استثمارات الدوحة في كوت ديفوار.. سلاح الحمدين لدعم الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا

السبت 09/مارس/2019 - 01:26 م
طباعة استثمارات الدوحة فاطمة عبدالغني
 
يسعى تنظيم الحمدين لتمديد أذرعه الإرهابية في غرب أفريقيا عبر تمويل الجماعات الإرهابية تمهيدًا للهيمنة على موارد وثروات القارة السمراء، ومن ثم ركز مخططاته لاستهداف دولة كوت ديفوار الغنية بالموارد، فأغرت الدوحة الجمهورية الأفريقية بتقوية الروابط التجارية معها، مستغلة الحالة الاقتصادية لياموسوكرو لتمويل الإرهابيين، فزار تميم المدينة خلال جولته الأفريقية في عام 2017، ووعد بإطلاق مشاريع تنمية الثروة الحيوانية وتهيئة البنية التحتية، ولكنه عاد وراوغ ولم ينفذ أي من تعهداته باستثناء تمويل الإرهاب.
وبحسب المراقبون عكست الخطوات القطرية تجاه كوت ديفوار مطامع نظام الحمدين المستمرة في تحقيق مكاسب ماديةٍ على حساب الشعوب الأفريقية الفقيرة، وكذلك مساعيه المستميتة لتخفيف العزلة الإقليمية والدولية المفروضة عليه منذ نحو 19 شهراً. 
وفي هذا السياق كشف موقع “abidjan net” الاخباري خطط لإطلاق مشاريع قطرية استثمارية في جمهورية كوت ديفوار الغنية بمواردها الطبيعية، والتي تعتبر من بين الدول الافريقية ذات العلاقة المتميزة مع قطر.
وأوضح التقرير أن قطر تتجه لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربطها بكوت ديفوار، مستندًا في ذلك إلى تصريحات أحمد حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية التي أعرب خلالها عن نية الدوحة تقوية روابطها الاقتصادية والتجارية مع أبيدجان، داعيًا إلى الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين قطر وكوت ديفوار، على إثر زيارة تميم إلى كوت ديفوار في شهر ديسمبر 2017 وما خرجت به الزيارة من نتائج إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما على الصعيد الاقتصادي- على حد وصف التقرير-، حيث شهد تميم والرئيس الحسن عبدالرحمن واتارا رئيس جمهورية كوت ديفوار التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين بالقصر الرئاسي بمدينة أبيدجان.
واشار الحمادي إلى أن هذه الاتفاقيات تشمل العديد من القطاعات، وبالأخص ما يتعلق بالتعاون الجوي، والتركيز على إنشاء مكتب الخطوط الجوية القطرية في كوت ديفوار، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الرياضة والثقافة، مؤكدًا أهمية كوت الديفوار بالنسبة لقطر.
ومن جانبه صرح الأمين العام لوزارة خارجية كوت ديفوار داوودا دياباتي أن الشراكة القطرية مهمة جدا بالنسبة لبلده، خاصة وأنها تهدف إلى تنمية الثروة الحيوانية لبلده، بالإضافة إلى تهيئة البنية التحتية وتسوية مشروع الطريق السريع بين ياموسوكرو – واغادوغو على طول 900 كيلومتر بالإضافة إلى مشروع تنمية المصايد الداخلية في كوت ديفوار.
وذكر الموقع الاخباري أن المستثمرين القطريين يتجهون في الفترة الأخيرة إلى تقوية القطاع التجاري بين البلدين من خلال العديد من الاستثمارات المهمة، بالإضافة إلى العمل على إطلاق مشاريع تخص الفندقة والمحروقات.
يشار إلى أن الدوحة شيدت مؤخراً مدارس في مالي، ومستشفى لعلاج السرطان في بوركينا فاسو، إلى جانب مشاريع أخرى في ساحل العاج وغانا، وقد قدر إجمالي الإنفاق القطري في تلك الدول بنحو 190 مليون دولار.
