250 "إرهابيا" تسللوا من ليبيا.. قيادات العصابات التشادية في قبضة قوات الأمن

الأحد 10/فبراير/2019 - 10:51 ص
طباعة 250 إرهابيا تسللوا أميرة الشريف
 
في الوقت الذي يشن الجيش الليبي هجماته علي المعارضة التشادية في الجنوب الليبي، أعلنت قيادة أركان الجيش التشادي، أن القوات التشادية أسرت أكثر من 250 إرهابيًا، بينهم أربعة من القادة؛ إثر دخول قافلة من المتمردين إلى تشاد، عبر الأراضي الليبية، في نهاية يناير الماضي.
وجاء في بيان صدر عن هيئة أركان الجيش أن "أكثر من 40 سيارة تم تدميرها، كما صودرت مئات قطع السلاح، مشيرا إلى أن "عملية التمشيط مستمرة" في منطقة النادي في شمال شرق تشاد، بالقرب من حدود البلاد مع ليبيا والسودان.
وكانت فرنسا أعلنت سابقا أن قواتها الجوية استهدفت، بالتعاون مع الجيش التشادي، قافلة آليات تابعة للمتمردين التشاديين الهاربين من ليبيا.
وكانت القافلة تتألف من أعضاء "اتحاد قوى المقاومة"، وهو مجموعة مسلحة قامت بمحاولة انقلاب عام 2008، إلا أنها أوقفت عند بوابات القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا، بفضل دعم فرنسا الحليفة.
وأعلن اتحاد قوى المقاومة، أنه يقف وراء توغل نحو 50 شاحنة صغيرة هذا الأسبوع لمسافة تزيد على 600 كيلومتر فى عمق الأراضى التشادية.
وقال متحدث باسم "اتحاد قوى المقاومة" يوسف حميد، من المنفى: "نحن نتقدم في منطقة الحدود التشادية مع السودان، في هضبة إينيدي.
وتتزامن الضربات الجوية، مع زيادة نشاط المتمردين التشاديين فى جنوب ليبيا منذ أن توعدوا فى العام الماضى بالإطاحة بديبي.
وقالت رئاسة الأركان الفرنسية في بيان: "السلطات التشادية والفرنسية قررت شن ضربات جديدة، نفذتها طائرات من طراز (ميراج 2000)"، انطلقت من قاعدة نجامينا، بدعم طائرة ريبر المسيرة".
وأضاف البيان: "أتاحت الضربة في المجمل وضع حوالي 20 آلية خارج نطاق القتال، من أصل 50 آلية كان يضمها الرتل في البداية، مشددًا أن "هذه التدخلات، التي نفذت بناء على طلب السلطات التشادية، أجريت بطريقة متناسبة ومتدرجة ودقيقة".
وأشارت رئاسة الأركان الفرنسية، إلى أن "توغل هذا الرتل المسلح في عمق الأراضي التشادية كان من شأنه أن يزعزع استقرار هذا البلد".
وفي نهاية أغسطس الماضي، عززت تشاد وجودها العسكري قرب الحدود المشتركة مع ليبيا، لتفادي هجمات مسلحة محتملة، كما أمرت جميع عمال مناجم الذهب بمغادرة المنطقة الشمالية عقب الهجوم الذي تبناه المجلس العسكري لإنقاذ تشاد على بعد 35 كيلومتراً من الحدود الجنوبية لليبيا، وأسفر عن مقتل بضعة أشخاص من بينهم 3 ضباط.
وتوقع مراقبون، فرار المتمردين في اتجاه الحدود التشادية على وقع الضربات العنيفة والمؤلمة التي تعرضوا لها في الأيام الماضية من قبل الجيش الليبي.
وفي ذات السياق، أعلنت القوات المسلحة الليبية أنها شنت الجمعة ضربات جوية جديدة على مجموعات تشادية في جنوب ليبيا.
وقال الجيش الوطني الليبي في بيان مقتضب إن مقاتلات سلاح الجو العربي الليبي تناوبت على دك ثلاثة تجمعات للعصابات التشادية وحلفائها في جنوبنا الحبيب".
وأضاف أن هذه الضربات وقعت في "مدينة مرزق وكانت (...) قاسية وموجعة للجماعات التي عاثت في أرضنا فساداً".
وكان "الجيش الوطني الليبي أعلن أنه شن ضربة جوية على مجموعات  لـ"المعارضة التشادية" في المنطقة نفسها.
