الصومال: صراع القاعدة وداعش ومواجهات التصعيد الأمريكي

الإثنين 11/مارس/2019 - 01:49 م
طباعة الصومال: صراع القاعدة حسام الحداد
 
قام الجيش الأمريكي صباح اليوم 11 مارس 2019، بتصعيد المعركة ضد “حركة الشباب” الصومالية، وهي جماعة متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة في الصومال ، حتى في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس ترامب إلى تقليص العمليات ضد التمرد الإسلامي في أماكن أخرى من العالم، من سوريا وأفغانستان إلى غرب إفريقيا. ووفقا لجريدة نيويورك تايمز فإن الزيادة في الغارات الجوية الأمريكية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2018 دفعت عدد القتلى من مقاتلي الشباب في الصومال إلى المستوى القياسي الثالث في ثلاث سنوات. وفي العام الماضي ، أدت الضربات إلى مقتل 326 شخصًا في 47 هجومًا تم الكشف عنها ، حسب بيانات وزارة الدفاع.
وحتى الآن من هذا العام ، فإن الشدة تسير بخطى متسارعة لتتجاوز الرقم القياسي لعام 2018. خلال شهري يناير وفبراير ، أعلنت قيادة قوات الولايات المتحدة في إفريقيا مقتل 225 شخصًا في 24 غارة في الصومال.
وتؤكد قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا أن حصيلة القتلى تشمل فقط نشطاء حركة الشباب، رغم أن الجماعة المتطرفة تزعم بانتظام أن المدنيين يُقتلون أيضًا. كما أدت الزيادة في الغارات الجوية إلى تفاقم أزمة إنسانية في البلاد ، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة ، حيث تم تشريد المدنيين بسبب النزاع والطقس.
ورغم التصعيد الأمريكي ضد حركة الشباب إلا أنه أفادت الأنباء الواردة من إقليم بري بولاية بونتلاند في شمال شرق الصومال أن مقاتلين من حركة الشباب يحاصرون مناطق في مرتفعات غل غلا بالإقليم يتمركز فيها مسلحون من داعش.
وأضافت الأنباء أن المقاتلين قطعوا الطرق المؤدية إلى مناطق تواجد مسلحي داعش والتي شهدت في الفترة الأخيرة معارك شرسة بين التنظيمين المتشددين.
وبحسب موقع بونتلاند بوست فإن تنظيم القاعدة في اليمن أرسل تعزيزات إلى الصومال لدعم مقاتلي حركة الشباب في حربهم ضد مسلحي داعش.
الجدير بالذكر أن مرتفعات غل غلا الوعرة كانت قاعدة لمقاتلي حركة الشباب إلا أن بعض عناصر الحركة بزعامة الشيخ عبد القادر مؤمن انشقوا عنها وأعلنوا في عام 2015 ولاءهم لداعش ما فجر صراعا مريرا بين الجانبين ما زال جاريا حتى الآن.
وعلى صعيد أخر قد أرسلت إدارة أرض الصومال وحدات من جيشها إلى المناطق الجنوبية من إقليم سناج.
وأصدرت قيادة جيش أرض الصومال في إقليم سناج أوامرها إلى جنودها للتصدي لمسلحين معارضين يتزعمهم الجنرال سعيد عول جامع الذي وصل إلى المناطق الجنوبية في الإقليم وطلب من السكان دعمه في حربه ضد أرض الصومال.
واتهمت القيادة ولاية بونتلاند بدعم جبهة يقودها الجنرال جامع تتخذ من مدينة قرطو في الولاية مقرا لها وهددت بنقل المعركة إلى داخل بونتلاند إذا لم يوقف الجنرال محاولاته لزعزعة استقرار المناطق الآمنة من إقليم سناج.
ورغم اشتعال المعارك في الصومال على جبهات ومناطق مختلفة الا ان استمرار المساعدات الانسانية لم يتوقف حيث  قام فريق مختص من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بزيارة تفقدية إلى العاصمة الصومالية مقديشو لمتابعة المشروعات الإنسانية التي ينفذها المركز وفق المعايير الإنسانية الدولية.
ووقف الفريق على مراحل تنفيذ مشروع مركز الغسيل الكلوي الذي يموله المركز، الذي يعد الأول من نوعه في العاصمة الصومالية، حيث سيقدم خدماته مجانًا لمرضى الفشل الكلوي، فيما التقى الفريق بالجهات المختصة في وزارة الصحة الصومالية التي تشرف على المشروع لوضع خطة زمنية لعمل المركز.
وتفقد الفريق المقر المعد لتهيئة وتجهيز محطة الغسيل الكلوي في محافظة جروي عاصمة إقليم بونتلاند التي ستقدم خدماتها لمرضى الفشل الكلوي بالمجان.
من جانب آخر التقى الفريق برئيس اقليم بونتلاند، الذي بدوره قدم الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على جهودها في دعم أشقائها الصوماليين. واطلع الفريق على مشروع تأمين المياه والاصحاح البيئي لوسط الصومال وإقليم بونتلاند الذي يهدف إلى توفير المياه والصرف الصحي للأشقاء الصوماليين والحد من جائحة الجفاف.
وتأتي هذه الزيارة استمرارًا للجهود الإغاثية والإنسانية التي يقدمها المركز للعديد من الدول المتضررة والمحتاجة التي وصلت إلى 42 دولة في أربع قارات نفذ المركز خلالها 695 مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا.

شارك