من ناحية أخرى أكد موقع "أفريكان نيوز" الإلكتروني المعني بتحليل أبرز الملفات المطروحة على الساحة السياسية في القارة السمراء في تقريرٍ تحت عنوان "قطر تريد حصتها من الكعكة الأفريقية"، أن النظام القطري لا يسعى سوى إلى كسب النفوذ في هذه القارة، مُشككاً في الدوافع الحقيقية التي تقف وراء ما يزعم المسؤولون في الدوحة أنها مساعدات إغاثية تقدمها بلادهم لبعض دول أفريقيا.
وأكد التقرير أن نظام الحمدين يسعى - منذ فرض المقاطعة عليه في يونيو 2017 - إلى التظاهر بأنه قوة خيرة في محاولة منه لإخفاء أهدافه الخبيثة، وذلك في تناقض مع دوره الفعلي في دعم التنظيمات الإرهابية بالمال وتوفير المأوى لقياداتها، وإفساح المجال لدعاة العنف والكراهية في وسائل الإعلام المملوكة له.
وأضاف التقرير أن دعم الإرهاب يشكل أحد أهم الأسباب التي حدت بدول الرباعي العربي لاتخاذ تدابيره الصارمة ضد نظام تميم، والتي تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وأبرز "أفريكان نيوز" كذلك مساعي النظام القطري لاستغلال الأسواق الأفريقية البكر لمصلحة اقتصاده، الذي كبدته المقاطعة خسائر جسيمةً على مدار العام ونصف العام الماضييْن. 
وأشار التقرير في السياق ذاته إلى أن من بين تلك المساعي أيضًا الجولة التي قام بها تميم أواخر العام 2017، وشملت ستاً من دول غرب القارة، وهي مالي والسنغال وغانا وغينيا كوناكري وكوت ديفوار وبوركينا فاسو. وبالتزامن مع الجولة، حرصت أبواق الدوحة على الترويج إلى أن من بين أهدافها الرئيسية تقديم مساعدات مالية وتنموية لهذه البلدان. 
وفي هذا الإطار قال دانيل مامبري المحلل المتخصص في الشؤون الأفريقية "إن فتح صنابير المساعدات القطرية لدول القارة وتعزيز التعاون معها ليس سوى وسيلة لتحقيق المآرب الجيوسياسية لنظام الحمدين عبر استغلال الموارد الطبيعية للدويلة المعزولة، وعلى رأسها الغاز الطبيعي لتمويل مثل هذه الأنشطة والتقرب من خلالها إلى العديد من دول أفريقيا".
وبحسب تقارير صحفية تعهد تميم خلال زيارته لكوت ديفوار بضخ المليارات في اقتصاد البلاد، والتوقف عن دعم التطرف والإرهاب، وهو الأمر الذي رحب به رئيس البلاد الحسن واتارا آنذاك، لكن تميم راوغ ولم ينفذ أي من تعهداته واستمر في تمويل الإرهاب، عبر استخدم قطر الخيرية في نقل الأموال للجماعات المسلحة، حيث نشطت الجمعية التي صنفتها دول المقاطعة العربية كمنظمة إرهابية في كوت ديفوار لتتحول البلاد إلى هدف لجماعات بوكو حرام وتنظيم القاعدة في المغرب العربي، وهو الأمر الذي كشفته صحف فرنسية ودانت التمويل القطري للميليشيات المتشددة في أفريقيا.
كما تمكن النظام القطري من التسلل إلى دول غرب أفريقيا عبر سلاح الدعم والمساعدة في مجال مكافحة الفقر، لكن حقيقة أهدافه الخبيثة تكشفت، وظهر وجهه الحقيقي، المتمثل في إيصال الدعم بالمال والسلاح واللوجستيات  للجماعات المتطرفة، وتوجيه ضرباته الإرهابية لزعزعة استقرار الدول بما يصب في صالح الدويلة الصغيرة، حيث أثبتت تقارير صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية إنشاء الدوحة مؤسسات خيرية في 14 بلدًا إفريقيا تزدهر فيهم الجماعات الإرهابية.

شارك