلى تعز (ثالث أكبر مدن اليمن) التي تحاصرها ميليشيات الحوثي منذ سنوات، والإفراج عن آلاف المحتجزين، وذلك خلال مشاورات السويد للسلام.
وشهدت مدينة الحديدة خلال الثلاثة أسابيع الماضية، توسعا في عمليات النهب المنظم للمؤسسات الحكومية من قبل ميليشيات الحوثي.
وتعتبر إيران الداعم الأول للحوثيين، لتحقيق المشروع الإيراني الخبيث في إقامة ولاية إيرانية حوثية باليمن، عن طريق إحكام الحوثيين سيطرتهم والإمساك بكل زمام القوة الأمنية والعسكرية والمالية في اليمن والذي تعتبره إيران حقا مشروعا لها، وبالفعل تمكنوا من السيطرة على كل مؤسسات الدولة بلا استثناء" في سبتمبر 2014، وقت الانقلاب الحوثي على الشرعية.
ووفق سكاي نيوز، قال رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب، إن اليمن كانت ستصبح ولاية حوثية، وهي ولاية كهنوتية عنصرية أشبه بالنظرية الخمينية، وربما أشد وطأة منها"، مؤكدا أن اليمن تحت الحكم الحوثي "كان سيعيد تشكيل التحالفات داخل المنظومة العربية، لينفذ أجندات ذات امتدادات إيرانية وقطرية، هدفها تحويل اليمن إلى جبهات حرب باتجاه السعودية ودول الخليج"، الأمر الذي كان تأثيره سيتجاوز الأمن العربي، ليمتد إلى السلم والأمن الدوليين.
وأضاف غلاب أن "سيطرة الحوثيين على المشهد كانت ستُستغل لابتزاز الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، قائلا: فعلى غرار ما حدث في سوريا والعراق، كانت إيران ستدفع بدباباتها وأسلحتها وعناصرها من الحرس الثوري في اليمن"، حسب غلاب الذي يرى أن تدخل قوات التحالف حجّم من سيطرة إيران على الساحة اليمينة.
وتابع: "التدخل العربي كان إنجازا، ومنع إيران، التي كانت تتحين الفرصة الحوثية للوصول للحكم، من بسط سيطرتها وانتشارها الكامل (..) السيطرة الحوثية كانت ستصل باليمن إلى القاع".
وفي السياق ذاته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الله القحطانى، إن اليمن كان سيخرج عن السيطرة ليخضع لإيران، ويتحول إلى ساحة صراع بالسلاح مع السعودية، وبالتالي تهديد أمن دول الخليج.
ووفق مراقبون فكان الحوثيون سيكررون تجربة حزب الله في لبنان، ليصبحوا هم المتحكمين في اختيار الرئيس والحكومة والسيطرة على الاقتصاد والجيش والعلاقات الخارجية.
ولا تختلف جماعة الحوثي كثيرا عن التنظيمات الإرهابية الأخري التي تهدف إلي إحكام سيطرتها علي البلاد وخاصة أنها مدعومة من دولة الشر الإيرانية، التي تسعي بكل جهدها لإقامة ولاية إيرانية حوثية مدعومة من طهران، وهو ما ستشهده الأيام المقبلة وبالأخص عقب خرق الهدنة من جانب الحوثيين والنهب الذي حدث اليوم في الحديدة من جانبهم، فنوايا الحوثي معروفة منذ الانقلاب علي الشرعية وهي السيطرة علي البلاد، وهذا يعني أن الاتفاق الذي انبثق عن مشاورات السويد ما هو إلا "مُسكن" وقتي للشرعية اليمنية حتي يثبتوا براءتهم المزيفة للأمم المتحدة.

شارك