الحصاد الأخير.. جرائم الحوثيون في شهر 300 هجوم و254 خرقا و77شهيدا

الخميس 10/يناير/2019 - 11:29 ص
طباعة الحصاد الأخير.. جرائم روبير الفارس
 
لم تتوقف ألغام ومدافع وقناصة ميليشيات الحوثي الايرانية الإرهابية عن حصاد أرواح المدنيين في محافظة الحديدة، على الرغم من قرار وقف إطلاق النار بمقتضى اتفاق السويد المترنح نتيجة تعنت المليشيا المدعومة من إيران في تنفيذه والذي ترعاه الأمم المتحدة والمصادق عليه بقرار من مجلس الأمن.
وخلال ما يقارب الشهر من وقف إطلاق النار سقط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين في الحديدة خلال ديسمبر الماضي بقصف وقنص وألغام المليشيات الإرهابية الحوثية في عديد من مديريات ومناطق المحافظة، إيغالا بالجرم وإصرارا على نسف فرص السلام.
وطبقًا لإحصائية ، سقط 10مدنيًا وأصيب 25آخرين بقصف وقنص وألغام المليشيات في مناطق متفرقة بمديرية التيحتا بينهم أطفال وأنساء، موضحة أكثر: "في منطقة "الجبلية" قتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون برصاص قناصة المليشيات، أثناء ما كانوا متوجهين إلى إحدى مناطق المديرية للنزوح، فيما قتل ستة مدنيين بينهم طفلان، وأصيب12طفلًا آخرين في مناطق الحصيب والمدمن بذات المديرية، بألغام وعبوات ناسفة زرعتها المليشيات".
وفي منطقة "المتينة" غربي المديرية، أصيب أربعة مدنيين بينهم طفل وامرأة بقذيفة هاون سقطت على أحد المنازل، وأطلقتها المليشيات الحوثية، وقبلها، قتلت أم وبنتها وأصيب زوجها وثلاثة من أطفاله بقذيفة حوثية أخرى سقطت على منزل الأسرة في منطقة المسلب، بذات المديرية.
وذكر مصدر حقوقي، أن طفلا قتل وأصيب اثنان آخران بقصف حوثي استهدف منطقة الفلاح في المديرية ذاتها، خلال الشهر الماضي، مشيرًا، إلى تعرض المديرية لقصف عنيف شنته المليشيات الكهنوتية على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة.
وفي مديرية "حيس" المجاورة للمديرية، قتل وأصيب سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال برصاص قناصة المليشيات الحوثية في مناطق متفرقة بالمديرية، وفق الإحصائية والمصدر الحقوقي، الذي أفاد بمقتل امرأة وإصابة أخرى في منطقة "العكش" جنوب غربي المديرية برصاص قناص المليشيات، في حين أصيب طفلان بشظايا مدفعية سقطت على أحد المنازل السكنية.
وبحسب المصدر، فقد أصيب ثلاثة مدنيين في ديسمبر الماضي، بقصف وقنص المليشيات الحوثية في نفس المديرية خلال الشهر الماضي.
ولم تستثنِ المليشيا مدنيي مديرية "بيت الفقيه" المجاورة للمديريتين، فقدت شملهم القصف والانتهاكات، حيث قتل مدني وامرأة برصاص عناصر المليشيات الحوثية في منطقة "الجاح"، وأصيبت امرأة برصاص قناصة المليشيات في المنطقة ذاتها.
وطالت جرائم المليشيات الحوثية كذلك، مديرية الدريهمي التي قتل اثنان من سكانها، وأصيب أربعة آخرون بقصف للمليشيات الحوثية استهدف منطقتي المنقم والشجن في المديرية.
وفي مركز المدينة، قتل13مدنيًا بينهم طفلان برصاص وقصف وألغام ميليشيات الحوثي، في مناطق متفرقة قريبة من خطوط التماس مع القوات المشتركة، وأصيب13آخرون.
