قطر والإخوان.. لقاء تآمري ضد الجيش الليبي في الدوحة

الجمعة 01/مارس/2019 - 02:13 م
طباعة قطر والإخوان.. لقاء أميرة الشريف
 
مع حالة الارتباك التي تعيشها جماعة الإخوان في ليبيا، في ظل الأزمة الحالية، تسعي الجماعة إلي إفشال كل محاولات الاستقرار في البلاد، وبالأخص للجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، حيث تقول تقارير إعلامية أن بعض قيادات الإخوان الليبية عقدت عدة اجتماعات في العاصمة القطرية "الدوحة" للاتفاق علي عمليات إرهابية ضد الجيش الليبي ووقف تقدمه في الجنوب الليبي.
وحقق الجيش الليبي انتصارات كبيرة في الفترة الماضية،  كان أخرها سيطرته على مدينة غات ومنطقة العوينات الغربية، على الشريط الحدودي مع الجزائر.
وفي يناير الماضي، أعلن الجيش الوطني إطلاق عملية عسكرية في جنوب البلاد، لتأمين منشآت النفط والغاز وقتال الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب.
وكانت، الأوضاع الأمنية في جنوب ليبيا سيئة للغاية، نظرا لبعده عن المناطق السكنية الرئيسية على الساحل الشمالي وانهيار حكم القانون والنظام بوجه عام منذ 2011، وشهدت المنطقة مرارا اشتباكات بين القبائل والجماعات المسلحة.

