هل تعود قوات البيشمركة لمواجهة فلول داعش بالعراق

الأربعاء 27/فبراير/2019 - 11:58 ص
طباعة هل تعود قوات البيشمركة روبير الفارس
 
أصبح الحديث عن عودة داعش للعراق هو الهاجس المسيطر علي العديد من الخبراء و المراقبين والاحزاب وخاصة بعد الانباء التى تتحدث عن هروب دواعش سوريا الي مناطق عراقية وخاصة صحراء الانبار الامر الذى جعل بعض الاصوات تتطالب مجددا  بعودة قوات البشمركة الكردية لحماية المدن ومحاربة الدواعش حيث  أكد مسؤول كردي، أن فلول تنظيم داعش الإرهابي تشكل خطرًا على القرى الكردية الواقعة شرقي قضاء طوزخورماتو في صلاح الدين.وقال ملا كريم شكر مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في حمرين خلال حديث نقله اعلام حزبه، إن "فلول تنظيم داعش الارهابي بدأت بالتحرك بشكل علني وملحوظ في اطراف القرى الكردية شرقي قضاء طوزخورماتو".

وأضاف، أن "فلول تنظيم داعش الارهابي تقوم بين الفترة والاخرى باطلاق النار على المزارعين القرى الكردية وتسرق ماشيتهم وتشكل خطرا كبيرا على تلك القرى".

وأوضح، انه"من الممكن نشر قوات البيشمركة في حدود تلك القرى لمنع تحرك الارهابيين"، مشيرا الى ان"طائرات التحالف الدولي تقصف الارهابيين بين فترة واخرى لكن ذلك القصف لايكفي للقضاء عليهم بشكل نهائي".

ولفت إلى، أن "نشر قوات البيشمركة فوق بعض التلال القريبة من القرى الكردية سيساهم بشكل كبير في تقليل خطر الارهابيين ومنعهم من التحرك".
"والبيشمركة" التي تقابل بالعربية "الفدائيون" هم مقاتلون أكراد في شمال العراق، خاضوا معارك ضد تنظيم "داعش"، بعد أن استولى على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال البلاد. ويرى بعض المؤرخين أن جذور البيشمركة تمتد إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حين كان هناك حراس حدود قبليون أصبحوا أكثر تنظيما بعد سقوط الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى.وتنامت قوات البيشمركة مع اتساع الحركة القومية الكردية وإعلان الثورة في بداية الستينيات، وأصبحت جزءا من الهوية الكردية العامة، للدفاع عن الحقوق القومية والمطالبة بتوسيعها.

ودخلت في البيشمركة في حروب مع القوات الحكومية العراقية في مراحل متعددة، كما انخرطت فصائلها في اقتتال داخلي بين الفصائل الكردية في مراحل أخرى.

وبعد تشكيل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق في بداية التسعينيات، بعد الانتفاضة الواسعة التي شهدها العراق في الجنوب والشمال إثر حرب الكويت، أصبحت قوات البيشمركة جزءا من مؤسسات حكومة الإقليم متحولة إلى قوة نظامية.وفي حربها مع تنظيم داعش تمت اشادة واسعة بهذه القوات وتحدث الاعلام كثيرا عن شجاعة مقاتلات ومقاتلي البيشمركة 
وتعتمد قوات البيشمركة إلى حد كبير على الأسلحة القديمة التي تم الاستيلاء عليها من المعارك. احتجزت البشمركة مخزونات الأسلحة خلال الانتفاضات العراقية عام 1991. تم الإستلاء على عدة مخزونات من الأسلحة من الجيش العراقي القديم من قبل البيشمركة، خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث كانت قوات البشمركة نشطة. في أعقاب انسحاب الجيش العراقي الجديد خلال هجوم داعش في يونيو 2014، كما  أن قوات البشمركة تمكنت مرة أخرى من الحصول على الأسلحة التي خلفها الجيش العراقي. منذ أغسطس 2014، قامت قوات البيشمركة أيضاً بإلحصول علي  أسلحة من قوات تنظيم داعش في عام 2015 ، ولأول مرة ، تلقى جنود البشمركة حربًا في المدن وتدريبًا على الاستخبارات العسكرية من مدربين أجانب. وترسانة البشمركة محدودة ومحصورة لأن المنطقة الكردية يجب عليها شراء الأسلحة من خلال الحكومة العراقية. بسبب الخلافات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، كانت تدفقات الأسلحة من بغداد إلى كردستان العراق غير موجودة تقريبًا، حيث تخشى بغداد من التطلعات الكردية للاستقلال. بعد هجوم تنظيم داعش في أغسطس 2014، قامت عدة حكومات بتسليح البيشمركة ببعض المعدات الخفيفة، مثل الأسلحة الخفيفة، والنظارات الليلية والذخيرة. ومع ذلك ، أكد مسؤولون كرد وقياديون في البيشمركة أنهم لم يتلقوا ما يكفي. كما يؤكدون على أن بغداد تمنع كل الأسلحة من الوصول إلى حكومة إقليم كردستان، مشددة على ضرورة إرسال الأسلحة مباشرة إلى حكومة إقليم كردستان وليس عبر بغداد. وعلى الرغم من ذلك، فقد صرحت الولايات المتحدة بأن حكومة العراق مسؤولة عن أمن كردستان العراق وأن بغداد يجب أن توافق على جميع المساعدات العسكرية.

تفتقر البيشمركة إلى وحدات طبية ووحدات اتصالات مناسبة. وظهر ذلك خلال هجوم تنظيم داعش  في عام 2014 حيث وجدت البشمركة نفسها تفتقر إلى سيارات الإسعاف والمستشفيات الميدانية الأمامية، مما أجبر المقاتلين الجرحى على العودة إلى بر الأمان.
 هناك أيضًا نقص في أدوات التواصل حيث يضطر قادة البيشمركة إلى استخدام الهواتف المحمولة المدنية للتواصل مع بعضهم البعض. بتوجيه من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأت البشمركة في توحيد أنظمتها الخاصة بالأسلحة، لتحل محل الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية بأسلحة الناتو.ويبقي السؤال مطروحا هل تعود هذه القوات لمحاربة تنظيم داعش الهارب من سوريا  الذى حدد البعض عدده بنحو 18 الفا؟.

شارك