وأفاد المصدر، بمقتل سبعة عمال بلغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي شرقي كيلو 16، أثناء ما كانوا يقومون بحفر خنادق للمليشيات، في الوقت الذي أصيب فيه، مدنيان بقصف للمليشيات في حي "المعدل".
وإلى جانب ذلك، قتل ثلاثة مدنيين من أسرة واحدة بسقوط صاروخ كاتيوشا أطلقته المليشيات الحوثية على حي "الربصة" وأصيب 6آخرون، فيما، قتل طفلان وأصيب خمسة آخرون براجع مضادات الطيران أطلقتها المليشيات الحوثية على مقاتلات التحالف المحلقة في سماء المدينة.
كما قتل مدني بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيات الحوثية في منطقة "النخيلة"، أثناء ما كان في طريقه عائدًا إلى منزله على متن عربة.
وكل ما تقدم، ليست إحصائية لانتهاكات المليشيات الحوثية في الحديدة بحسب المصدر، بل ما استطاع رصده خلال الشهر الماضي فيها.
وفي سياق متصل دعا تقرير صادر عن معهد واشنطن الإدارة الامريكية إلى الضغط على الحوثيين - بشكل مباشر أو غير مباشر - لتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من موانئ الحديدة بشكل كامل وفوري وعدم تمديد الأمم المتحدة المهلة الزمنية للانسحاب. كما طالب المجتمع الدولي ردع الحوثيين على استهتاره بهم.
وشدد التقرير على عدم انسحاب الحكومة اليمنية من طريق الحديدة - صنعاء حتى يغادر الحوثيون الموانئ والمدينة والحفاظ على الضغط القسري الذي قدمته القوات اليمنية إلى الشمال من مدينة الحديدة حتى يتراجع الحوثيون عن أعمالهم التي يتم الإبلاغ عنها وينفذون شروط وقف إطلاق النار.
وأوضح معهد واشنطن في تقريره أن فشل المتمردين في مغادرة موانئ البحر الأحمر في اول يناير  يشكل تهديدًا خطيرًا آخر لمصداقية عملية السلام.
واشار التقرير إلى انه ..إذا أثبت المتمردون أنهم غير راغبين في مغادرة المرافئ والمدينة بحلول نهاية يناير ، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعلن أنها لن تكبح بعد الآن التحرير القسري للحديدة .
وطالب التقرير واشنطن باستخدام اتصالاتها الخلفية مع الحوثيين لإبلاغهم أنها ستؤيد علناً حق اليمنيين وقوات التحالف في الدفاع عن أنفسهم في المستقبل، وستحمل الحوثيين مسؤولية كسر وقف إطلاق النار بعد الخروقات التي ثبتت من قبل الحوثيين.
واوضح تقرير معهد واشنطن ان الأدلة المقنعة المقدمة إلى الأمم المتحدة تشير إلى أن الحوثيين ينتهكون بشكل صارخ قرار الأمم المتحدة رقم 2451 واتفاقية استكهولم .
وأكد التقرير أن هذا الاستهتار المتعجرف للقرار رقم 2451 ينبع على الأرجح من حقيقة أن المجتمع الدولي والكونجرس الأمريكي قد حملوا الحوثيين إلى مستوى سلوك أقل بكثير من الحكومة اليمنية والتحالف الخليجي .
وقال التقرير على الولايات المتحدة العمل كوسيط نزيه لمساعدة لجنة تنسيق إعادة نشر الأمم المتحدة التي مقرها في الحديدة على تقييم الأدلة على سوء سلوك الحوثيين ، خاصة فيما يتعلق بالهجمات الريفية في المناطق التي يتعذر الوصول إليها في مهمة الأمم المتحدة. إذا ثبتت انتهاكات صارخة لوقف إطلاق النار
وكشف التقرير أن الحكومة اليمنية وبدعم من طائرات مراقبة حديثة ورادار من التحالف سلمت الأمم المتحدة إحداثيات دقيقة وأوقات وتفاصيل أخرى عن العديد من انتهاكات الحوثيين لوقف إطلاق النار.
