قطر وتركيا.. واستخدام تنظيم الإخوان ضد سوريا والجامعة العربية

الإثنين 31/ديسمبر/2018 - 12:32 م
طباعة قطر وتركيا.. واستخدام حسام الحداد
 
مع اقتراب حل الأزمة السورية والتوصل إلى حل سياسي وسلمي يضمن بقاء سوريا ضمن محيطها العربي وعودتها لجامعة الدول العربية، تكثر المؤامرات ضد الجانب السوري والدول الداعمة لها من قبل ثنائي الشر في المنطقة "قطر وتركيا"، يأتي هذا بعدما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن عودة عمل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دمشق، وبدء مباشرة القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله في مقر السفارة، وقالت بحسب البيان الصادر عنها: «هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجهورية العربية السورية، ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري». كما أعربت عن تطلع الإمارات إلى أن يسود السلام والأمن والاستقرار في ربوع الجمهورية العربية السورية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، وام.
ويأتي الإعلان الإماراتي متزامنًا مع تصريحات ممثل وزارة الخارجية الروسية، إيجور تساريكوف والتي أكد خلالها على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية يُعد أمرًا هامًا لحل الأزمة السياسية في دمشق.
وتُعد الخطوة الإماراتية واحدة في سلسلة من المؤشرات الأخرى التي بدأت في الظهور جليًا منذ سبتمبر الماضي، حيث اللقاء النادر الذي جمع بين وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد، ونظيره السوري وليد المعلم، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الـ73.
وفي أكتوبر 2018، تم الإعلان رسميًا عن فتح معبر جابر – نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، بعد أن كان مغلقًا لـ3 سنوات، ما من شأنه تعزيز التبادل والتعاون التجاري بين سوريا والأردن.
ولعل أكثر المؤشرات التي أثارت جدلًا واسعًا؛ كانت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لسوريا ولقاءه بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2018، والتي أكد خلالها على استمرار بلاده (السودان) في التعاون وبذل الجهود حتى تستعيد سوريا موضعها في الأمة العربية، وأنها تحرص على استقرارها وأمنها ووحدة أراضيها، لافتًا إلى أن محاولات إضعاف سوريا يُمثل إضعافًا للقضايا العربية.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية منذ أسبوع بدء إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بحسب بيان صدر عنها، قال: «حررنا الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش، لكن الحملة ضد التنظيم لم تنته.. أطلقنا مسيرة عودة جنودنا من سوريا، تزامنًا مع الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحملة ضد تنظيم داعش».
كل هذا لا يروق للجانب التركي ففي خطوة تعكس توجه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وسيطرته على تنظيم الإخوان الإرهابي، في العالم، أكد التنظيم يوم السبت 29 ديسمبر 2018، أن إعادة فتح سفارات عربية لدى نظام بشار الأسد "دعم للإرهاب بالمنطقة".
وذكر تقرير لموقع "أحوال" التركي، الأحد 30 ديسمبر 2018، أن وكالة الأنباء التركية نقلت عن جماعة الإخوان في سوريا أن قرار إعادة فتح السفارات "خطوة مؤسفة داعمة لنظام الأسد".
وفي نوفمبر 2018،، أبدت الحكومة السورية ترحيبها بأي خطوة عربية لعودة السفارات إلى دمشق وتفعيل عملها من جديد، بعد سنوات من الإغلاق بعد اندلاع الحرب في سوريا.
وتنتقد غالبية الدول العربية ودول العالم قرارات جماعة الإخوان الإرهابية، ودورها السلبي والفاشل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بعض الدول العربية.
ومع تصدي معظم الدول العربية والإسلامية لنفوذ الإخوان الذين لا يعترفون بسيادة الدول التي ينتمون إليها، لم يبقَ أمام الإخوان المسلمين اليوم سوى تركيا ليلتقوا بها، والتي يسعى زعيمها رجب طيب أردوغان لإحياء احتلال عثماني لدول عربية وإسلامية.
كما تحظى الجماعة بدعم دولة قطر، الإمارة الخليجية الغنية التي "تطمع في لعب أدوار إقليمية كبرى، مُستغلة تجذر أذرع الجماعة سياسيا واجتماعيا في المنطقة" وفق التقرير التركي.
وفي نفس السياق كشف سفير بريطانيا السابق لدى سوريا، بيتر فورد، عن أن جميع الدول العربية مستعدة لقبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ما عدا دولة وحيدة.
وقال فورد، في حديث إلى وكالة "سبوتينك"، الروسية السبت 29 ديسمبر 2018، ردا على سؤال حول إمكانية استئناف عضوية دمشق في الجامعة: "أعتقد أن جميع الدول العربية مستعدة اليوم لقبول عودة سوريا، ربما باستثناء قطر التي دعمت جماعة الإخوان المسلمين على مدى سنوات وتدير حملة تحريض ضد الحكومة السورية".
وأوضح فورد سبب عدم قبول قطر لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهي أن الدوحة تمول المسلحين في إدلب، مضيفا أن معارضة قطر لن تمنع الدول الخليجية الأخرى من استئناف العلاقات مع دمشق، حسب قوله.
وعن موقف السعودية من عودة سوريا، أكد فورد أن الضغوط التي تتعرض لها المملكة بعد قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ستجعلها تبحث عن أصدقاء جدد في دمشق.

شارك