سوريا بين انحصار "داعش" وتمدد "النصرة"

الإثنين 07/يناير/2019 - 01:13 م
طباعة سوريا بين انحصار حسام الحداد
 
أعلن المكتب الصحفي التابع للرئيس الروسي، في بيان له ، يوم الجمعة 4 يناير 2019، أنه تم إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وذلك بناءً على طلب من الجانب الإسرائيلي.
وأشار بيان الكرملين إلى أن الجانبين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي الوضع في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار نية الولايات المتحدة سحب القوات من البلاد.
وجاء في البيان: "ركز النقاش على تطور الوضع في سوريا، بما في ذلك على ضوء النية الأمريكية المعلنة سحب قواتها من هذا البلد. وشدد على الحاجة إلى الهزيمة النهائية للإرهاب والتقدم السريع في التسوية السياسية في الجمهورية العربية السورية ".
وفي 19 ديسمبر الماضي 2018، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) في سوريا.
وتابع ترامب "لقد خسرنا سوريا منذ وقت طويل ولا أعرف لماذا مكثنا هناك طيلة هذه الفترة. لا نريد أن نبقى في سوريا للأبد".
وقاد أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا أمس الأحد 6 يناير 2019، لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة ربما لا تتم سريعاً، في وقت أعلن مستشار الأمن القومي جون بولتون أمس الأحد، أن سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا مشروط بهزيمة تنظيم «داعش» وضمان تركيا لسلامة المسلحين الأكراد، الذين تتحالف معهم واشنطن في الحرب ضد التنظيم، وشدد على أن واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي في سوريا بدون التنسيق معها.
وقال ترامب للصحفيين في واشنطن: «لم أقل مطلقاً إننا نفعل ذلك على وجه السرعة. لكننا نقضي على تنظيم داعش».
من جهة أخرى، قال بولتون للصحفيين في «تل أبيب» أمس، حيث يقوم بزيارة لطمأنة «إسرائيل» بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا: لا يوجد جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن هذا ليس التزاماً بإطار زمني مفتوح. وأضاف: «يتحدد الإطار الزمني بناء على القرارات السياسية التي يتعين علينا تنفيذها». وتابع بولتون: «سنناقش الانسحاب من سوريا مع «إسرائيل» وتركيا خلال جولة إقليمية». وشدد على أن الرئيس دونالد ترامب، يتمسك بأن «الانسحاب الأمريكي من سوريا لن يحدث دون اتفاق لحماية الأكراد». وأكد أنه سيوجّه تحذيراً للرئيس التركي خلال الزيارة. وأضاف أن «أمريكا ستنسحب من سوريا، لكنها ستحمي قواتها خلال فترة الانسحاب». ولفت بولتون إلى أن هذه الشروط تشمل هزيمة فلول تنظيم «داعش» في سوريا، وحماية القوات الكردية التي حاربت إلى جانب القوات الأمريكية ضد التنظيم المتطرف.
ورداً على ذلك، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله أمس: إن الادعاء بأن تركيا تستهدف الأكراد غير منطقي، مضيفاً أن أنقرة لا تستهدف سوى مقاتلي تنظيم «داعش» والوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني.
وتزامنا مع هذه التصريحات، واصل مسلحو «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) تقدمهم في مناطق مختلفة من ريفَي إدلب وحلب شمالي سوريا، وسط أنباء متضاربة عن مفاوضات بين «الهيئة» والفصائل المسلحة المعارضة في المنطقة، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إلقاء القبض على «5 دواعش» من جنسيات أجنبية، في كمين نصبوه لقوافل النازحين من دير الزور شرقي البلاد، في حين أصيب جنديان بريطانيان من القوات الخاصة بجروح خطيرة في هجوم صاروخي شنه مسلحو «داعش» في محافظة دير الزور.
وذكر ناشطون سوريون أن الاشتباكات عادت بوتيرة عنيفة بين «تحرير الشام» من جانب، و«كتائب ثوار الشام» و«بيارق الشام» التابعتين ل«الوطنية للتحرير» من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب، التي تعد أكبر مدينة في القطاع الغربي من ريف حلب. وأشار الناشطون إلى أن الاقتتال في شمال إدلب، امتد أيضاً إلى القطاع الشمالي الغربي من الريف الحلبي، حيث هاجمت «النصرة» مناطق سيطرة فصائل عملية «غصن الزيتون» المدعومة من تركيا، في اشتباك هو الأول من نوعه بين الطرفين.
وكانت مواقع سورية معارضة أكدت أن «تحرير الشام» حاصرت الأتارب، بعشرات الآليات العسكرية والدبابات، بعد تمكنها من السيطرة على منطقة جبل سمعان الاستراتيجية، آخر معاقل حركة الزنكي في المنطقة، في حين دعا أهالي الأتارب عبر مكبرات الصوت في المساجد، للنفير العام لمواجهة «النصرة» ورد عدوانها على المدينة.
وتزامناً مع تقدم «النصرة» شمال إدلب، أفادت مصادر معارضة بدخول مسلحي التنظيم، إلى قرى وبلدات بريف مدينة معرة النعمان الشرقي جنوب إدلب بشكل سلمي، بعدما سيطرت عليها حركتا «أحرار الشام» و«صقور الشام» قبل يومين. وتحدثت المصادر عن عقد جلسة مفاوضات سرية بين قادة من «النصرة» و«الوطنية للتحرير»، لبحث مناطق ريفَي إدلب وحماة على خلفية الاقتتال الأخير، إضافة لملف الأسرى لدى الطرفين. وحسب المصادر، وافقت «الجبهة» على دخول «النصرة» إلى مناطق ريف معرة النعمان الشرقي سلمياً ودون أي اقتتال، مع انسحاب «أحرار الشام» و«صقور الشام» من المنطقة، في حين لا تزال المفاوضات مستمرة حول مصير مدينتَي معرة النعمان وأريحا جنوب إدلب، اللتين يسيطر عليهما «أحرار الشام» و«صقور الشام». وبالتوازي، أدخلت «النصرة» أرتالها إلى بلدات تلمنس والغدفة وجرجناز والحراكي، شرق معرة النعمان، وتعمل على بسط نفوذها وسيطرتها على كامل المنطقة.
من جهة أخرى، ذكر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان له أمس: «في الأيام الأخيرة، وعندما كانت مجموعات كبيرة من النازحين في دير الزور تحاول الخروج من مناطق التنظيم الإرهابي، تأكدنا من خلال عمليات التعقب والمراقبة الدائمة، أن عناصر من التنظيم الإرهابي تشن هجمات ضد قوافل النازحين». وأضاف: «نتيجة لتلك العمليات، تمكنت قواتنا في 30 ديسمبر 2018 من اعتقال 5 عناصر إرهابية من الأجانب، من جنسيات أمريكية، وإيرلندية وباكستانية».
ويحتمل المراقبون للشأن السوري تزايد الأزمة والمعارك بين الفصائل المسلحة في سوريا مما يهدد وجود تسويات سلمية وكذلك يهدد حياة المواطنين وأمنهم في الشمال الشرقي للبلاد.

شارك