واوضح التحالف أن المتمردين شنوا أكثر من 300 هجوم بين 18 ديسمبر و 2 يناير ، مما تسبب في مقتل 25 شخصًا وإصابة 197 بجروح في القوات الحكومية .
 وبينت إثباتات التحالف والحكومة أن  59 حالة فقط من انتهاكات  الحوثيين (18.8٪) وقعت في مدينة الحديدة مقابل 254 هجومًا في المناطق الريفية جنوب المدينة حيث ضرب المتمردون مرارا مسار الإمداد الرئيسي للحكومة بالقرب من التحيتا (62 هجوما) والدريهمي (45 هجوما) ، إلى جانب 80 هجوما على خطوط الائتلاف بالقرب من الحديدة، وبينما انخفضت انتهاكات الحوثي الحضرية من 30 في اليوم إلى 3 بحلول 2 يناير ، زادت الانتهاكات الريفية من 8 في اليوم إلى 24.
واشار التقرير إلى انه من خلال متابعة تفاصيل الخروقات الحوثية ونوعية السلاح المستخدم فإن ذلك يثبت مسؤلية قيادات رفيعة المستوى داخل المليشيات الحوثية وذلك لأن السلاح الاستراتيجي لا يتم إطلاقه إلا بأوامر قيادات عليا .
ونقل معهد واشنطن عن إثباتات القوات اليمنية وقوات التحالف بأنها تعرضت لقذائف الهاون (عادة ما تكون قذائف هاون عيار 120 ملم) 95 مرة اعتبارًا من 2 يناير ، إلى جانب 21 صاروخا من طراز كاتيوشا و 4 هجمات بمدافع الهاوتزر. وأُطلقت قذائف مدفعية ثقيلة من نوع بدر -1 على مقر قيادة التحالف في 21 كانون الأول / ديسمبر ، وهو ما قد يتطلب تواطؤ قيادات رفيعة المستوى مسؤولة عن نظام الأسلحة الاستراتيجي هذا.
وبحسب ما ورد، شن الحوثيون 55 هجوماً بنادق رشاشة ثقيلة 14.5 ملم و 12.7 ملم ، و 12 بقذائف صاروخية ، و 8 بمدافع مضادة للطائرات من طراز 23 ملم ، و 4 مع بنادق عديمة الارتداد من طراز B-10 ، و 76 بأسلحة قنّاصة ونيران أخرى.
واوضح التقرير انه بحسب ما ذكره التحالف فإن الحوثيين ينتهكون وقف إطلاق النار بمعدل 19.5 هجومًا في اليوم اعتبارًا من 2 يناير.
وحول تحصينات المليشيات الحوثية أفاد التقرير أن الحوثيين استخدموا فترة وقف إطلاق النار لزيادة تحصيناتهم بشكل كبير في مدينة الحديدة ، على عكس متطلبات اتفاقية استكهولم والقرار 2451. قبل 18 ديسمبر ، كان هناك 157 خندقًا للحوثيين في المدينة ، لكن 50 خندقًا جديدًا تم حفرها من 2 يناير
وذكر معد التقرير مايكل نايتس الذي زار جبهات القتال في الحديدة مرتين في العام الماضي أنه اطلع على صور جوية مع شكوى التحالف والحكومة اليمنية المقدمة إلى الأمم المتحدة حيث قام الحوثيون بتركيب العديد من الحواجز داخل المدينة من خلال إغلاق الشوارع بمزيد من الحاويات حيث تم تركيب 109 حواجز إضافية اعتبارا من يوم 2 يناير.
وأكد التقرير حماية هذه الحواجز بحقول ألغام جديدة وفي الوقت نفسه، تم استهداف المركبات الهندسية للتحالف بشكل دوري بأسلحة مضادة للدبابات، مما منع من إزالة الأنقاض. وهكذا، فإن الحوثيين لم يتحدوا فقط متطلبات الأمم المتحدة "لإزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة" ، بل عرقلوا التحالف من إزالة العقبات في المناطق المحررة.

شارك