بوساطة إماراتية وسعودية.. بوادر إنفراجة بين نيودلهي وإسلام أباد

الجمعة 08/مارس/2019 - 03:38 م
طباعة بوساطة إماراتية وسعودية.. أميرة الشريف
 
مع التوتر الذي حدث بين باكستان والهند، والانفجارات التي حدثت الفترة الماضية، أعلنت الشرطة الهندية، أمس الخميس، مقتل شخص وإصابة 17 آخرين، بجروح في انفجار قنبلة في محطة للحافلات في مدينة جامو التابعة لولاية جامو وكشمير المضطربة.
يأتي ذلك بعد أيام من التفجير الانتحاري الذي حدث واستهدف رجال الأمن وتسبب بتصعيد التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد، في وقت كثفت فيه السلطات الباكستانية حملتها على الجماعات المحظورة.
في سياق متصل، أعلنت باكستان، أمس الخميس 7 مارس 2019، السيطرة على 182 مدرسة دينية، وتوقيف أكثر من مئة من المتشددين في إطار حملتها لاستهداف للجماعات المحظورة.
 وأكدت مصادر باكستانية، أن الحملة جزء من خطة وضعت منذ وقت طويل، وليست رداً على غضب نيودلهي، مشيرة إلى وضع 121 شخصاً في حجز احتياطي منذ بدء الحملة هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الداخلية الباكستانية في بيان، إن حكومات إقليمية تولت تسيير وإدارة 182 مدرسة، في إشارة إلى المدارس الدينية. وأعلنت الوزارة السيطرة على مؤسسات أخرى تابعة لجماعات مختلفة، بينها 34 مدرسة أو كلية، و163 مستوصفاً، و184 سيارة إسعاف، وخمسة مستشفيات، وثمانية مكاتب لمنظمات محظورة.
 على الصعيد نفسه، أشادت الصين بتحلي باكستان بضبط النفس واستعدادها للحوار مع الهند، لتخفيف التوتر بين البلدين.
 من جانبه التقى رئيس وزراء باكستان عمران خان، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير الذي وصل إلى إسلام آباد لبحث الوضع الإقليمي.
وفي مسعى لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان شدد الجبير على دعم الرياض للجهود السلمية وإبعاد شبح الحرب بين الجارتين النوويتين.
وبجثا الجانبان الأوضاع الراهنة في المنطقة وجهود نزعِ فتيل التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي، كما أشاد الجبير بمبادرات باكستان لخفض التوتر، مجدداً دعم المملكة للجهود السلمية كافة لحل الأزمة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل، أن إسلام آباد مستعدة للحوار مع الهند، وبحث القضايا الخلافية كافة، والوصول إلى سلام دائم، "لكن يجب ألا تفسر الهند ذلك على أنه ضعف، ونحن مستعدون للرد بقوة إن لجأوا ثانية للتصعيد".
وضربت القنبلة الحافلة عندما كانت على وشك المغادرة إلى مدينة باثانكوت بولاية البنجاب، وتضاربت الأنباء حول عدد الضحايا، إذ أكدت مصادر رسمية مقتل شخص، وإصابة 17 آخرين، فيما أشارت وسائل إعلامية إلى وجود 28 جريحاً.
وأظهرت تسجيلات مصورة قيل إنها للحادثة، أشخاصاً مصابين على الأرض، بينما يحاول السكان مساعدتهم.
وفرضت السلطات حظراً للتجول في جامو غداة هجوم 14 فبراير الماضي الذي قتل فيه 40 شرطياً، واتهمت فيه الهند باكستان بدعم جماعات متورطة في تنفيذ الاعتداء.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني كونج شوان يو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية، أمس الخميس تولي الصين اهتماماً كبيراً بالوضع الراهن بين باكستان والهند، وتقدر تحلي باكستان بالهدوء وضبط النفس من البداية والاستمرار في تخفيف حدة الأجواء مع الهند من خلال الحوار.
