عبد الرحيم علي في لقاءه مع الجالية المصرية في هولندا.. زمن التنظيمات الدينية التي تعمل بالسياسة انتهى من مصر دون رجعة

الأربعاء 23/يناير/2019 - 03:54 م
طباعة عبد الرحيم علي في
 
قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي عضو مجلس النواب ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس إنه لا يوجد حتى الآن أي مشروعات جاهزة لتعديل الدستور سواء داخل البرلمان أو في أي من لجانه، مضيفا أنه حسب معلوماته أيضا لا يوجد مشروعات جاهزة لدى الحكومة حتى الآن وأن كل ما يقال حول هذا الموضوع هي مجرد اجتهادات من حق أصحابها أن يقدموها طالما يتم ذلك داخل إطار حوار مجتمعي وطني لا فرض فيه لوجهة نظر على أخرى. مشيرا إلى أن كل ما يتم تداوله عن وجود نية مبيتة لتعديل الدستور لمد فترة رئيس الجمهورية لا أساس له من الصحة.
ودعا «علي»، المصريين في الخارج إلى التريث وعدم «التعجل في الحديث عن هذا الأمر»، مؤكدا أن بعض الحماعات تتعمد تمرير مثل تلك الشائعات للبلبلة، موضحا أن رئيس الجمهورية نفسه لم يدل بأي تصريحات حول نيته تعديل الدستور.
وأضاف عبدالرحيم علي أثناء اللقاء المفتوح الذي عقده يوم الأحد 20يناير 2019، مع الجالية المصرية في أمستردام أن زمن التنظيمات الدينية التي تعمل بالسياسة انتهى من مصر دون رجعة، مشيرا إلى أنه يمكن لأي مواطن مصري أن ينضم لأي حزب سياسي ويشارك في الحياة السياسية والنيابية بالشكل القانوني، مؤكدا أن ما حدث من 2011 وحتى 2013 لن يتكرر مرة أخرى قائلا: "الجيش والشرطة والشعب أقسموا على عدم تكرار ما حدث خلال تلك الفترة، وأن دون ذلك الرقاب".
وحول سؤال عن تعمير سيناء قال علي: أنه لم يحدث منذ عهد الفراعنة وحتى عصر السيسي أـن تم استغلال وتعمير سيناء كما يحدث الآن، وأضاف أنه يتم الآن تعمير سيناء بشكل كبير وضخم وهناك 4 أنفاق كبرى تربط سيناء بكل مناطق مصر المحروسة، مؤكدا أنه آن الأوان لتعمير وتنمية سيناء بمفهوم جديد يعطي للتنمية بعد الأمن القومي.
وأشار علي إلى أن الدولة المصرية تسعى إلى بناء ديمقراطي يناسبها، معلقا: "محدش هيجبرنا أبدا نعلم ولادنا ونربيهم إزاي ونلقنهم ايه، كذلك محدش هيجبرنا أننا ناخذ بشكل معين من اشكال الديمقراطية التي لا تتناسب مع مجتمعنا".
وأضاف علي أن مصر تقف مع أي عربي يناهض ضد أعداء الأمة في أي مكان، مضيفا أن موقف مصر تحديدا من إيران واضح جدا، مؤكدا أنها العدو الرئيسي للمنطقة العربية.
وأوضح أن هناك كيانات أربعة كبرى في المنطقة على رأسها مصر وتركيا وإسرائيل وإيران، مؤكدا أن المعركة الآن باتجاه حسم من يقود المنطقة.
وتابع أن طموح تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي ولا يشغلها الشرق الأوسط وإسرائيل لديها عداءات تقليدية بسبب العداء التاريخي في المنطقة وبالتالي لا يمكنها زعامة المنطقة، مؤكدا أن الصراع حاليا بين مصر وإيران وهي نقطة فاصلة في السياسة المصرية والأمن القومي المصري وأصبح "نحن أم هم".
