تقرير أمريكي: قطر واحة الإخوان والإسلاميين الأكثر خبثاً في العالم

الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 01:27 م
طباعة تقرير أمريكي: قطر أميرة الشريف- فاطمة عبدالغني
 

العلاقة بين تنظيم الإخوان الإرهابي وقطر قديمة جدًا إلى الحد الذي لا يمكن معه فصل تاريخ الدولة عن التنظيم، منذ ستينيات القرن الماضي كانت قطر إحدى الوجهات التي فرت إليها عناصر تنظيم الإخوان الهاربة من مصر، علاقة معروفة في مجملها لكن تفاصيلها وتشعباتها لا تكاد تتوقف.

تقرير لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية يشير إلى أن قطر تحولت إلى مركز عمليات للتنظيم، ويذكر التقرير أن العلاقة وصلت إلى حد تكاد تكون فيه أفكار التنظيم هي الايدلوجية الفعلية التي تتبناها قطر.

ويسرد التقرير أن أسرة أل ثاني الحاكمة  في الدوحة احتضنت التنظيم ووفرت له التمويل السخي وأقامت العديد من المؤسسات التي تتبنى أفكاره  وتروج لها، ولاحقًا وفرت الدوحة المنابر الإعلامية لنشر أفكار تنظيم الإخوان. 

ويضرب التقرير مثلا بالقيادي الإخواني يوسف القرضاوي، الذي وفرت له الدوحة منبرًا إعلاميًا ثابتًا يبث منه أفكارًا تحرض على العنف والإرهاب وتكّشف الدور القطري كأوضح ما يكون مع اندلاع أحداث ما سمي بالربيع العربي.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن النظام القطري حشد كل وسائل الدعم المادي والإعلامي لتمكين تنظيم الإخوان من الوصول للحكم أو المشاركة فيه، وهو ما حدث في دول عدة مثل تونس ومصر.

ويوضح تقرير واشنطن تايمز أن الدوحة وظفت منابرها الإعلامية لخدمة أجندة سياسة خارجية، كان من بين أهم أهدافها زعزعة أمن واستقرار دول الجوار ودعم جماعات إرهابية ومساعدة إيران الراعي الأكبر للإرهاب في العالم.

 ويرى التقرير أن واشنطن تساهلت كثيرًا مع الممارسات القطرية والأفكار التي تروج عبر وسائل الإعلام التابعة لها.  

ورصدت الصحيفة أنه في ستينات القرن الماضي، وعندما قام الرئيس جمال عبد الناصر بحظر الجماعة وشن حملة ضدها، اضطر محرضو الجماعة والتابعون لها، للتوجه إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، ومنذ ذلك الحين أصبحت قطر قاعدة العمليات الأكثر ترحيباً بالإخوان، وسرعان ما أصبح النهج الذي يتّبعه الإخوان فيما يتعلق بالإسلام، هو الإيديولوجية الفعلية لقطر، مع ترحيب آل ثاني بالإسلاميين بتمويل فخم وأعلى تكريم من الدولة وتأسيس مؤسسات إسلامية جديدة سعت إلى تلقين الآلاف.

وتطرقت الصحيفة إلي الدور الإرهابي الذي تلعبه جماعة الإخوان،  في قناة الجزيرة المملوكة لتنظيم الحمدين، وقالت إنه منذ تأسيس القناة عام 1996، لعبت جماعة الإخوان دوراً حاسماً في برامجها ووضع سياستها التحريرية، وقدمت دعماً إيديولوجياً إسلامياً قوياً للشبكة القطرية.

في سياق أخر، أكدت الصحيفة أن النخب الأمريكية وصناع القرار في واشنطن، كانوا دوماً أهدافاً ناعمة للنفوذ القطري والعمليات المعلوماتية التي تقوم بها الدوحة، حتى إن هيلارى كلينتون أشادت بالجزيرة أثناء توليها وزارة الخارجية في عام 2011.

وأشارت الصحيفة إلى أن قناة الجزيرة تعمل على تحقيق مصالح السياسة الخارجية القطرية والتي تشمل أربع عناصر رئيسية، وهى: تقويض استقرار الجيران، والترويج للجماعات الإسلامية مثل الإخوان في المجتمعات الغربية المفتوحة، ودعم الجماعات الإرهابية مادياً ودبلوماسياً مثلما هو الحال مع طالبان، وأخيراً مساعدة أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم وهي إيران، على تجنب العقوبات الأمريكية.

