بانحسار مساحة سيطرته لأقل من كيلو متر مربع.. داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة شرق سوريا

الجمعة 15/فبراير/2019 - 12:49 م
طباعة بانحسار مساحة سيطرته فاطمة عبدالغني
 
بسرعة البرق انتشر تنظيم داعش وتضخم في سوريا والعراق ابتداءً من 2013 ناشرًا الرعب والخراب، وها هو اليوم يلفظ انفاسه الأخيرة مع استسلام نحو 250 عنصرًا من أخر معاقله في بلدة الباغوز شرق الفرات في سوريا، وانحسار مساحة سيطرته.
 قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تولت هذه المهمة بدعم من التحالف الدولي لمحاربة داعش تستعد للإعلان عن هزيمة التنظيم المتطرف، في ظل هجومها الأخير الذي بدأته السبت ضد البقعة الأخيرة التي يوجد فيها المتطرفون والتي تضمّ جزءاً من بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية، فيما يتوالى خروج المدنيين من مناطق الصراع نحو جهات متعددة في ظروف الخوف والبرد والتهديد وضياع المصير.
يأتي هذا في إطار تأكيد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين، أن اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة دارت ضد التنظيم المتحصن في أجزاء من بلدة الباغوز، مشيراً إلى أن التقدم لا يزال بطيئاً، مؤكداً أن "مقاومة لا يستهان بها" من قبل مقاتلي التنظيم.
كما بات مقاتلو التنظيم وبينهم أجانب، محاصرين حالياً داخل كيلو متر مربع من المنازل بالإضافة إلى مخيم جنوب الباغوز، في الوقت نفسه ترجح "قسد" وجود 1000 مقاتل بين رجال ونساء داخل هذه البقعة، من دون توفر معلومات عن عدد المدنيين، وتتقدم هذه القوات ببطء داخل بلدة الباغوز المحاذية للحدود العراقية.
وتحدث عفرين في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، مساء الأربعاء عن وجود "أنفاق كثيرة، لهذا السبب تأخرت الحملة"، لافتاً إلى أن "هناك الكثير من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا على متن سيارات ودراجات مفخخة".
وأشار عفرين إلى أن التنظيم لجأ إلى نساء لتنفيذ عمليات انتحارية، وأضاف: "المساحة الجغرافية التي كنا نتحدث عنها كانت 700 متر مربع، والآن أصبحت كيلومتر مربع من المنازل، بالإضافة إلى مخيم بجنوب الباغوز".
وتابع "لا توجد لدينا أعداد دقيقة لكن يمكننا أن نعطي أعداداً تقديرية، هي ألف وما فوق، بين مقاتلين ومقاتلات متحصنين في المنطقة".
من ناحية أخرى أشارت تقارير دولية إلى وجود نحو 38 ألف مدني في المناطق التي تشهد المعارك، وأن أكثر من 50 طفلا لقوا حتفهم بسبب ظروف الهروب القاسية، كل هذا وسط شكوك بوجود خلايا نشطة  للتنظيم وجيب أخير شمال مدينة السخنة في قلب البادية السورية، فضلاً عن الخلايا النائمة، ورجح مسئولون وجود نحو 3500 مقاتل من تنظيم داعش في ساحات القتال من العراقيين والسوريين والأجانب، وثمة احتياطات من تنفيذ التنظيم عمليات انتحارية واستخدام الافخاخ المتفجرة، وربما استخدام المدنيين كدروع بشرية خلال القتال الضاري.
وتمثل السيطرة على بلدة باغوز والمناطق المجاورة شرق الفرات نهاية حملة عالمية استمرت 4 سنوات ضد هذه الجماعة المتطرفة. 

شارك