وأشادت إسلام أباد بالدور المهم الذي لعبته الرياض وعواصم خليجية ودولية في خفض التوتر مع نيودلهي، دور أفضى إلى الحد من التصعيد العسكري، وإبعاد شبح حرب جديدة بين الجارتين النوويتين.
ووفق وكالة وام الإماراتية، وجه شاه محمود قريشي، وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية، الشكر إلى دولة الإمارات على مساهمتها المقدّرة في تخفيف حدة التوتر بين بلاده والهند بعد هجوم بولواما في شطر كشمير على الجانب الهندي.
 وقال في تصريحات، عقب حضوره المؤتمر الوطني للتعاون الاقتصادي الباكستاني الصيني في إسلام آباد أمس، إن دولة الإمارات تؤيد مبدأ الحوار وتعتبره ضرورياً لمعالجة جميع القضايا العالقة بهدف تحقيق السلام والهدوء في المنطقة.
وأكد وزير خارجية باكستان، أن حكومة بلاده اتخذت مبادرات أخرى من أجل السلام، بعد إطلاق سراح الطيار الهندي الذي أسقط سلاح الجو الباكستاني طائرته، بينها إعادة سفيرها إلى نيودلهي، فيما تعتزم إرسال وفد باكستاني قريباً لبحث مشروع طريق كارتاربور بين البلدين
وكثفت إسلام أباد، حملتها ضد الجماعات المحظورة، إلى جانب اتخاذها قراراً بإعادة سفيرها لدى نيودلهي، واستئناف مفاوضات مع الهند بشأن معبرٍ حدودي، وتفعيل الخط الساخن بين قيادتي العمليات العسكرية في البلدين في مسعى منها لحل الأزمة.
فيما، أعلنت هيئة الطيران المدني الباكستانية، عن فتح المجال الجوي بالكامل على الحدود مع الهند، بعد إغلاقه في 27 فبراير الماضي، وفتحه جزئيًا بعدها بثلاثة أيام، على خلفية التوتر بين البلدين.
وقالت الهيئة في بيان صادر عنها الجمعة، إن الرحلات المنطلقة من مطارات فيصل آباد، وملتان، ورحيم يار خان، الدولية، الواقعة شرقي البلاد، ستستمر إثر هذا القرار.
وأدى قرار إغلاق المجال الجوي، إلى تغيير مسارات الرحلات المتوجه نحو الصين وإيران، أو نحو البلدان الأوروبية، الأمر الذي حمّل شركات الطيران المدني تكاليف إضافية، بسبب طول مسافة الرحلات.
ويرى مراقبون أن الكرة الآن باتت في الملعب الهندي في انتظار التجاوب بشكل إيجابي مع مبادرات باكستان لنزع فتيل التوتر وإبعاد شبح أي حرب جديدة في المنطقة.
وأدى قرار إغلاق المجال الجوي، إلى تغيير مسارات الرحلات المتوجه نحو الصين وإيران، أو نحو البلدان الأوروبية، الأمر الذي حمّل شركات الطيران المدني تكاليف إضافية، بسبب طول مسافة الرحلات.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 14 فبراير الماضي، عقب هجوم مسلح استهدف دورية للشرطة في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من الإقليم المتنازع عليه.
وأسفر الهجوم عن مقتل 44 جنديًا هنديًا، وإصابة 20 آخرين، وردت الهند على الهجوم بغارات جوية على ما قالت إنه "معسكر إرهابي" في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام أباد من الإقليم، ويطلق عليه "آزاد كشمير"، أسقط خلالها الجيش الباكستاني مقاتلتين.
 وفي 27 فبراير الماضي، أعلن الجيش الباكستاني أسر طيار بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي، اخترقتا المجال الجوي الباكستاني.
ويطلق اسم "جامو كشمير"، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها.
ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين. 

شارك