وقال ألبرتو فرنانديز، أحد أعضاء شبكة إذاعة الشرق الأوسط، خلال مؤتمر في واشنطن حول عمليات النفوذ القطرية الأسبوع الماضي: حقيقة وجود مادة متطرفة في الجزيرة أمر مهم. ولكن أكبر مشكلة للجزيرة هي كيفية تعميم وتطبيع روايتها للتطرف، والتي كانت بمثابة نوع من حليب الأم لجميع أنواع الحركات المتطرفة.

الكاتب ديفيد ريبوي الذي يتولى منصب نائب رئيس مجموعة الدراسات الأمنية للعمليات الاستراتيجية، قال في مقال له إنه بعد عودة ظهور الإخوان في الربيع العربي -بدعم واضح من قطر- أصبح دعم الجماعة قضية ملحة لنظام الحمدين، مشيراً إلى أنه بالنسبة للإمارة الخليجية الصغيرة لم تكن رعاية الإخوان مجرد احتضان لإرهاب عنيف في الأميركتين وأوروبا؛ بل كانت تحرض على الاضطرابات داخلها.

وأشار الكاتب إلى أن إغلاق قناة الجزيرة يتصدر مطالب دول المقاطعة من أجل استئناف العلاقات العادية معها، مشدداً على أنه لطالما كانت النخب وصانعو السياسات الأميركية أهدافاً سهلة لعمليات النفوذ القطري، حتى هيلاري كلينتون أسهبت في الثناء على الجزيرة.

 وقالت كلينتون في ذلك الوقت للمشرعين في الكونجرس في عام 2011 سواء أحببتموها أو كرهتموها، فالحقيقة أن نسبة مشاهدة قناة الجزيرة ترتفع في الولايات المتحدة.

وكانت كلينتون قالت للكونجرس في الجلسة نفسها: نحن في حرب إعلامية، ونحن نخسر هذه الحرب. وفي الواقع، فإن الجزيرة هي القناة التي تشن أكثر حرب معلوماتية تأثيراً في العالم.

 وفق التقرير الذي حذر من النهج الذي تستخدمه القناة للتأثير على مشاهديها، مؤكداً أن القناة تشن حملة عدائية لخدمة مصالح السياسة الخارجية لقطر، والتي تشمل أربعة عناصر رئيسة: أولها تقويض استقرار جيرانها، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ وثانيها الترويج للمتطرفين مثل الإخوان في المجتمعات الضعيفة والغربية المفتوحة، وثالثها دعم جماعات إرهابية عنيفة مالياً ودبلوماسياً مثل حماس والقاعدة وطالبان، وأخيراً مساعدة أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، إيران، في التهرب من العقوبات الأميركية في سعيها لتطوير أسلحة نووية.

جاء ذلك في وقت أكدت دار الإفتاء أن قطر استبعدت العديد من عناصر جماعة الإخوان من أراضيها، تحت تأثير المقاطعة الخليجية والعربية، لكنها لا تزال تدعمهم بالمال والسلاح لتنفيذ جرائمهم.

وجاء في تقرير لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لها، جهود الدبلوماسية المصرية في كشف إرهاب الجماعة وانتهازيتها، مؤكدة أن الجماعة مارست الخداع الديني والاجتماعي طوال 90 عاماً ومزّقت نفسها.

وكشفت أن الجماعة الإرهابية تعيش حالة من الذعر، بعدما أيقنت بافتضاح كذبها أمام الدول الحاضنة، مشددة على أنها تعاني انقسامات وسط صفوفها في تركيا، موضحًا أن العلاقة بين الجماعة الإرهابية والنظام التركي، علاقة انتهازية.

وأشار التقرير إلى أن كل المؤشرات والشواهد، تكشف اتساع الفجوة بين أجنحة الإخوان المتصارعة في تركيا، بعد أن قامت تركيا بتسليم عدد من المحكوم عليهم إلى الحكومة المصرية،مما يؤكد انتهاء شهر العسل بين الجماعة والنظام التركي.


شارك