ميليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها الإنسانية بحرق مطاحن البحر الأحمر

الجمعة 25/يناير/2019 - 01:32 م
طباعة ميليشيا الحوثي تواصل فاطمة عبدالغني
 
واصلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا خروقاتها النارية اليومية للهدنة في مدينة ومحافظة الحديدة، فقصفت صباح أمس شركة مطاحن البحر الأحمر بقذائف مدفعية الأمر الذي تسبب باحتراق واحدة من صوامع الغلال وتلف كميات كبيرة من القمح، إلا أن فرق الإطفاء التابعة لقوات المقاومة المشتركة الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تمكنت من إخماد الحريق ومنع توسعه باتجاه باقي المخازن، يشار إلى أن صوامع مطاحن البحر الأحمر تحتوي على كميات كبيرة من مادة القمح تغطي حاجة ثلاثة ملايين شخص لمدة شهر.
وأفاد مصدر بالمقاومة اليمنية المشتركة، أن حريقاً هائلاً اندلع في صوامع مطاحن البحر الأحمر بسبب قذائف "هاون" أطلقتها ميليشيات الحوثي المتمركزة في محيط معسكر الدفاع الساحلي شرق المدينة، وأكد أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة بدعم من التحالف العربي عملت على إخماد الحريق الذي التهم أجزاء واسعة في صوامع الدقيق التابعة لشركة البحر الأحمر.
وأوضح المصدر أن الحريق يهدد مخازن حبوب برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، التي تضم آلاف الأطنان وتقع داخل الشركة. 
وفي هذا السياق، أدان وزير الإعلام معمر الإرياني هذا التصعيد الخطير من قبل الحوثيين، والذي جاء بعد يوم واحد من مغادرة المبعوث الدولي ورئيس فريق الرقابة الأممية صنعاء. وقال الإرياني في تصريح صحفي إن هذا القصف يؤكد انقلاب الميليشيا الكامل على اتفاق السويد ومخرجاته، ومضيها في تحدي الإرادة الدولية وجر الأوضاع نحو التصعيد دون اكتراث بالمعاناة الإنسانية.
وكشف الإرياني، أن استهداف الميليشيات الحوثية مطاحن البحر الأحمر يهدف لمنع زيارة كانت مقررة اليوم لهيئة الأمم المتحدة للموقع، وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي بعد تعنت وفدهم في اللجنة المشتركة ورفضه فتح طرق آمنة وإزالة الألغام لتسيير الإمدادات الغذائية والإغاثية.
يشار إلى أن في أوائل يناير أجرى فريق تابع لبرنامج الغذاء العالمي تحقيق استقصائى كشف بالأدلة سرقة ميليشيا الحوثي الانقلابية لـ60% من المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وبيعها في السوق السوداء، ووصف الفريق هذه الممارسات بـ" سرقة الغذاء من أفواه الجوعى". وأضاف البرنامج في بيانه، أن لديه أدلة تثبت تلاعب المليشيا بالمساعدات الإنسانية، وأنها تقوم بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية لبيعها في الأسواق، مهددًا بوقف إرسال المساعدات إلى اليمن إذا لم تتوقف المليشيا عن سرقتها.
وردًا على هذه الاتهامات شنت مليشيا الحوثي عمليات انتقامية ضد برنامج الغذاء العالمي، بقصف مخازن البرنامج التابع للأمم المتحدة في كيلو 7 بمدينة الحديدة غربي اليمن في 5 يناير.
واستناداً إلى شهود عيان من السكان المحليين، فإن حريقاً هائلاً اندلع في مخازن المساعدات الإغاثية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي الواقع بين ثلاجة الحمادي ومصنع يماني، الواقع في كيلو 7 شرق مدينة الحديدة، جراء تعرضها للقصف المدفعي من قبل مليشيات الحوثي المتمركزة في شرق المدينة.
يأتي هذا في إطار اعترفت المليشيات الانقلابية بتورطها في عملية سرقة المساعدات الإغاثية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي بمشاركة دول التحالف الداعم الرئيس، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات.
حيث ذكرت صحيفة الثورة التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء، تفاصيل اعتراف غير مكتمل بجريمة استيلاء الجماعة على المساعدات الغذائية المقدَّمة من المنظمات الدولية للأسر الفقيرة.
ومن جانبه قال مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في عدن، محمد علي محمود، خلال لقائه رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، إن البرنامج الأممي "يواجه صعوبات وتحديات أثناء عمله"، و"أكد الممارسات اللامسؤولة التي ينتهجها الحوثيون، وذلك بالتجاوزات والانتهاكات في كثير من المناطق اليمنية".
وبحسب المراقبون فإن سرقة المليشيات للمساعدات الغذائية والدوائية التي تأتي من الدول المانحة ومن المنظمات دولية معنية بالأعمال الإنسانية والإغاثية، فضلاً عن إحراق مخازن الغذاء، سلوك غير مستغرب من مليشيات تحترف القتل والتخريب، ودليل دامغ على انقلاب الميليشيا الكامل على اتفاق السويد ومخرجاته، ومضيها في تحدي الإرادة الدولية وجر الأوضاع نحو التصعيد دون اكتراث بالمعاناة الإنسانية.

شارك