المخابرات السويسرية: تمويلات قطرية "للقاعدة" تحت ستار المساعدات الإنسانية

الأربعاء 02/يناير/2019 - 11:07 ص
طباعة المخابرات السويسرية: روبير الفارس
 
يوم بعد يوم تسقط أقنعة قطر كدولة راعية وممولة للإرهاب أمام دول العالم ويظهر دوره البشع في رعاية الارهابيين  حيث كشف موقع "أمستردام ويك" الهولندي، الناطق بالفرنسية، عن أن جهاز المخابرات السويسرية يجري تحقيقات سرية بشأن التمويلات القطرية للتنظيمات والشبكات الإرهابية، والتي تختبئ تحت ستار المساعدات الإنسانية والمنظمات الإسلامية.
وأوضح الموقع أن جهاز المخابرات السويسرية -وفي إطار تحقيقاته السرية- تمكن من جمع معلومات دقيقة تتعلق بدعم قطر لتنظيمات إرهابية، وجماعات متطرفة في العديد من عواصم العالم، بما في ذلك سويسرا، وذلك بتتبع مسار الاتصالات لبعض الإرهابيين والمتطرفين المقيمين في قطر، والمتهمين بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأشار موقع "أمستردام ويك" الهولندي إلى أن التحقيقات شملت بعض الشخصيات القطرية بالمنفى في سويسرا، وبعض منظمات المجتمع المدني في جنيف، منها عبدالرحمن النعيمي رئيس مؤسسة الكرامة، وعلي السويدي رئيس المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، وهي منظمة إسلامية مقرها مدينة برن السويسرية، فضلاً عن السويسري نيكولا بلانشو، المسؤول عن مركز إسلامي مثير للجدل يدعى "المجلس المركزي الإسلامي السويسري".
وعادت هذه الشخصيات إلى قطر صيف العام الماضي لدعم المنظمات الإرهابية، متدثرة بغطاء المنظمات الإسلامية والمساعدات الإنسانية، لاسيما تنظيم الإخوان الإرهابي، وفقاً للموقع الإخباري.
وفيما يتعلق بمنظمة "الكرامة" لحقوق الإنسان في جنيف، فأكد موقع "أمستردام ويك" أن هذه المنظمة التي أسسها القطري عبدالرحمن النعيمي أثارت اشتباه دول خليجية، ترى في أنشطة المنظمة دعما للإرهاب.
وأضاف: "أجهزة مخابرات عدة في العالم تصنف هذه المنظمة بأنها سيئة السمعة، لكونها تضم معتقلين سابقين في سجن جوانتنامو"، مؤكداً أن "هذه المنظمة اتخذت دوراً عدائياً من دول التحالف العربي التي تحارب مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن".
وأشار موقع "أمستردام ويك" الهولندي إلى أنه "رغم الإنكار القطري فإن المخابرات السويسرية أكدت صلة الدوحة بتلك الشبكات والتشكيلات الداعمة للإرهاب".

وخلال الأشهر الماضية حصلت المخابرات السويسرية على معلومات تتعلق بقائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب، والتي أعدتها السعودية والدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث وجدت أن بعضها مقيم في قطر، والبعض الآخر من الناشطين الليبيين المنفيين في سويسرا منذ التسعينيات.
وتاريخ دعم قطر للارهاب طويل  يحتاج لمجلدات ضخمة لرصده وتوثيق ومن الامثلة علي ذلك فقط في  نوفمبر 2014 وصفَ ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية قطر بأنها تعمل على توفير بيئة متسامحة من أجل تمويل الإرهاب. ذكر مسؤولون في الولايات المتحدة أن قطر فعليا تبرعت بالكثير من الأموال من أجل جماعات "متشددة" بما في ذلك تنظيم (داعش) الذي حصل على حصل على جزء صغير من عمليات التمويل التي تأتي من مثل هذه التبرعات. وموّل عبد الكريم آل ثاني العضو في العائلة المالكة في قطر منزل أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، كما قام بمنح جوازات سفر للعديد من "الهاربين"، ليس هذا فقط فقد تبث أن عبد الكريم أودع مليون دولار في حساب بنكي لتمويل تنظيم القاعدة في العراق. هناك أيضا عبد الرحمن النعيمي وهو مواطن قطري عمل كوسيط بين داعش وتنظيم القاعدة في العراق.
ومن التاريخ الاسود لقطر اتُهمت قطر برعاية الجماعات والفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا وعلى رأسها جبهة النصرة،خاصة في عام 2013. أُنشئت الجماعة الجهادية في إطار خطط أبو بكر البغدادي لتوسيع داعش  في الشام لكنها سرعان ما انفصلت عن التنظيم بحلول عام 2013 بسبب صراعات نشبت بين القادة.و تُصنف جبهة النصرة على أساس أنها كيانا إرهابيا من قبل الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، كندا، الولايات المتحدة، إسرائيل، هونغ كونغ، سويسرا وأستراليا. ومع ذلك فإن قطر تواصل دعمها من خلال ضخ المزيد من الأموال ودفع الفدية بالإضافة إلى تنظيم حملات جمع التبرعات كحليف استراتيجي في سوريا تهدف لعزل الرئيس السوري بشار الأسد. ولعبت قطر دور الوسيط في الإفراج عن عشرات الأسرى لدى جبهة النصرة في عدة مناسبات أبرزها إطلاق سراح 45 من قوات حفظ السلام الذين خُطفوا في أغسطس 2014 كما لعبت دور الوسيط في تبادل أسرى بين التنظيم وبين الحكومة اللبنانية وذلك بحلول ديسمبر 2015 ودفعت قطر أيضا فدية تتراوح بين بضعة ملايين إلى مئات ملايين من الدولارات وذلك من أجل استرجاع الرهائن المحبوسين لدى الجبهة. بالإضافة إلى دفع الفدية فإن حكومة دولة قطر تبدل جهودا كبيرة من أجل تنظيم حملات لجمع التبرعات "ودعم المشتريات من الأسلحة والمواد الغذائية واللوازم التي تحتاجها بعض الجماعات المعارضة في سوريا". أطلقت قطر في عام 2013 حملة لجمع التبرعات بعنوان "إمداد أهل الشام" وذلك بهدف مساندة المجموعات المعارضة والثورية. توسعت حملات جمع التبرعات في عام 2013 بل وصلت حد مواقع التواصل الاجتماعي مايو أعلن عدد من الشخصيات البارزة بما في ذلك رجال الدين ورجال أعمال مثل عبد العزيز بن خليفة العطية أعلنوا علنا تأييدهم للحملة على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك فإن نجاح الحملة يُنسب إلى حد كبير إلى المنسقين المباشرين من عام 2013 إلى عام 2015 ومنهم سعد بن سعد محمد شريان الكعبي وعبد اللطيف بن عبد الله صالح محمد الكواري. جدير بالذكر هنا أن الكعبي هو مواطن قطري اتُهم بتمويل الإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية التي أكدت على أنه لعب دور الوسيط من أجل تبادل الرهائن مع جبهة النصرة في أغسطس وطريقة التبرع الي المؤسسات التى تختفي وراء اسماء خيرية او اسلامية هي نفس الطريقة التى تتبعها قطر في سويسرا حاليا 

شارك