مفتي القاعدة السابق :قطر وإيران "أهل" الفضل علي الجماعات الإرهابية"!

الأربعاء 09/يناير/2019 - 10:09 ص
طباعة مفتي القاعدة السابق روبير الفارس
 

في الوقت الذى تم فيه الكشف عن أسلوب ايران في تكوين التشكيلات الإرهابية بالعراق من خلال تسجيل أسماء من الشباب المتعطلين عن العمل من أبناء مدن نينوى وكركوك وذلك لتجنيدهم وتدريبهم لضرب القوات الأمريكية مقابل  مبالغ مالية ودفع اعانات لعائلتهم وهي الطريقة التى تكون بها تنظيم  داعش الارهابي  من قبل كشف "محفوظ ولد الوالد" المعروف بـ"أبي حفص الموريتاني"، مفتي تنظيم القاعدة سابقًا، في تصريحات اعلامية  عما وصفه بالعلاقة "المتوازنة" التي انتهجها كل من النظام الإيراني والقطري مع كافة الجماعات الارهابية المسلحة في كل مكان بالعالم وعلى رأسها تنظيم القاعدة، ووفقا لتأويل الموريتاني تأتي علاقة الدولتين مع قياديي القاعدة وجماعة التكفير والهجرة والجماعة الليبية المقاتلة وغيرها من الجماعات المسلحة في إطار رعاية "المصالح السياسية".للدولتين

وقال ابي حفص "لا شك أن إيران كانت حاضرة في موضوع القاعدة لأكثر من سبب، من بينها الموقع الجغرافي المجاور لأفغانستان، كذلك كان لقطر حضور جزئي، حيث إنها كانت أقل دول الخليج في مواجهة طالبان، وأظن أنها الدولة الوحيدة التي لم ترسل قوات إلى أفغانستان خلال الحرب الأميركية"، مضيفا أن "قطر كانت لها سياسة معينة تجاه الاتجاهات الإسلامية، وهي أقل حدة عن بقية الدول الأخرى، وهو الأمر الذي دفع الجماعات والتنظيمات المسلحة إلى استثناء قطر من بين بقية الدول الخليجية رغم انخراطها ضمن ما عرف بالحرب على الإرهاب".

وأوضح ابي حفص "كنت مسؤول التفاوض مع الإيرانيين عند دخول عناصر التنظيم وأسرهم إلى إيران، حيث طلب مني شيوخ القاعدة التفاوض مع الإيرانيين إلا أنني رفضت الابتداء بطلب المبادرة، حيث كان الأغلب أنهم سيرفضون، إذ سبق وطلبوا منا علاقة معينة ورفضناها من قبل، والآن في هذا الوضع لن يقبلوا استضافتنا، هذا الانطباع تم إيصاله إلى الطرف الإيراني، فبادروا هم بالاتصال وقالوا أنتم في وضع إنساني وعلينا أن نتجاوز خلافاتنا الماضية. بالمناسبة تفاوضي معهم لم يكن مقتصرا فقط على موضوع القاعدة وإنما شمل كافة الجماعات المسلحة التي كانت موجودة في أفغانستان".

واقتضت سياسة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني لمعالجة تسرب نبأ وجود قيادات القاعدة في طهران "تسليم بعض العناصر لدولهم وعناصر أخرى لحكومة باكستان، مع إبقاء العناصر والقيادات الهامة ممن لها ثمن وقيمة.. ولاتزال إيران حتى اليوم تحتفظ ببعض العناصر والقيادات ممن لا يستطيعون العودة إلى بلادهم، كما أنهم مطلوبون دوليا.. حقيقة الإيرانيون يديرون السياسة بشكل جيد جدا، فمن جهة أمنوا أنفسهم مع الأميركيين، ومن جهة أخرى مع الجماعات الارهابية " ولكن تم فضح ذلك الان امام المجتمع الدولي واشاد المفتي ابي حفص في الوقت ذاته بطبيعة معاملة النظام الإيراني لمجلس شورى تنظيم القاعدة وبقية قيادات الجماعات المتطرفة قائلا: "في البداية وضعنا بالسجن ثم أخرجونا منه وكانت خلاصة معاملتهم لنا طيبة وحسنة ولم يتعمدوا الإساءة المذهبية أو غيرها".

كان "محفوظ ولد الوالد" أو أبو حفص الموريتاني، الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، فقد عُيّن مفتيًا لهذا التنظيم ورئيسًا لهيئته الشرعية، غير أن الدخول الامريكي لأفغانستان غيّر الكثير في علاقة هذا الرجل بالتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن، إذ انتقل من هناك إلى موريتانيا، حيث يعيش حاليًا كـ"أي مواطن موريتاني". 

فقيه وشاعر موريتاني ولد سنة 1975 في ولاية "الترارزة"، التحق بأفغانستان استجابة لـ"نداء الجهاد" كما يقول، وكان مقربًا من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. بعد الدخول الامريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، هرب أبو حفص من هذه البلاد نحو إيران، وهناك وضعته السلطات تحت الإقامة الجبرية قرابة عقد من الزمن، قبل أن تسلمه شهر أبريل 2012، إيران إلى حكومة بلده التي احتجزته لثلاثة أشهر، ثم أفرجت عنه.


شارك