بعد استهدافه من المعارضة التشادية.. الجيش الليبي يستعيد "اللواء العاشر"

الخميس 27/ديسمبر/2018 - 03:35 م
طباعة بعد استهدافه من المعارضة أميرة الشريف
 
يواصل الجيش الليبي مساعيه، لاستعادة الأراضي التي استهدفتها قوات المعارضة التشادية، وأعادت قوات الجيش في ليبيا السيطرة على معسكر "اللواء العاشر" التابع للقيادة العامة للجيش، بعد استهدافه من قبل مجموعات تابعة لقوات المعارضة التشادية.
ووفق مصادر عسكرية، في منطقة "تراغن" فإن الهجوم الذي تعرض له معسكر اللواء العاشر التابع للقيادة العامة للجيش الليبي جنوب البلاد أسفر عن مقتل عدد من الجنود الليبيين، إضافة إلى اختطاف معاون آمر اللواء العقيد جمعة الثابت.
وتعرض مقر تابع للجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر اليوم الخميس 27 ديسمبر 2018، لهجوم من قبل مسلحي المعارضة التشادية جنوب البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة شرق البلاد، أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من طرف عناصر اللواء، مع استمرار سيطرته على المقر.
بدوره، أكد عميد بلدية تراغن عبدالسلام شنقلة أن معسكر اللواء العاشر التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة تعرض لهجوم مسلح من قبل المعارضة التشادية.
وقال شنقلة، في تصريح لقناة ليبيا، إن الحصيلة الأولية للهجوم أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة 6 عناصر بجروح وأسر 7 من جنود القوات المسلحة.
وبين شنقلة أن مسلحي المعارضة التشادية انسحبوا باتجاه الصحراء بعد سيطرتهم على المعسكر لساعات.
وتقع بلدية تراغن جنوب غرب ليبيا، وتبعد جنوب مدينة سبها كبرى مدن الجنوب بنحو (140 كلم). 
وتمكنت قوات الجيش الليبي، بعد مطاردتها للمسلحين التشاديين -وفق المصادر- من تخليص الثابت، لكنه كان مصابًا بجروح بليغة، نقل على إثرها للعلاج في أحد المستشفيات.
وأفاد مصدر خاص في منطقة “تراغن” بأن قوات الجيش فقدت خلال هجوم المسلحين التشاديين عسكريًا برتبة ضابط، فيما وصل عدد الجرحى إلى 11.
ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش وعددًا من المواطنين المتطوعين نجحوا في صد هجوم القوات التشادية، وأوقعوا بهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات التي استخدموها للقتال.
يأتي ذلك في ظل الأزمة التي تشهدها ليبيا والصراعات الدائرة في عدة مناطق ليبية، واستطاعت الكثير من القبائل الإفريقية بعد سقوط نظام معمر القذافي ، خصوصاً التي لها امتدادات في المنطقة بين عدة دول في منطقة الساحل، الهجرة إلى الجنوب الليبي، وتمكن الكثير من أبناء تلك القبائل من تزوير الهويات الليبية والانخراط في الصراع الأهلي في ليبيا.
ووفق محللون في الشأن الليبي، فإن الفصائل الإفريقية التي تحتل جنوب ليبيا "لا تنحصر فقط في المعارضة التشادية وإنما هي خليط من احتلال لقوى تشادية ونيجرية ومالية وسودانية مدفوعة من قبل حكومات الساحل أو الطوق الإفريقي وبعض القوى الكبرى ذات المصالح، استغلت الفراغ السياسي والأمني لتجعل من منطقة الجنوب الليبي مرتعاً لها ومركزاً لمهربي البشر من إفريقيا ومهربي السلع والمخدرات".
وكانت عادت التوترات الأمنية جنوب ليبيا بعد فترة سادت فيها حالة من الهدوء، وانتشرت قوات وعناصر أجنبية تقاتل من أجل السيطرة على أهم النقاط الاستراتيجية ومنافذ التهريب، فالصراع المعقد في هذه المنطقة لا ينحصر بين الليبيين فقط، وإنما تداخلت فيه الفصائل الإفريقية المعارضة وتشابكت فيه خريطة التحالفات، فتحوّل إلى حلبة حروب أهلية واقتتال قبلي.
وكانت المعارضة التشادية أعلنت في العام 2010 أنها تشترط حضور قطر كضامن سلام في الاتفاق مع الحكومة المركزية، وقال المفتش العام للمعارضة التشادية محمد شريف جاكو آنذاك إن المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام في الدولة التشادية، ومن بين تلك الضمانات حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام.
وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى باتحاد قوى المقاومة، حركة التمرد التشادية الكبيرة التي أوقفت القتال بعد اتفاقات السلام الموقعة بين تشاد والسودان في 2009، استئناف التمرد المسلح ضد الرئيس ادريس ديبى، وقال تيمان إرديمي من مقر إقامته في الدوحة: قررنا استئناف النضال، النضال المسلح بالتأكيد  .
ويري مراقبون إن المجموعات التشادية المعارضة، تسعى لتحويل المنطقة في جنوبي البلاد، إلى نقطة انطلاق لهجماتها في الداخل التشادي.
ودأبت المعارضة التشادية منذ سنوات، على شن هجمات جنوبي ليبيا، في ظل الانفلات الأمني، وعدم ضبط الحدود منذ عام 2011. 
وعقدت المعارضة التشادية تحالفات مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وجماعات تهريب البشر في الجنوب الليبي، وشاركت في الهجوم على الحقول والموانئ النفطية.

شارك