ترامب يهدد بإطلاق سراح الدواعش الأوروبيين.. وألمانيا وفرنسا تُعلقان

الإثنين 18/فبراير/2019 - 01:50 م
طباعة ترامب يهدد بإطلاق فاطمة عبدالغني
 
يلفظ تنظيم داعش أخر أنفاسه في معركة الباغوز شرقي الفرات، مودعًا بذلك آخر معاقله شرق سوريا، حدث ترك الكثير من التساؤلات حول مصير مسلحيه، فالرئيس الأمريكي دعا الأوروبيين للسماح لأكثر من 800 من مسلحي التنظيم ممن يحملون جنسيات أوروبية بالعودة إلى بلادهم، ترامب قال إن هؤلاء معتقلون حاليًا في سوريا لدى التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، وعبر في تغريدة له على "تويتر" عن رغبته في قيام فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى بمحاكمة هؤلاء، اللافت أن ترامب ختم دعوته بتهديد ضمني بإطلاق سراح مسلحي داعش الأوروبيين إذا لم تستلمهم دولهم، وهو أمر يعني السماح بتدفق المئات منهم نحو أوروبا، ولذا فقد أرفق ذلك ترامب بقوله: أنه لا يريد ان تقف بلاده موقف المتفرج بينما يخترق مسلحو التنظيم أوروبا، وعاد ليجدد التأكيد على أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا بعد أن انهزم داعش هناك.
وبينما ترفض بريطانيا ودول أوروبية عدة بشكل قاطع استقبال هؤلاء الإرهابيين وتريد بدلاً من ذلك محاكمتهم في الشرق الأوسط، حيث قالت صحيفة صاندي تلجراف إن الجهات الرسمية، تتخوف من ضعف القوانين البريطانية بشأن قضايا الإرهاب، والتي قد لا تسمح بتقديم المتهمين إلى العدالة للحصول على العقوبات المناسبة، مشيرة إلى أن "محاكمتهم في بريطانيا قد تكون غير مجدية، وتؤدي إلى إطلاق سراحهم، مما يزيد من خطورة وجودهم داخل البلاد".
لكن في المقابل ردت كل من فرنسا وألمانيا على نداء الرئيس الأمريكي استعادة مسلحي التنظيم في سوريا، فكتبت وزيرة الدفاع الفرنسية في مقال نشرته صحيفة لو باريزيان الأحد: "إن إعلان الانسحاب الأمريكي (من سوريا) خلط الأوراق... في المنطقة، لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي". وأضافت: "من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل (عناصر) قوات سوريا الديمقراطية ضحايا"، وتابعت بارلي أن "شركاءنا على الارض، قوات سوريا الديموقراطية، أعطوا الكثير وإننا ندين لهم بالكثير".
فيما قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، الاثنين، إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ "كل حالة على حدة".
ومن ناحية أخرى ردت ألمانيا على مطالب ترامب، وقالت إنها لا يمكن أن تستعيد مقاتلي التنظيم إلا بعد زيارات قنصلية، حيث صرحت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية أمس الأحد، قائلة: "مبدئيا كل المواطنين الألمان، ومن يشتبه بأنه قاتل، إلى جانب ما يسمى بتنظيم داعش له الحق في العودة"، وأضافت أن ذلك مشروط بالسماح لمسؤولين من القنصلية بزيارة المشتبه بهم.
ومن جانبه علق وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تنظيم إعادة جهاديين أوروبيين محتجزين في سوريا كما يطالب الرئيس الأميركي أمر "بالغ الصعوبة" حاليًا.
وقال ماس لشبكة التلفزيون الألمانية "أيه آر دي" مساء الأحد إنه لا يمكن تنظيم عودتهم "ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فورًا هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم".
وأضاف أنه لهذا السبب "نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد، مؤكدًا أن إعادتهم في الظروف الحالية أمر "بالغ الصعوبة"، وأوضح أن برلين تريد "التشاور مع فرنسا وبريطانيا (...) بشأن طريقة القيام بذلك"- بحسب ما أوردته فرانس 24.
ويقول المرصد السوري أن نهاية داعش في الباغوز جاءت بعد استسلام 440 من مسلحيه في إطار صفقة قد تكون أبرمت مع قوات سوريا الديمقراطية بالتزامن مع الإعلان عن تطهير شرقي الفرات ويقول مراقبون أن السيطرة على آخر جيوب داعش في سوريا لا تعني بالضرورة النصر الكامل على هذه المجموعة الإرهابية التي لايزال لديها الآلاف من المسلحين وسلسلة من الخلايا النائمة في سوريا والعراق.

شارك