تهديدات دولة الملالي المستمرة دليل علي فقدان الثقة والانهيار الداخلي

الإثنين 11/فبراير/2019 - 10:36 ص
طباعة تهديدات دولة الملالي روبير الفارس
 
دعا الكاتب الأميركي البارز، كينيث تيمرمان، إلى محاصرة النظام الإيراني وتكثيف الضغوط عليه بقوة لإنهاء سلوكه العدواني ودعمه المستمر للجماعات الإرهابية ضد أميركا ودول العالم والتي امتدت على مدى 40 عاما، على حد تعبيره.

وقال تيمرمان في مقال بموقع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إن "معظم الأميركيين لا يدركون ذلك، لكننا كنا في حرب على مدار الأربعين سنة الماضية مع الدولة الإسلامية في إيران".

ويُعتبر كينيث ر. تيمرمان، المؤلف الأكثر مبيعاً ومحاضرا حول إيران في أكاديمية التدريب المشتركة لمكافحة التجسس في الفترة 2010-2016، وقد رشح لجائزة نوبل للسلام مع السفير جون بولتون في عام 2006 لعمله حول إيران.

واعتبر تيمرمان في مقاله أن حرب إيران ليست أميركا من أعلنت بل هي مفروضة عليها، مضيفا أنها "مثل الحرب التي كنا نخوضها منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إنها حرب أعلنها الآخرون عنا بدلاً من الحرب التي نختارها".

وختم كينيث تيمرمان قائلا: يجب أن يكون العدل لضحايا الإرهاب جزءًا من الاستراتيجية الأميركية لهزيمة الدكتاتورية الإيرانية. فبعد كل شيء، فإن تجميد الحسابات المصرفية المليئة بالأموال بالخارج أمر يثمنه الملالي الفاسدون في إيران. لنضربهم حيث يؤلم". ومع الهزائم المستمرة التى تلاقها ايران واذراعتها في لبنان واليمن والصومال  والانهيار الاقتصادي  ترتفع  التهديدات الايرانية وتبالغ جدا لدرجة تصل الي مرحلة الهذيان علي سبيل المثال ما اعلنه  أعلن حسن عباسي، وهو أحد أبرز منظري قوات الحرس الثوري الإيراني، والتيار المحافظ، إن إيران تخطط لتحويل البيت الأبيض وقصر فرساي وباكينغهام إلى حسينيات شيعية، وستحيي فيها المراسم الدينية عام 2065، مؤكداً وجود بلاده حالياً في "عدن وحلب الموصل".الي  غير ذلك من الاوهام الامر الذى جعل الباحث بمعهد واشنطن فرزين نديمي والمتخصص في شؤون الأمن والدفاع المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج يقدم تحليل مهما اكد خلاله ان هذه التهديدات تعبر عن ضعف داخلي في الجمهورية الاسلامية الي جانب دلالة أخرى على ضعف إيران وهي أن قادة «الحرس الثوري» الإيراني قد أعربوا بشكل متزايد عن استيائهم من تلهّف الحكومة المفترض إلى التماس مساعدة الغرب في حل المشاكل الداخلية (على سبيل المثال، تسهيل المعاملات المالية والتجارية من خلال الآليات المبينة في الاتفاق النووي). وربما رداً على هذا الاستياء، أشارت شخصيات بارزة في النظام إلى رغبة أكبر في الدخول في تحالفات مع قوى غير غربية. على سبيل المثال، اقترح اللواء صفوي مؤخراً تحالفاً استراتيجياً مع روسيا والصين لمواجهة ما وصفه بالحرب الهجينة للولايات المتحدة وإسرائيل ضد النظام. ويقول الباحث  خلال حقبة التدخلات العسكرية الإقليمية ما بعد أحداث 11 سبتمبر، سعت إيران إلى ردع محاولات اجتياحها من خلال تبني استراتيجية دفاعية اقترنت بنهجٍ غير متكافئ "متمحور حول التهديدات". وتستلزم هذه الاستراتيجية التركيز على نقاط الضعف الخاصة بإيران والأساليب التي قد يلجأ إليها أعداؤها لاستغلالها، وتطوير وسائل ملائمة للكشف عن التهديدات الوشيكة والرد عليها. ولكن مع مرور الوقت، بدا أن النظام الإيراني يشكك في فعالية هذا النهج، خاصة بعد وصول ترامب إلى الرئاسة [وقراره] بإخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وما زاد من أجواء عدم اليقين هو الهجوم الإرهابي الفتّاك الذي نفّذه تنظيم «داعش» في العام الماضي في الأهواز - والذي ألقت طهران مسؤوليته على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة - شأنه شأن الضربات العسكرية المتعددة التي قامت بها إسرائيل ضد الأنشطة الإيرانية في سوريا.

