إدانة رباعية لدور إيران التخريبي.. تسليح طهران للميليشيات الإرهابية يهدد المنطقة

السبت 09/مارس/2019 - 02:24 م
طباعة إدانة رباعية لدور أميرة الشريف
 
في ظل الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في تسليح الميليشيات في الدول العربية، أدانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية، التي تضم كلا من مصر والإمارات والسعودية والبحرين، الأربعاء، تسليح إيران للميليشيات الإرهابية في عدد من الدول العربية، الأمر الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وتسعي إيران إلي الهيمنة وفرض نفوذها في عدد من الدول العربية، علي رأسهم اليمن والتي تسعي طهران بكامل مجهودها لبث الفوضي وضخ المزيد من الأسلحة التخريبية التي تمد بها ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وأعربت اللجنة في بيان عقب اجتماع لممثليها بالقاهرة، عن "قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران مـن تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابيـة ببعض الدول العربية".
وتحظى اليمن بأهمية كبرى من واقع موقعها الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، ما جعلها مطمع لبعض الدول التوسعية في المنطقة وتحديدا إيران، ما دفع الأخيرة تسعى لإحداث تواجد لها من خلال توطيد علاقاتها بمليشيات الحوثي لتحقيق أهداف تخدم الأجندة الإيرانية في المقام الأول وكذلك تطلعات الحوثيين نحو مستقبل يهدف إلى الهيمنة على البلاد.
كذلك، استنكرت اللجنة الرباعية، التي عقدت اجتماعها في مقر جامعة الدول العربية بحضور أمينها العام أحمد أبو الغيط، "ما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة ما يهدد الأمن القومي العربي".
وأدانت اللجنة خلال اجتماعها العاشر، استمرار التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، منوهة في الوقت ذاته للتصريحات الاستفزازية المستمرة من المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية.
واطلعت اللجنة الوزارية على التقرير الذي أعدته الإمارات عن أبرز جهودها وأنشطتها بشأن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، بالإضافة إلى التقرير الذي أعدته الأمانة العامة في هذا الشأن، وعلى الرصد الذي قامت به بشأن أبرز التصريحات السلبية للمـسؤولين الإيرانيين تجاه البلدان العربية.
وجاء اجتماع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، على هامش الاجتماعات التحضيرية لمجلس الجامعة علـى المستوى الوزاري في دورته العادية.
وبات التواجد الإيراني أكثر وضوحا بعد قيام ميليشيا الحوثيين بقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وسيطرتهم علي العاصمة صنعاء، وهذا ما يطرح التساؤل حول أبعاد الدور الإيراني على الساحة اليمنية وأهدافه مستقبلا بعد مقتل الرئيس علي عبد الله صالح.
ولم تكن اليمن فقط فحسب، بل يتسع النفوذ الإيراني ليصل إلي العراق، حيث أصبح لإيران النفوذ الأكبر على قوى سياسية شيعية كثيرة هناك، وأن ذلك النفوذ يمتد ليشمل بعض القوى السنيّة والكردية، وذلك النفوذ قد تعلقه بوقائع قائمة على الأرض، يفاخر بها الإيرانيون وأتباعهم ولا يخشون من إعلانها والنفوذ في أي مكان، يستند غالباً إلى مجموعة أدوات وأذرع محلية عاملة في الداخل البلاد.
ومن جانبه، أكد قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت 9 مارس، أن بلاده تهيمن على الأوضاع في العراق، معتبرًا أن إيران أصبحت قوة مبنية على الثورة الإسلامية.
ونقلت وكالة أنباء فارس نيوز الإيرانية، اليوم، عن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي قوله خلال كلمة له من مدينة قزوين:“في فترة من الفترات كنا نحارب العدو من قلب أراضينا، أما اليوم فنحن بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، مصيفًا، في العراق نحن أصحاب قوة مبنية على الثورة الإسلامية، فإيران انتصرت على أعدائها في فترة ضعفها، أما اليوم فأصبحنا قوة لا يستهان بها، مشيرًا إلى أن إيران مستعدة للحرب، وقد قامت بتربية جيل على هذا المشروع.
وقلّل العميد سلامي من تأثير العقوبات على الشعب الإيراني، زاعمًا أن الشعب الايراني سيتحمّل الصعاب، وهو يعرف أن بعد كل عسر يسرًا
ولم يقف الدور التخريبي الذي تلعبه إيران علي اليمن والعراق فقط، بل طال لبنان وسوريا أيضا، حيث بدأت ايران بالإنفاق على حزب الله وتدريبه وتجهيزه عسكريا على طراز الحرس الثوري منذ العام 1982 أي بعد نجاح الثورة بثلاثة أعوام ليكون ذراعا عسكريا لها على الأراضي اللبنانية، ومع الإعلان عن انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990 أدركت ايران أهمية مشاركة حزبها في المجتمع السياسي والمدني اللبناني وأن لا يبقى مجرد تنظيم عسكري. 
وبالفعل شارك الحزب في أول انتخابات برلمانية لبنانية بعد الحرب واستطاع الحصول على 11 مقعدا ليدخل الساحة السياسية اللبنانية ويبدأ بعدها بوضع العلم اللبناني الى جانب علمه في مناسباته.
ومنذ بدايات عام 2012، مثّلت الأزمة السورية فرصة للجانب الإيراني لنشر وتعميق نفوذه في الساحة السورية، مدفوعًا بأهمية سوريا الاستراتيجية؛ لدورها في ضمان تواصل ممره البري من طهران لبيروت، والوصول للمياه الدافئة على شواطئ البحر المتوسط.
وتوسع النفوذ الإيراني في سوريا من خلال إرسال مئات المستشارين العسكريين من الحرس الثوري، للمشاركة في تقديم الاستشارات ووضع الخطط، إلى جانب الإشراف على عشرات المجموعات الشيعية المسلحة قيادةً وتدريبًا وتسليحًا. كما تتحدث بعض التقديرات عن وجود نحو 2000 مستشار وأكثر من 9 آلاف مقاتل في مجموعتي "فاطميون" المشكلة من شيعة أفغانستان، و"زينبيون" المشكّلة من شيعة باكستان، إلى جانب 7 آلاف مقاتل من "حزب الله" اللبناني، وأعداد غير معروفة من مجموعات شيعية عراقية تنتمي إلى "الحشد الشعبي"، منها "النجباء" و"حزب الله العراقي" و"لواء أبو الفضل العباس" و"عصائب أهل الحق".
وكان قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في كلمته خلال أعمال الدورة العادية الـ١٥١ لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية  في القاهرة، إن "وتيرة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية مستمرة، عن طريق أدوات عديدة ومساحات وملفات تتحرك فيها، والملف اليمني هو أحد أبرز الأمثلة".
وأكد مجدداً أهمية إعادة الدور العربي النشط في الأزمة السورية لمواجهة استمرار التدخلات الإقليمية غير العربية فيها، والتي تقوض الجهود الدولية لحل الأزمة السورية وتفك معاناة هذا البلد وشعبه الشقيق وتهدد سيادة الأراضي السورية ووحدتها.

شارك