الدور الذي تلعبه قطر بداية من التمويل والاحتضان والإيواء والحماية للجماعات الإرهابية، خاصة جماعة الإخوان، سببه السعي لفرض نفوذها وسيطرتها في المنطقة بأكملها.
وفي فبراير الماضي ، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، إن الجيش يقاتل في الجنوب، تنظيم الإخوان، عبر الإرهابي، علي الصلابي المقيم في قطر، الذي يشرف على ميليشيات الدروع وأنصار الشريعة.
ويتحالف الصلابي مع إبراهيم الجضران، الذي مثل تنظيم القاعدة الإرهابي ومجموعات إرهابية أفريقية، مشيرا إلى أن الجضران وأتباعه هاجموا الهلال النفطي أكثر من مرة، وفق المسماري.
وفي الحلف أيضا، المعارض التشادي، تيماي أرديمي، الموجود في قطر، الساعي إلى إظهار المعركة في الجنوب الليبي، كأنها بين السكان والجيش، والذي ادعى أن إحدى قواته تعرضت لغارة فرنسية مطلع هذا الأسبوع، إلى جانب الإرهابي أحمد الحسناوي الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي.
ويسعي الجيش الليبي إلي بسط سيطرته علي المدن الليبية التي احتلتها الميلشيات المدعومة من قطر، وسيطر الجيش الليبي على الأوضاع في معظم مناطق البلاد، ما يؤكد أن انتصارات الجيش في حملته ضد المتشددين في الجنوب،هو الصمام الرئيسي لاستقرار البلاد .
ورجحت تقارير إعلامية، أن يكون الهدف من الاجتماعات التي تختتم اليوم الجمعة، العمل على إطلاق حملة ممنهجة ضد الجيش، عبر التخطيط لعمليات إرهابية والتصعيد ميدانيًا من خلال تحريض الميليشيات المسلحة على استهداف الجيش الليبي، بالتزامن مع ضغط سياسي تقوده حكومة فايز السراج عبر محاولة تأليب مجلس الأمن الدولي على القوات المسلحة الليبية، ومحاولة انتزاع قرار دولي يفضي إلى وقف عملياته.
وكان الصحفي الليبي محمود المصراتي كشف في وقت سابق عن وصول المفتي المعزول الصادق الغرياني الأربعاء إلى الدوحة، في زيارة سرية.
وقال المصراتي عبر حسابه الخاص على فيسبوك، إن الغرياني وصل إلى الدوحة سرًا وتنتهي زيارته اليوم الجمعة، لافتًا إلى أنه سيعود بعدها إلى مكان إقامته الحالي في تركيا.
وأوضح المصراتي أن الغرياني استقل طائرة خاصة تابعة للديوان الأميري من مطار أتاتورك في إسطنبول إلى مطار حمد في الدوحة رفقة بعض من قيادات جماعات الإخوان والليبية المقاتلة من بينهم المتشدد سامي الساعدي والمكنى بأبي المنذر، موضحًا أن الغرض من الزيارة هو عقد اجتماع يبحث مستقبل الأوضاع في ليييا، خاصة بعد انتصارات القوات المسلحة في الجنوب وهزيمة المعارضة التشادية، إضافة إلى وضع خطة لتوحيد الخطاب الإعلامي ضد الجيش.
وأشار إلى أن الاجتماع ضم أبرز قيادات الأخوان المقيمين في تركيا وعلى رأسهم علي الصلابي وشقيقه إسماعيل وآخرين، مع استبعاد عبدالحكيم بلحاج بسبب المشاكل التي تدور بينه وبين الصلابي بعد استيلاء الأخير على قناة النبأ، وحضور ممثل عن حزب العدالة والبناء
الكاتب والباحث الليبي، دكتور جبريل العبيدي، يقول في إحدي مقالاته، منذ إسقاط الدولة الليبية في مشروع فبراير 2011، وتنظيم الإخوان يمارس النهب، وبيع ممتلكات الدولة الليبية بثمن بخس، بدءاً من تسليم أرشيف المخابرات الليبية والجيش الليبي إلى قطر، وإشراك المؤسسات القطرية في البنوك الليبية من دون أن تدفع درهماً واحداً، وبيع عقود النفط والغاز بالشراكة بالباطل لشركات قطرية وتركية.
ويري أن التدخل التركي في ليبيا تنوع بين التمويل والاحتضان والإيواء والحماية للجماعات الإرهابية، ومنها جماعة الإخوان خاصة، والسبب هو نزعة الهيمنة والنفوذ التركي التي تنطلق من العقدة الطورانية، ومحاولة استعادة الإمبراطورية العثمانية الثانية، التي تقاطعت مع مشروع الخلافة الإخواني، ما جعلهما حليفين، يستخدم أحدهما الآخر.
ويقول الباحث الليبي، إن ليبيا كانت وما زالت ضحية هذا التقاطع؛ حيث دعمت تركيا الجماعات الإرهابية في ليبيا بالسلاح عبر قوافل السفن، التي تم ضبط 4 سفن منها حتى الآن، الأمر الذي يجب أن يرفعه مجلس النواب الليبي إلى مجلس الأمن، لملاحقة المتورطين.
ويري الباحث والكاتب الليبي، أن الدعم التركي القطري تبلور في خريطة طريق تركية - قطرية، لتمكين إخوان ليبيا من الحكم، بعد معرفة تركيا وقطر حجم الخسارة الكبيرة للتنظيم في أي استحقاق انتخابي، بعد أن كشفهم الشارع الليبي ونبذهم، ولهذا سعوا إلى تحالفات أخرى، من بينها محاولة العودة إلى الدفاتر القديمة، وإحياء مشروع ليبيا الغد لسيف القذافي، من خلال إقناع بعض أنصار النظام السابق بالتحالف معهم، خاصة بعد محاولات جماعة الإخوان تنظيم صفوفها في تركيا؛ حيث يقيم كبار قادتها مثل المفتي المعزول صادق الغرياني، وعراب التنظيم المطلوب عربياً في قضايا إرهاب، الإخواني علي الصلابي، المتنقل بين الدوحة وإسطنبول، والذي دعا إلى تشكيل التكتل الوطني وما هو إلا واجهة سياسية لتنظيم الإخوان، بعد فشل حزب العدالة والبناء الذي هو امتداد لحزب العدالة والحرية في مصر، والعدالة والتنمية في تركيا، والعدالة والإصلاح في الأردن، وهكذا والتي هي مجرد حزب واحد لتنظيم الإخوان الدولي بواجهات متعددة، وفق رأي الكاتب الليبي. 

شارك