ويضيف الباحث تشير خطابات طهران وأفعالها إلى أن موقفها الدفاعي القائم على التهديدات ربما يتراجع تدريجياً ليفسح المجال أمام نموذج هجومي "يركز على الأهداف". وسبق أن ألمحت القوات المسلحة إلى هذه الذهنية الجديدة على المستويين التكتيكي والعملياتي. وإذا استمر هذا التوجه - خاصة إذا أدّى إلى تحوّل استراتيجي أوسع - فقد يدفع القوات الإيرانية أو القوى الشريكة لها إلى زعزعة الوضع القائم في مسارح عملياتها مثل مرتفعات الجولان وغرب العراق واليمن (على سبيل المثال الحديدة ومضيق باب المندب). ويمكن أن يتفاقم هذا الاستعداد المحتمل للتصعيد بسبب قناعة النظام الظاهرة بأنه على وشك خوض حربٍ علنية مع إسرائيل.

تهديدات قديمة 
ويقول فرزين إن التهديدات الإيرانية باتخاذ إجراءات استباقية ليست بالأمر الجديد - فقادتها العسكريون يتحدثون عن الأمر منذ سنوات بلغةٍ واضحة وصريحة. وفي الآونة الأخيرة، اتسمت هذه التصريحات بنبرة أكثر وقائية رداً على "الحرب الهجينة المعقدة الشاملة" (الصياغة التي استخدمها الأسبوع الماضي اللواء يحيى رحيم صفوي، الرئيس السابق لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي) التي يُفترض أن الغرب يشنها ضد الجمهورية الإسلامية. ومع ذلك، فإن فكرة إقدام إيران فعلياً على نزاع احترازي يبقى مسألةً مختلفة - إذ يجب أن تترافق أي خطط من هذا القبيل بإجراء استعدادات مقنعة على الأرض يتم إنجازها بالرغم من الصعوبات الاقتصادية والسياسية المحلية.

وفي 27 يناير الماضي  أشار رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى أن الجيش الإيراني أصبح يتبع نهجاً هجومياً جديداً في عملياته وتكتيكاته من أجل تعزيز إمكانيات الردع و"حماية مصالح إيران"، على الرغم من أنه لا يزال يعتمد استراتيجية دفاعية بشكل عام. وكان قائد القوة البرية لجيش جمهورية إيران الإسلامية العميد كيومرث حيدري قد وصف هذا النهج قبل ذلك بيومٍ واحد بأنه "مقاربة مؤسساتية جديدة لشن حرب هجومية تركز على الأهداف"، لافتاً إلى أن الفرع التابع له قد أوشك على الانتهاء من تحويله إلى قوة أكثر خفة وذكاء مع وحدات قتالية جوالة من الفصائل تتميز بردّها السريع وبتجهيزاتها الميكانيكية بدلاً من الفرق العسكرية التقليدية الكبيرة. كما أعلن أن الحرب التكتيكية غير المتكافئة أصبحت شيئاً من الماضي بما أن القوات الإيرانية المعهودة أصبحت تتبنى بثقة "تكتيكات هجومية لأغراض دفاعية". وفي الوقت نفسه، حين نفّذ الجيش سلسلةً من المناورات العسكرية تحت اسم "اقتدار 97" في أواخر الشهر الماضي، لاحظ المراقبون بعض التغييرات التكتيكية وقابلية تحرك أفضل بعض الشيء - رغم أنها كانت مشوبةً بنواقص لا يستهان بها من حيث القوة البشرية والمعدات واللوجستيات.

وبالمثل، عندما أجرى «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني مناورات "الرسول الأعظم 12" في ديسمبرالماضي  أفادت بعض التقارير أنه اختبر تكتكيات هجومية بحرية وبرية جديدة، وأجرى تدريبات على الهجمات الجوية بعيدة المدى على جزر العدو، بالإضافة إلى عمليات إنزال برمائية على المناطق الساحلية للعدو، وعملية واسعة النطاق للاستيلاء على الأراضي أجريت للمرة الأولى. ورغم أن مثل هذه التكتيكات قد يكون أداؤها متدنياً بوجه قوة تقليدية فعالة، إلا أنها يمكن أن تكون مدعاة للقلق بالنسبة لإسرائيل وغيرها من الجهات الفاعلة في المنطقة إذا ما قررت إيران دمجها مع قوتها الصاروخية المتنامية أو مجموعة ميليشياتها الوكيلة المنتشرة في مختلف المناطق الخطرة. وكما أشار نائب القائد العام لـ «الحرس الثوري الإسلامي» العميد حسين سلامي في 28 يناير، بأن إيران ستكثف استخدامها لتلك القوى الوكيلة "لمواجهة العدو متى قرر التحرك ضدنا". من هنا، ومع أنه سبق لإيران أن استخدمت نهجاً متمحوراً حول التهديدات لتقرر ما إذا كانت ستُنشئ خطها الدفاعي على طول حدودها أو استغلال القوى الوكيلة لها خارج هذه الحدود، فمن المتوقع أن تزداد هذه الخطوط ضبابيةً في إطار النموذج الجديد.