ويأتي ذلك مواصلة لعملية تطهير الجنوب الليبي من الإرهاب، وكان أطلق الجيش الليبي، في 15 يناير الماضي عملية عسكرية لتطهير مناطق الجنوب الغربي للبلاد من إرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة، والعصابات الإجرامية، ونجح خلال أسبوعين في السيطرة على مدينة سبها عاصمة إقليم فزان.
وتأوي ليبيا كثيراً من الفصائل التشادية المتمردة التي تزعم جميعها أنها لا تمارس الارتزاق ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، لكنها تتهم الرئيس إدريس ديبي باستخدام حلفائه الليبيين لمهاجمة مواقعها.
وكان أكد مصدر عسكري أن الطائرات ضربت تجمعا للمعارضة التشادية وحلفائها في جنوب ليبيا، مشيرا إلي أن المرتزقة التشاديين تكبدوا خسائر فادحة في الرجال والعتاد في منطقة مرزق جنوب ليبيا، ما أدي إلي تسللهم إلي تشاد.
وتتلقي عصابات المعارضة التشادية ضربات من قبل الجيش الليبي في إطار عملية تطهير الجنوب والقصف الفرنسي لمنعها من العودة إلى تشاد.
وفي أول يناير الماضي، أصدر النائب العام في طرابلس أوامر بالقبض على عدد من قيادات المتمردين التشاديين كان من بينهم محمد حكيمي المتهم بالمشاركة في عدة هجمات ومعارك برفقة ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي (فصيل مسلح يضم قيادات إسلامية متطرفة) وبقايا قوات إبراهيم الجضران الذي أُدرج بدوره على ذات القائمة.
ويهاجم إبراهيم الجضران وهو الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية بين الحين والآخر منطقة الهلال النفطي التي انتزعها منه الجيش في سبتمبر 2016.
وعاد الجضران إلى الواجهة مجددا بعد أن سيطر في يونيو الماضي على ميناءي السدرة ورأس لانوف، قبل أن يتمكن الجيش الوطني الليبي، الخميس، من استعادة السيطرة عليهما في عملية خاطفة، انتهت بطرده وميليشياته من الرئة النفطية للبلاد.
وكان الجضران آمر حرس المنشآت النفطية الليبية، حين قاد مجموعة من المسلحين للاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد عام 2013، وهو ما أوقف حينها نصف صادرات البلاد من النفط وكبد ليبيا خسائر فادحة.
وتربط الجضران علاقة قوية مع المتمرد التشادي تيمان إرديمي، الذي يقيم في العاصمة القطرية الدوحة، ويمده بمرتزقة من تشاد للعمل في صفوف مجموعاته التي تنشط في منطقة الهلال النفطي.
وتشير أصابع الاتهام وفق ما ذكر عضو في البرلمان الليبي علي التكبالي، قطر وتركيا بالسعي إلى فصل الجنوب عن باقي أجزاء ليبيا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين.
وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى باتحاد قوى المقاومة، حركة التمرد التشادية الكبيرة التي أوقفت القتال بعد اتفاقات السلام الموقعة بين تشاد والسودان في 2009، استئناف التمرد المسلح ضد الرئيس ادريس ديبى، وقال تيمان إرديمي من مقر إقامته في الدوحة: قررنا استئناف النضال، "النضال المسلح بالتأكيد"  .
ويري مراقبون إن المجموعات التشادية المعارضة، تسعى لتحويل المنطقة في جنوبي البلاد، إلى نقطة انطلاق لهجماتها في الداخل التشادي.
ودأبت المعارضة التشادية منذ سنوات، على شن هجمات جنوبي ليبيا، في ظل الانفلات الأمني، وعدم ضبط الحدود منذ عام 2011. 
وعقدت المعارضة التشادية تحالفات مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وجماعات تهريب البشر في الجنوب الليبي، وشاركت في الهجوم على الحقول والموانئ النفطية.

شارك