بناء المساجد في بوركينا فاسو.. ستار "الحمدين" لتمويل الإرهاب

الإثنين 04/فبراير/2019 - 02:16 م
طباعة بناء المساجد في بوركينا فاطمة عبدالغني
 
استمرارًا لسعى قطر لخلق أذرع إرهابية جديدة لها في أنحاء العالم، ومن أجل الترويج للتعاليم المتشددة التي تنتج تكفيريين ومتطرفين، اتخذ نظام الحمدين من المساجد والمراكز الدينية ستارًا لتمويل الإرهابيين، فكما عانت القارة العجوز من التدخلات القطرية عانت القارة السمراء أيضَا من تدخلات تنظيم الحمدين. 
وليست تجربة جمهورية بوركينا فاسو ببعيدة، فقد عمد النظام القطري الى اختراق المجتمع تحت يافطات خيرية، وخاصة من خلال  جمعية قطر الخيرية المصنفة ككيان إرهابي، والتي أكدت تحقيقات دولية أنها متورطة في تمويل تنظيم القاعدة الإرهابي في عدد من البلدان مثل افغانستان والصومال ومال، وحذرت مصادر محلية من الدور الذي تقوم به الجمعية وخاصة في المناطق النائية والأحياء الشعبية الفقيرة عبر تكريس المفهوم الإخواني المتشدد للدين داخل المساجد والكتاتيب التي تتولى بناءها ثم تسليمها إلى جماعات تعتنق فكر حسن البنا وسيد قطب وتعتبر الإرهابي يوسف القرضاوي مرجعها الحالي. 
وكانت تقارير إعلامية كشفت مساعي قطر للتسلل إلى دول القارة السمراء تحت ستار الدعم والمساعدة في مجالات مكافحة الفقر، إلا أن حقيقة الأهداف تكشفت يوماً تلو الآخر، ليظهر وجه "الحمدين" الحقيقي، وحقيقة أهدافه المتمثلة في إيصال الدعم بالمال والسلاح واللوجستيات للجماعات المتطرفة، وتوجيه ضرباتهم الإرهابية لزعزعة استقرار الدول بما يصب في صالح الدوحة، لاستغلال مواردها، فتقارير الخزانة الأمريكية أثبتت إنشاء الدوحة مؤسسات خيرية في 14 بلدًا إفريقيًا  تزدهر فيهم الحركات الإرهابية.
كما لافت موقع "قطريليكس"، التابع للمعارضة القطرية والمعني بنشر فضائح نظام الحمدين، فيما يتعلق بالإرهاب، الانتباه إلى أن مساعي تنظيم الحمدين، منذ انقلاب 1995، لتمويل المنظمات الإرهابية في العالم، تحت غطاء دعم المؤسسات الدينية وبناء المساجد، مستغلاً المؤسسات الخيرية في تقديم الدعم للهيمنة على المساجد بدول أوروبا وأميركا وإفريقيا. وأشار إلى أنه في سبيل ذلك، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية على تمويل التعليم الديني، وترميم التراث الإسلامي، والترويج لمصالحها السياسية عبر الطابع الديني. 
وأضاف: "لم يقتصر الدور القطري على محاولاته التي باءت معظمها بالفشل في أخونة العالم الإسلامي، بل امتد ذلك إلى معظم أجزاء الكرة الأرضية، مستخدماً أمواله المسمومة لاستقطاب الجاليات العربية والمسلمة، عن طريق أذرعه المتناثرة، مثل مؤسسة قطر الخيرية، ومؤسسة عيد، ووزارة الأوقاف القطرية، لتلجأ بعدها لخطط قذرة لفرض سيطرتها على توجهات الجاليات العربية والإسلامية في العالم".
وفي هذا الإطار يشار إلى أن قطر الخيرية قامت في يناير 2017 بافتتاح 18 مسجدًا في مناطق مختلفة من جمهورية بوركينا فاسو، بحجة تمكين المسلمين من أداء شعائرهم الدينية في مساجد مريحة بعد أن كانوا يؤدون الصلوات في الساحات، لندرة المساجد التي يعجز سكان الأحياء الفقيرة عن بنائها لارتفاع تكاليفها من جهة، وضعف مداخيل السكان من الجهة الأخرى.
وبهذه المساجد يصل عدد المساجد التي بنتها قطر الخيرية في بوركينا فاسو خلال العام الحالي 2016 إلى 107 مساجد في مناطق متفرقة، بينما بلغ العدد التراكمي للمساجد التي نفذتها قطر الخيرية في بوركينا فاسو في السنوات الثلاث السابقة على 2016 إلى 785 مسجدا.
وبحسب المراقبون يأتي اتساع أنشطة قطر الخيرية متزامنًا مع ارتفاع نسبة العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو، ففي يناير 2016 أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أنه نفذ هجمات أسفرت عن مقتل 30 شخصا في العاصمة  واغادوغو.
ورغم أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لم تعلن مسؤوليتها عن مقتل 12 جنديا في ديسمبر 2015 ، فإن المسؤولين يعتقدون انها مسؤولة عن الهجوم.
وتنشط في شمال بوركينافاسو حركة "أنصار الإسلام" التي يقودها الإمام المتشدد الذي يسميه المسؤولون إبراهيم ديكو وهو من مدينة جيبو الشمالية، وهذه الجماعة  التي  أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على مركزين للشرطة في شمال إقليم سوم في 27 فبراير 2016 ، تنحدر من رحم جماعة "المرابطون " التي تعتنق فكر تنظيم القاعدة، ويعود تأسيسها الى الجزائري مختار بالمختار، وقد اتسع نشاط فروعها الى ليبيا وصولاً إلى الصحراء الغربية المصرية حيث تأكد وقوفها وراء حادثة الواحات الإرهابية.
وفي هذا الإطار حذر مرصد الإفتاء أوائل فبراير الجاري من تنامي العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو وأكد المرصد على استمرار تفاقم العنف والإرهاب في غرب أفريقيا، خصوصًا في بوركينا فاسو، حيث شهدت (3) عمليات، منها واحدة استهدفت أهالي إحدى القرى، فيما نفذت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هجومين على نقاط تمركز للجيش والشرطة البوركينية، تأتي تلك الهجمات بعد أن استقالت الحكومة البوركينية الشهر الماضي بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية، فيما حذرت جماعة القاعدة في غرب أفريقيا من تصعيد عملياتها ضد القوات البوركينية، بسبب دعمها للتحالف الذي تقوده فرنسا ضد الإرهاب في غرب أفريقيا.
كما حذر المرصد من تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في غرب ووسط أفريقيا، حيث تسعى التنظيمات الإرهابية، خصوصًا القاعدة وداعش إلى إعادة تمركزهم في أفريقيا، والانطلاق منها لتنفيذ عمليات أوسع، ودعا المرصد إلى ضرورة وضع برنامج دولي وإقليمي يضمن تجفيف منابع تمويل وتسليح الجماعات المسلحة في أفريقيا.
للمزيد حول الجماعات الإرهابية تعيد تمركزها في مناطق الصراعات بأفريقيا وجنوب شرق آسيا.. اضغط هنا

شارك