حصاد 19 أسبوعًا من حرب شرق الفرات: مقتل 1106 دواعش وهروب 3000 للعراق

الإثنين 14/يناير/2019 - 02:30 م
طباعة حصاد 19 أسبوعًا من روبير الفارس
 

مر 19 أسبوعاً من العمليات العسكرية علي العمليات العسكرية الدائرة شرق الفرات في سوريا حيث بدأت في الـ 10 من سبتمبر 2018، ولا تزال مستمرة إلى تاريخ اليوم  وخلال هذه الفترة شهد شرق الفرات عمليات عسكرية تفاوت عنفها، بين اليوم والآخر والأسبوع والثاني والشهر والآخر، فيما لم يسلم أي شهر أو أسبوع أو حتى يوم من خسائر بشرية، سواء من مدنيين ومقاتلين، ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي للقضاء على تنظيم “داعش” الذي تواجد في منطقة واحدة متصلة على الجانب الشرقي من حوض نهر الفرات، من غرب منطقة هجين وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية، والتي ضمت المناطق التالية " هجين والشعفة والسوسة والباغوز فوقاني والباغوز تحتاني وما يربط بينها من مناطق ضمت كلاً من البوحسن والمراشدة والسفافية والشجلة والبوخاطر والكشمة والبوبدران."


المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد حصاد هذه العمليات خلال هذه الفترة  ولاحظ بدء تبخر عناصر تنظيم “داعش ”، تزامناً مع بدء خروج السكان وفرارهم بوسائل مختلفة من جيب التنظيم الأخير بشرق الفرات، إلى مناطق مختلفة ضمت 3 وجهات رئيسية ألا وهي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرة قوات النظام والأراضي العراقية، ورصد المرصد السوري تمكن أكثر من 25000 شخص من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وآسيوية وأوروبية من الخروج من جيب التنظيم والتوجه نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في الريف الشرقي لدير الزور، ومعظمهم جرى نقلهم إلى مخيمات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في ريف محافظة الحسكة، بينهم نحو 16600 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، ومن ضمن المجموع العام للخارجين منذ سبتمبر، نحو 1500 عنصر من تنظيم “داعش” ممن تمكنوا من الفرار بشكل فردي أو جماعي، أو تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، فيما قصدت الوجهة الثانية وهي مناطق سيطرة قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من 2000 شخص بينهم نحو 350 من عناصر تنظيم “داعش” من جنسيات سورية وغير سورية، ممن توجهوا إلى غرب الفرات وإلى جيب التنظيم في شمال السخنة والمتصل مع بادية دير الزور، في حين قصد أكثر من 3000 شخص من المدنيين وعائلات  عناصر تنظيم “داعش " الأراضي العراقية، عبر طرق تمكنوا خلالها من الوصول إلى الأراضي العراقية خلال فترة وجود منفذ بري لها نحو المنطقة الامر الذى يدق الاجراس حول خطورة عودة نشاط داعش للعراق خاصة وان هناك تصريحات امنية اكدت عن وجود فلول للتنظيم في الانبار والموصل  فالخوف ان يجتمع الهاربون من سوريا مع هولاء الفلول ليعود داعش قويا في العراق مع وجود التمويل القطري والدعم الايراني  كما أن المرصد السوري رصد طلباً من لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، بفتح ممر آمن لهم، للانتقال نحو الصحراء العراقية، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، وبعرض واحد “الاستسلام أم الموت”، ويعد هذا أول طلب يقدم من التنظيم، بالانسحاب رغم شراسة الهجمات لسابقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية

كما رصد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على بلدات وقرى هجين والشعفة والبوخاطر والبوبدران والكشمة والباغوز تحتاني، فيما لا تزال بلدتي السوسة والمناطق الواصلة بينهما تحت سيطرة تنظيم “داعش” اللافظ لأنفاسه الأخيرة، والذي بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر، حيث يعتمد التنظيم في صده للهجمات، على الألغام المزروعة بكثافة والسيارات والآليات المفخخة وعناصر من “الانتحاريين والانغماسيين”، فيما أكدت مصادر سابقة للمرصد السوري أن أعداد من تبقوا ضمن جيب تنظيم “داعش” باتت أقل من السابق بكثير، بالتزامن مع التناقص الكبير في أعداد المقاتلين الذين انقسموا بين مؤيد للاستسلام وبين فار وبين مقتول وجريح، وبين باحث عن مفر من المنطقة نحو مناطق غرب الفرات، فيما أكدت عدة مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن وجود مقاتلين رافضين للاستسلام ومتبعين لخيار المقاومة حتى النهاية، ووجود أعداد كبيرة من الألغام المزروعة ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تزال تمنع قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة وإنهاء وجود التنظيم في شرق نهر الفرات، كما أكدت المصادر الأهلية التي تمكنت من الفرار والخروج من الجيب، أن التنظيم يعمد لتنفيذ إعدامات بحق من يعتقله خلال فراره من المنطقة، بتهمة “الخروج إلى بلاد الكفر”


