مسوغ الجنسية.. مهرب قانوني ضد استعادة "الدواعش" الأوربيين

الجمعة 22/فبراير/2019 - 12:12 م
طباعة مسوغ الجنسية.. مهرب فاطمة عبدالغني
 
فيما يبدو أنه تناقض أمريكي في موضوع استعادة المسلحين الأجانب وعائلاتهم من صفوف داعش في سوريا، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو بمنع عودة الداعشية "هدى المثنى" من معتقلها شمالي سوريا إلى الولايات المتحدة رغم دعوة ترامب السابقة لدول أوروبا باستقبال مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف داعش ومعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وتتضارب المعلومات الأمريكية بشأن هدى بين كونها أمريكية أم لا، فمحاميها يؤكد أنها أمريكية مولودة في نيوجيرسي، فيما ينفي بومبيو أن يكون لدى هدى جواز سفر أمريكي.
هدى المثنى
هدى المثنى
وقال بومبيو في بيانه بأن المثنى "ليست مواطنة أمريكية، ولن يسمح لها بدخول الولايات المتحدة"، وأضاف: "ليس لديها أي أساس قانوني، وليس لديها جواز سفر أمريكي صالح، بل لا يحق لها أن تنال جواز سفر أميركيا، ولن تحصل على أي تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة". وأضاف البيان: "نحن نواصل تقديم المشورة بقوة لجميع المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى سوريا".
من ناحية أخرى أكد محامي هدى المثني أنها ولدت في الولايات المتحدة لأبوين يمنيين، أصبحا مواطنين أمريكيين، وقال أنها ولدت عام 1994 بعد أشهر من انتهاء عمل والدها كدبلوماسي، ونشر المحامي وثيقة من عام 2004 من بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة تشهد بأن والد المثنى كان يعمل دبلوماسيًا حتى الأول من سبتمبر عام 1994، أي قبل شهر من ميلاد ابنته، إذ يحرم القانون الأمريكي أبناء الدبلوماسيين الأجانب الذين يولدون هناك من الحق في الحصول على الجنسية الأمريكية إذا ما ولودوا أثناء مزاولة ولديهم العمل الدبلوماسي،  وأكد المحامي أن موكلته المعتقلة لدى قوات سوريا الديمقراطية كان بحوزتها جواز سفر أمريكي.

شميمة بيغوم
شميمة بيغوم
مسوغ الجنسية مهرب قانوني تسعى كل دولة لديها مسلحون في صفوف داعش لاستخدامه لعدم استعادة هؤلاء، وهو مخرج استخدمته بريطانيا في سحب الجنسية عن الداعشية البريطانية "شميمة بيغوم"  بحجة أنها تحمل الجنسية البنجالية، لكن وزارة الخارجية في بنجلادش نفت ذلك، وأكدت أن السماح بدخول شمية إلى البلاد غير وارد بصفتها بريطانية، ولم تتقدم قط بطلب الحصول على جنسية بنجلادش.
لكن بحسب المراقبون فإن شميمة البريطانية ذات الأصول الباكستانية التي هربت من أسرتها بضواحي لندن للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وتزوجت هناك من هولندي اعتنق الإسلام، لا يستبعد أن تستغل جنسية طفلها البريطاني المولود حديثًا في العودة إلى بريطانيا، فبحسب صحيفة «ديلي تيليغراف» البريطانية، فإن الطفل يعتبر بريطاني الجنسية لأنه ولد قبل صدور قرار حرمان والدته من جنسيتها، وهو ما أكده وزير الداخلية البريطاني بقوله إن «حرمان الأم من جنسيتها لا يحرم الابن من حقوقه».  
وبحسب تقارير صحفية تشكل عودة مقاتلي داعش السابقين وعائلاتهم مخاوف لدى السلطات الأمنية في الدول الغربية، إذ ذ يرى مسئولون أمنيون أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطرًا أمنيًا محتملاً حال عودتهم إلى أوطانهم، الأمر الذي يتطلب إحداث موازنه بين تبعات قبول عودتهم وبين الأعمال الإرهابية المحتملة وحالة التفكك المجتمعي التي قد تحدث نتيجة لاقتناع البعض بفكرهم المتطرف.

شارك