وأشار إلى أن مشروع مصر واضح منذ اللحظة الأولى ومصر لن تذهب خلف أحد وهي تقود المنطقة، لافتا إلى أن مصر دائما ما تسعى لحل الأزمات في المنطقة العربية والتصدي لمخططات تقسيم المنطقة مثلما حدث في سوريا وليبيا، مؤكدا أن مصر لم تتخل عن القضية الفلسطينية وقادة حماس يستقبلون في مصر على الرغم من خلافاتنا معهم وما فعلوه في ٢٥ يناير.
وأوضح أن الشعب المصري في ذروة أزماته يقدم الدعم للشعوب العربية ويحافظ على وحدة الكيان العربي وستستمر مصر في تلك السياسة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وبيّن الكاتب الصحفي أن زمن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة انتهى وإلى الأبد، موضحا أننا طوينا تلك الصفحة في الماضي وأن المصريين يتطلعون لبناء دولة مدنية حديثة متعددة الرؤى.
التعليم مشكلة كبرى:
وقال إن مشكلة التعليم في مصر ضخمة جدا، مشيرا إلى أن القائمين على المنظومة التعليمية يتم محاربتهم، قائلا إن الرسل عندما جاءوا برسالة من عند ربهم تم مقاومتهم من قبل قومهم، وجادلوهم.
وأضاف «الناس مش فاهمة إن التعليم اتطور في أمريكا والدولة المتقدمة وبقى أوبن بوك»، موضحا أن نظام التعليم في مصر منذ عشرات السنين خاطئ لأنه يعتمد على الحفظ ولا يعتمد على الفهم والابتكار.
وتابع أن عملية تحويل التعليم من حفظ إلى فهم تستغرق وقتا طويلا، وليس وقتًا قصيرًا كما يعتقد البعض في مصر، موضحا أنه بدون نظام التعليم الجديد لا نستطيع أن نتقدم كباقي الأمم لأن الأمم تتقدم بالفهم وليس بعملية الحفظ كما يجرى في مصر.
وأشار إلى أنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني بدون الأزهر، مؤكدا أنه بدون وقوف الأزهر خلف الدولة لا يمكن مواجهة المتطرفين، وأن الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية الإسلامية المعنية بتجديد الخطاب الديني، مؤكدا أنه يجب احترام وإجلال شيخ الازهر ونفس الأمر بالنسبة للكنيسة والبابا.
وشدد على أنه يرفض التجريح في حق شيخ الأزهر أو التطاول على مؤسسة الأزهر العظيمة خاصة من مواطنين غير مسلمين لأن ذلك يجرح أي مسلم، مؤكدا:" كل واحد يواجه في منطقته حتى لا نتعرض لفكرة الفتنة الطائفية ويستغل المغرضون ذلك".
والتقى الكاتب الصحفي الدكتور عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، بأعضاء الجالية المصرية بهولندا في لقاء مفتوح، نظمه المجلس الأعلى للجالية، تحت عنوان، "مصر إلى أين في الذكرى الثامنة لــ25 يناير؟".
ووجّه المجلس الأعلى للجالية المصرية في هولندا، برئاسة المهندس أشرف غالي، الدعوة للكاتب الصحفي الدكتور عبدالرحيم علي، قائلًا: "نحن هنا في أمس الحاجة للمعلومات الموثقة التي بحوزتكم، والتي لها مصداقية، وصدى لبعض الملفات المهمة، مثل خطورة انتقال الدواعش لأوروبا، وتوضيح حقيقة ما يتعرض له الأقباط في مصر، وتقييم وضع الإخوان بالداخل والخارج، بالإضافة إلى التركيز على ملف مصر إلى أين في الذكرى الثامنة لــ25 يناير".
حضر اللقاء عدد من المؤسسات المصرية المسجلة بهولندا، وكذا نخبة من المهتمين بالأوضاع على الساحة المصرية من شخصيات مصرية وعربية مرموقة. وفشل الإخوان في إيقاف الندوة أو الشوشرة عليها رغم دعوتهم لوقفة أمام مقر عقد الندوة.

شارك