بوادر انفراجة في الأزمة الليبية.. الإمارات تنجح في "لم شمل" حفتر والسراج مجددًا

الجمعة 01/مارس/2019 - 11:25 ص
طباعة بوادر انفراجة في أميرة الشريف
 
في لقاء لم يكن الأول من نوعه، برعاية إماراتية، يبدو أن الأزمة الليبية أوشكت علي الحل في ظل اتفاق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني علي حل معظم الخلافات فيما بينهما، والتي سعت إليها العديد من الدول لحل الأزمة الليبية ولكنها كانت تبوء معظمها بالفشل الذريع.
وأخيرا وبعد أن فاض الكيل بالبعثة الأممية في ليبيا وجرت العديد من المحاولات، لجمع طرفي النزاع الليبي علي طاولة واحدة والاتفاق علي حل يرضي الطرفين ويدفع بليبيا إلي الاستقرار والهدوء، وفي اتفاق تاريخي أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أن حكومة الوفاق الليبية التي يرأسها فايز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، اتفقا على "إنهاء المرحلة الانتقالية" في ليبيا، "من خلال انتخابات عامة".
تعتبر الإمارات من الدول التي استطاعت لم شمل الطرفين، حيث سبق لها في مايو 2017، أن نجحت في توافق الطرفين، بعد دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، كل من حفتر والسراج إلى الإمارات، لإنهاء الأزمة العاصفة بليبيا منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة في بيان لها عقب الاتفاق، إلى أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، اتفقا على إجراء انتخابات عامة، خلال اجتماع عقداه في أبوظبي
وقالت البعثة، "بدعوة من الممثل الخاص غسان سلامة، وبحضوره، عقد أول أمس الأربعاء اجتماع في أبو ظبي حضره رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، مضيفة أن " الطرفان  اتفقا على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، والعمل من أجل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها".
جاء اللقاء أيضا، بعد الضغوطات من بعض الدول لإتمام الاتفاق بين السراج وحفتر والذي كان يسعى إليه الغرب وبعض الدول الاقليمية منذ مدة، كما أن هذه المطلب يحظى بدعم شعبي ليس بالقليل، كون السراج  يمثل السلطة المدنية، وحفتر يمثل قوة على الأرض، خاصة بعد أحداث الجنوب".
ويري محللون أن الاجتماع  ركز على جمع القوتين في محاولة أخيرة  لتشكيل حكومة موحدة تنهي الانقسام في البلاد تحت سلطة الرئاسي الحالي يحظى فيها حفتر بوزارات حيوية تمكنه من استكمال مساره في بناء المؤسسة العسكرية تحت قيادته".
وجاء اللقاء، مع التطورات السياسية والعسكرية، حيث سيطرت قوات "حفتر" على جزء كبير من الجنوب الليبي، وسط غضب من حكومة "السراج" التي أرسلت بدورها قوات إلى هناك.
وتغرق ليبيا في الفوضى منذ إطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011، حيث تنتشر مجموعات مسلحة نافذة في مناطق عدة.
ويعود آخر اجتماع بين السراج وحفتر إلى نهاية مايو من العام الماضي في باريس، حيث تم الاتفاق على تنظيم انتخابات دون جدول محدد أو تعهد واضح من الجانبين.
وخلال القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ  بمصر، شدد السراج، على أن الخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد ، لن يكون إلا عبر إجراء انتخابات، ترتكز على قاعدة دستورية سليمة، تفصل بين المتنازعين على السلطة، وتتيح الفرصة للشعب ليقول كلمته عبر صناديق الاقتراع.
وأضاف السراج، أنه من الضروري أن يسبق ذلك عقد مؤتمر وطني جامع، يناقش خلاله ممثلون عن كافة التوجهات والمكونات والمناطق، سبل الخروج من الانسداد السياسي الحالي، وفق مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة.
ووفق تقارير إعلامية، قالت مصادر مقربة من المجلس الرئاسي الليبي إن السراج تمسك أمام حفتر، بضرورة خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية، وإبعاد إدارة العمليات ورئاسة الأركان العامة عن سلطة اللواء المتقاعد.
في ذات السياق، قال الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي إن: "دعم الإمارات الواضح والمعلن لحفتر؛ يجعله غير قادر على رفض أي دعوة منها فمن يدعمك يملك إرادتك، أما السراج فهو منفتح على الجميع وسيقبل الاجتماع في أي مكان، لذا اتوقع نجاح أبوظبي في جمعهما".

شارك