الثقة المفقودة 

إذا كانت إيران تسعى فعلاً إلى إحداث تحوّل أكبر في عقيدتها، فقد يكون لديها عدة أسباب للقيام بذلك. ومن شأن هذا التحوّل أن يجدد الثقة بقدرات الجيش، ويبيّن التقدم الذي أحرزه النظام منذ نهاية الحرب العراقية-الإيرانية، ويعظّم أناشيد التهنئة الذاتية التي ستترافق دون شك مع احتفالات هذا الشهر بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيس الجمهورية الإسلامية. كما يمكن أن يعكس هذا التحول إقرار النظام بأن النموذج السابق لم يكن كافياً لمواجهة المخاطر التي تمثلها التهديدات العصرية المختلطة. وبالمثل، قد يشير ذلك إلى تراجع الثقة بقدرة الردع التي تمتلكها الإمكانيات والسياسات الإيرانية القائمة على افتراض أن الأعداء العازمين والمتطوّرين سيجدون في نهاية المطاف وسيلة للتغلب على الدفاعات الإيرانية الثابتة في غياب التهديد الذي يشكله وجود قدرات هجومية قوية.

بالإضافة إلى ما سبق، ثمة دلالة أخرى على ضعف إيران وهي أن قادة «الحرس الثوري» الإيراني قد أعربوا بشكل متزايد عن استيائهم من تلهّف الحكومة المفترض إلى التماس مساعدة الغرب في حل المشاكل الداخلية (على سبيل المثال، تسهيل المعاملات المالية والتجارية من خلال الآليات المبينة في الاتفاق النووي). وربما رداً على هذا الاستياء، أشارت شخصيات بارزة في النظام إلى رغبة أكبر في الدخول في تحالفات مع قوى غير غربية. على سبيل المثال، اقترح اللواء صفوي مؤخراً تحالفاً استراتيجياً مع روسيا والصين لمواجهة ما وصفه بالحرب الهجينة للولايات المتحدة وإسرائيل ضد النظام.

وفي المقابل، ثمة احتمال بأن يكون التحول في المنهج الإيراني قد جاء ردّاً على المقاربة الأمريكية الجديدة المنوَّه عنها في استراتيجية الدفاع القومي التي أُعلنت في يناير 2018، والتي أكدت على إمكان توقعها استراتيجياً من قبل الشركاء ولكن لا يمكن التنبؤ به عملياً من قبل الأعداء. وهذا يعني أن طهران قد توضح لواشنطن بأنها ستردّ بطريقة دفاعية على أي تحرك متوقع، ولكنها ستردّ بطريقة هجومية وعنيفة على التحركات غير المتوقعة - كما حدث في مناورات "الاجتياح السَّربي" البحري ونيران الصواريخ التي نظّمتها القوات الإيرانية على عجل بالقرب من مجموعة حاملات الطائرات "يو أس أس ستينيس" التابعة للبحرية الأمريكية حين قامت بزيارة إلى منطقة الخليج بإشعار قصير في ديسمبر.
. ولكن ورغم هذا التحوّل في خطة ايران وهو بعيد المنال في الوقت الذي يتزايد فيه عدد المواطنين الذين يفقدون ثقتهم بالمؤسسة الحاكمة، وتُمارِس فيه إدارة ترامب - التي لا يمكن التكهن بخطواتها - ضغوطاً أكبر. طالب الباحث من المسؤولين الأجانب أن يراقبوا بشكل خاص وعن كثب  الادعاءات الايرانية التى قد تكون كاذبة فعلا  سواء على شكل أنظمة جديدة أو تحديثات للأنظمة القائمة. ويمكن أن يشمل ذلك أدلة على أن صاروخ "هويزة" الذي كشفت عنه إيران مؤخراً (والذي يُزعم أن مداه يبلغ 1,350 كلم) سيتم نشره على غواصات أو سفن تجارية، بالإضافة إلى إعلانات عن أسلحة ذات دقة أكبر ومدىً أبعد على غرار الصاروخ الباليستي "دزفول" الذي يُزعم أن مداه يصل إلى 1000 كلم ويتمتع بقوة تفجيرية عالية. فالمراقبة الي جانب الضغوط امر مهما لكشف هذا النظام الديكتاتوري الذى يتأكل من الداخل 

شارك