"التعاون الإسلامي".. من هنا تنطلق "الإمارات" لنشر قيم التسامح

السبت 02/مارس/2019 - 03:25 م
طباعة التعاون الإسلامي.. أميرة الشريف
 
مواصلة للدور السلمي التي تلعبه دولة الإمارات الشقيقة في المنطقة، ومحاولة بث روح التعاون والتسامح ولم شمل الدول العربية، أكد وزراء ومسؤولون في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أن رئاسة الإمارات للمنظمة تسهم في ترسيخ مفاهيم التسامح والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى توفير حلول للتحديات التي تواجه الدول العربية والإسلامية وتعزيز فرص التنمية والتعاون البيني، بما يحقق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة والعالم الإسلامي.
وتقود دولة الإمارات جهود دبلوماسية ومبادرات عالمية وفعاليات دولية وإسلامية لتعزيز جسور التواصل والتعاون والسلام بين دول العالم ونشر قيم التسامح.
في هذا السياق، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تتطلع إلى أن يكون لمنظمة التعاون الإسلامي دور أكبر في صون السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون الإقليمي الدولي حتى تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي المنصوص عليه في المادة الأولى من ميثاقها.
وقال  في كلمته خلال ترؤسه أعمال الدورة الـ 46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي انطلقت أعماله الجمعة، في أبوظبي، إن دولة الإمارات تتشرف باستضافة الدورة السادسة والأربعين للمجلس والتي تتزامن فعالياته مع الاحتفال بالذكرى الخمسيسن لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي وتتيح لنا هذه المناسبة فرصة التأمل في عمل المنظمة ومبادئها، وإنني على ثقة بأنها ستوفر لنا هذه المخرجات نتائج ملموسة تمكن العالم الإسلامي من تجاوز تحدياته وتأمين مستقبل أكثر إشراقا لشعوبه.
وأكد  أن القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف هي التي من أجلها أنشئت منظمة التعاون الإسلامي وقال: "لذلك فإننا نؤكد مجدداً الدعم والمساندة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم مطالبه المحقة، وفي مقدمتها بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ونؤكد التزامنا بدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وأهمية وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين الفلسطينيين".
وأوضح بن زايد أن الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمعنا هو دين التسامح والسلامة والسلام، ويدعو إلى الوسطية ونبذ التطرف والإرهاب والعمل الجاد لخدمة أوطاننا .. لذلك ترى دولة الإمارات أن تزايد حدة التوترات الأمنية خاصة استمرار النزاعات وانتشار الفكر المتطرف والإرهاب في العالم على أيدي جماعات خارجة عن القانون فقدت كل معاني الإنسانية وتسترت بغطاء الدين واستمرار التدخلات في شؤون الدول، وعدم احترام السيادة، يتطلب منا التصدي لهذه التحديات التي ألحقت أضراراً بالغة بالعالم الإسلامي وتدمير مكتسباته وإرثه الحضاري وتعارض تحقيق التنمية التي تتطلع إليها شعوبنا.
وقال : إننا ندعو إلى العمل على اعتماد التدابير الضرورية لمنع التحريض على الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله خاصة عبر وسائل الإعلام بما في ذلك دراسة إنشاء آلية لتعمم على دولنا من أجل التعامل معها على نحو حاسم والكف عن تقديم الدعم المباشر وغير المباشر للكيانات أو الأشخاص المتورطين في الإرهاب والتطرف وعدم احتضانهم أو توفير ملاذ أمن لهم أو تمويلهم أو مساعدتهم.
وأضاف: لذلك قامت الإمارات العربية المتحدة باعتماد عام 2019 عاما للتسامح في إطار جهودنا في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي واحترام التعددية الثقافية والدينية وتعزيز القيم العالمية وبادرت الدولة خلال الشهر الماضي باستضافة لقاء الأخوة الإنسانية التاريخي، والذي شارك فيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وقال: من هذا المنبر نكرر الدعوة للجارة إيران إلى أن تراجع سياستها لبناء علاقات ودية مع دول الجوار مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتقويض أمن المنطقة من خلال نشر الفوضى وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والتوقف عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات والتوقف عن دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تنتهك بكل وضوح ميثاقنا وميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية النبيلة.
من جانبه توجه يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس بالتحية إلى دولة الامارات قيادة وحكومة وشعبا على إستضافة هذه الدورة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال.
وقال إن هذا الاجتماع ينعقد ودولة الإمارات تختتم احتفالاتها بـ"عام زايد" وكلنا فخر بما قدمه هذا القائد الملهم لشعبه وأمته الإسلامية بتأسيس هذه الدولة وتوحيد مكوناتها وإرساء ركائزها على العدل وقيم المواطنة الحقة وهي تشهد الآن تحت القيادة الرشيدة لحكامها وجهود أبنائها تطوراً مهماً في جميع المجالات وتنطلق بقوة وثبات نحو مستقبل أكثر رفاهية وتقدما الأمر الذي جعل تجربة دولة الإمارات في التنمية نموذجا مشهوداً.
وأشار إلى أن خطر التطرف العنيف والإرهاب يلحق الضرر بالسلم والأمن في منطقتنا ويهدد هويتنا وإرثنا الثقافي العريق ويودي بحياة آلاف الضحايا الذين سفكت دماؤهم نتيجة جرائم ارتكبتها جماعات أو أفراد كرسوا كل طاقاتهم لتنفيذ أجندات هدامة وبعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف الذي يزعمون تمثيلهم له.
وتُعد دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم، والأمان، والتعددية الثقافية، كذلك تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
كذلك، تحتضن عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، ولدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالمي، وتحقق العيش الكريم للجميع.
جدير بالذكر، أن 15 ديسمبر الماضي أعلن الشيخ خليفة، أن عام 2019 في دولة الإمارات عاماً للتسامح. 
ويهدف هذا الإعلان إلى إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح باعتبارها امتداداً لنهج زايد مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.

شارك