أيضاً علم المرصد السوري أن بعض الفارين من جيب التنظيم، وخلال نقلهم إلى حقل العمر النفطي، وقبيل فرزهم إلى مخيمات، يعمدون لدفع مبالغ مالية كبيرة، للخروج نحو مناطق كالبصيرة وذيبان والغرانيج، حيث يجري دفع مبالغ تصل لأكثر من 10 آلاف دولار، خشية اعتقالهم عند وصولهم إلى المخيمات التي يجري فرزهم إليها، ورجحت المصادر أن من يدفع هم في الغالب عناصر في التنظيم أو عائلات  عناصر من التنظيم، يعمدون لدفعها للجهات المسؤولة عن عملية النقل إلى المخيمات من حقل العمر النفطي، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قسم من المتواجدين في جيب التنظيم عند ضفاف الفرات الشرقية، فروا نحو غرب نهر الفرات، أيضاً كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الخارجين والفارين من جيب التنظيم، حملوا معهم مبالغ مالية بعشرات ملايين الدولارات، حيث حصل المرصد على معلومات من عدد من المصادر المتقاطعة، أكدت أن الغالبية الساحقة من الفارين من جيب تنظيم “داعش”، ممن وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور، حملوا معهم مبالغ مالية ضخمة، تفاوتت وفقاً للأشخاص، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الغالبية من الأشخاص الي خرجوا من جيب تنظيم “داعش ”، والذي بلغوا بالآلاف، كانت بحوزتهم مبالغ مالية خيالية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المبالغ المالية كانت معظمها بالدولار الأمريكي، وبلغت قيمتها في حوزة كل شخص من 100 ألف دولار أمريكي إلى 500 ألف دولار، في حين أن الفارِّين العراقيين، عثر بحوزتهم على مبالغ لا تقل عن 300 ألف دولار أمريكي، في حين لم يعثر بحوزتهم سوى على مبالغ قليلة بالعملة السورية، تقدر بعشرات آلاف الليرات السورية، بحيث لم تتجاوز في كثير من الأحيان حاجز الـ 50 ألف ليرة سورية، كما أكدت المصادر الموثوقة أن غالبية من تبقى من العائلة هي عوائل عراقية ومن جنسيات مختلفة غير سورية


المرصد السوري وثق خسائر بشرية كبيرة خلال العمليات العسكرية التي جرت في ريف محافظة دير الزور، حيث وثق 1106 من مقاتلي وقادة تنظيم “داعش”، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات كما ارتفع إلى 613 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من سبتمبر الفائت، كما وثق المرصد السوري 367 بينهم 130 طفلاً و83 مواطنة، من ضمنهم 205 مواطنين سوريين بينهم 85 طفلاً و54 مواطنة من الجنسية السورية، عدد المدنيين الذين قضوا في القصف على جيب تنظيم “داعش” منذ الـ 10 من سبتمبر الفائت، كذلك رصد المرصد السوري إعدام تنظيم “داعش” لأكثر من 713 معتقل لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة من ضمنهم أمنيين وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور، كذلك أكدت المصادر ذاتها للمرصد السوري أن التنظيم تعمد نقل من 350 – 400 معتقل ومختطف لديه، عبر نهر الفرات إلى جيبه في باديتي حمص ودير الزور بغرب نهر الفرات، بالإضافة لقيامه بإطلاق سراح مئات آخرين كانوا معتقلين لديه، وبين المعتقلين ومن جرى إعدامهم، لا تزال أسئلة ذويهم تثقل صدورهم حول مصير أبنائهم، فيما إذا كانوا معتقلين أو جرى إعدامهم أو أنه أطلق سراحهم نحو مجهول لم يعرفوه حتى الآن، وفي خضم كل هذه الأحداث المأساوية، أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم عمد لدفن جثث ضحاياه، في مقابر جماعية ضمن مناطق سيطرته.

وحول عودة داعش  الي العراق  صرح قائد "الحشد العشائري" في محافظة الأنبار العراقية اللواء طارق العسل، إن تنظيم داعش يلجأ إلى "الغش والاختفاء" في المناطق الصحراوية التي يتواجد فيها غربي الأنبار.

وقال العسل، إن "خلايا من تنظيم داعش الإرهابي مازلوا في المناطق الصحراوية في الأنبار ويستخدمون الغش والاختفاء في تحركاتهم ومقراتهم ويستغلون البدو الرحل أو رعاة الأغنام في التنقل وتنفيذ الهجمات الإرهابية"، 

وأضاف، أن "مصادر أمنية تؤكد وجود خلايا لتنظيم داعش في وادي حوران ومكر الذيب ووادي حجلان وفي صحراء عنة والقائم وفي وادي العكبة في الرطبة مع وجود عناصر لهم في مناطق أخرى من مدن الأنبار، وتحديداً في الصحراء والتضاريس الوعرة".

وأشار إلى أن "القوات الأمنية بحاجة إلى تحديد وتدريب وتجهيز قوة تكون خاصة بتنفيذ مهام عسكرية ضاربة لأوكار تنظيم داعش الإجرامي في عمق الصحراء الغربية للأنبار ومنع تواجدهم في تلك المناطق التي قد يستهدفون من خلالها المدنيين والقوات الأمنية".

شارك