"داعش" خطر لا يموت.. خلايا نائمة وذئاب منفردة و30 ألف مسلح يبحثون عن مناطق "هشة"

الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 10:38 ص
طباعة داعش خطر لا يموت.. روبير الفارس
 
الارهاب جرثومة تحتل العقل فتعمل علي التدمير والخراب .والجرثومة تطير حاليا باحثه عن ذئاب تقبلها فتصير ذئاب منفردة تسعي بالشر اينما حلت .لذلك فالقضاء علي تنظيم داعش في العراق او في سوريا  لا يعني ابدا نهاية المطاف .فالحرب حرب فكرية وهي عمل مستمر اولا واخيرا .لذلك سوف يظل هذا الخطر قائم ويهدد المجتمعات والدول المختلفة في الشرق والغرب ايضا ويصف خبراء المناطق التي نشط فيها داعش بأنها "المناطق الهشة"، فيما يصفها آخرون بأنها مناطق الفراغ الأمني، حيث لا وجود للقوات الحكومية، ويطلقون على المعارك التي تدور في كل مكان منها اليوم وصف "الحرب الدافئة" لتمييزها عن الحرب الباردة، وعن الحروب الكبرى، وربما كان أول من استخدم هذا الوصف الخبير الاستراتيجي الدكتور مهند العزاوي.

والمعروف أن داعش الإرهابي فقد سيطرته على أغلب المناطق التي رفع فوقها راياته السود، والتي يُقدر عدد سكانها بتسعة ملايين نسمة بين غرب العراق وشرق سوريا.والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن خلال هذا الأسبوع أن بلاده توشك أن تعلن نهاية "داعش" وصار الحديث يدور عن مصير المقاتلين والأسرى وعائلاتهم عشية التلويح بانسحاب وشيك لألفي جندي أمريكي من شرق سوريا.

وقبل يومين تحدث فالح الفياض على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بميونيخ عن ظهور جديد لداعش الإرهابي بهيكلية واسم جديدين ربما على غرار تنظيم القاعدة، في حوار أجرته معه مجلة "دير شبيجل الألمانية.

وفيما يتحدث خبراء استراتيجيون ووسائل إعلام عراقية منذ أكثر من سنة عن توسع المناطق الهشة في صلاح الدين وعودة تنظيم داعش إلى مناطق مطيبيجة والمسحك ومكحول وصولاً إلى غرب بيجي والشرقاط، فقد نفى عماد علو المتخصص في القضايا العسكرية والأمنية، ومستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في حديث مع DW" عربية" أن يكون حضور تنظيم داعش في هذه المناطق قد بلغ حد التهديد، مؤكداً أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى السلطات، تؤكد أن الحديث يدور عن أفراد ومجاميع قد يصل عدد عناصرها إلى عشرين، وهذا لا يدفع السلطات لشن حملة عسكرية كبيرة على تلك الجيوب، التي عاد ووصفها بأنها "خلايا نائمة، تسرب كثير من عناصرها تحت غطاء العوائل النازحة، ويعيشون متخفين في مخيمات النازحين واللاجئين، فيما غادر بعضهم عائدا إلى الدول التي جاء منها، أو هاجر إلى أوروبا".

ولفت الخبير في القضايا العسكرية والأمنية الأنظار إلى أنّ عائلات عناصر داعش، سواء من العوائل العراقية المتصاهرة أو العوائل السورية المتصاهرة أو النساء الوافدات إليه من مختلف أنحاء العالم وخاصة من أوروبا بحاجة إلى أعادة تأهيل "لمحو آثار غسيل الدماغ الذي تعرضنّ له، وهذا ما لا تستطيع أن تنجزه الأنظمة السياسية في المنطقة، بل يحتاج إلى جهد دولي".
وأعاد مؤتمر الأمن في ميونيخ إلى الأنظار دور تنظيم داعش في المنطقة، وأجمع الخبراء أنّ التنظيم لم يعد بنفس القوة، لكنه مصمم أن يسجل حضوره في المنطقة بطريقة أخرى وهو ما سلط الضوء عليه الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية حسن أبو هنية متحدثاً من العاصمة الأردنية عمّان ومؤكدا على "ضرورة التمييز بين مشروع داعش، وبين المشهد الحالي، حيث عاد المشهد إلى موضوع المنظمة التي تعمل الآن بشكل لا مركزي ولديها خلايا ولديها مجاميع منتشرة في العراق وسوريا".

وفيما تتحدث تقارير إعلامية عن عدد من مقاتلي التنظيم قدر بين 1000 و1500 مقاتل ينشطون في منطقة لا تتجاوز مساحتها 50 كيلومترا على الحدود السورية العراقية، حسب ما نقلت شبكة "سي أن أن" الأمريكية وحسب تقرير "لبي بي سي"، فقد تحدث حسن أبو هنية عن "تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى وجود 20 إلى 30 ألف، فيما تشير تقارير الاستخبارات الأمريكية إلى وجود 15 ألف منهم".
ويتعرض تنظيم داعش في سوريا إلى هجمات قوات التحالف وطائراته، وهجمات قوات سوريا الديمقراطية و القوات السورية والقوات العراقية، لكنّ بعض القراءات للمشهد تذهب إلى "أنّ ما يعرف باللجنة المفوضة لتنظيم داعش تحاول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي اعادة شتات التنظيم الآن، وهو ما يفسر قيام التنظيم ببعض العمليات في العراق في الآونة الأخيرة" على حد وصف الدكتور عماد علو.

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تنظيمات من قبيل "حراس الدين"، أو "نصرة الإسلام والمسلمين"، وقبلها "جند الشام"، و"النصرة"، وهو ما عده بعض المراقبين ظهوراً لتنظيمات قديمة بمسميات جديدة وهو ما قال عنه حسن أبو هنية "لا فرق، المهم أن هناك منظمة لها هيكل تنظيمي وأيديولوجيا ولها مصادر تمويل، وهذا هو المهم مهما اختلفت الأسماء، وهو ما ضمن بقاء التنظيم، كما تجمع المصادر الاستخبارية والمؤسسات البحثية بسبب وجود واستمرار الأسباب العميقة التي أدت إلى ظهوره في العراق وسوريا".

وفيما ينظر كثير من المختصين إلى شرق سوريا وغرب العراق باعتبارهما منطقة واحدة، بعد أن نسف الحدود بينهما تنظيم داعش حين أقام عام 2014 ما اسماه بدولة الخلافة الإسلامية، فإنّ التنظيم "عمل العام الماضي على الفصل اللامركزي بين سوريا والعراق وبالتالي لم يعد يتعامل معهما كوحدة تنظيمية واحدة" كما يقول الخبير حسن أبو هنية.
ويمكن من ذلك ان نحذر من التهاون في التعامل مع خطر الارهاب الذى مازال قائما .وان ندرك خطورة الارتكان للاجهزة الامنية فقط دون مواجهة الفكر والتصدي للخلايا النائمة  واللامركزية التى يعمل بها التنظيم في دول مختلفة 

شارك