اليميني المتطرف منفذ هجوم نيوزيلندا.. اعتنق أفكار إرهابية من الانترنت

الجمعة 15/مارس/2019 - 01:52 م
طباعة اليميني المتطرف منفذ أميرة الشريف
 
اعتقلت السلطات النيوزيلندية 3 رجال وامرأة على خلفية الهجوم على مسجدين في كرايست تشيرتش بنيوزيلندا اليوم الجمعة 15 مارس 2019.
وجاءت الفاجعة بمقتل نحو 49 شخصاً وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح خطرة بإطلاق نار علي مسجدين بيد رجل يميني متطرف وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بالإرهابي العنيف.
وقال تارانت، الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار إنه جاء إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب على الهجوم، مضيفا: أنه لم يكن عضوا في أي منظمة، لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، رغم أنه تصرف بمفرده ولم تأمره أي جماعة بالهجوم.
وتقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى، وقالت الشرطة إن الأربعة الذين تم القبض عليهم لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة.
وسيمثل المسلح الذي قام بالهجوم أمام محكمة مقاطعة كرايست تشيرش غداً صباحاً.
ومنفذ الهجوم، الذي يدعي، برينتون تارنت هو أسترالي الجنسية، لأبوين بريطانيين، يميني متطرف، يبلغ من العمر 28 عاماً، وهو من ضمن الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم.
وقام المتهم ببث جريمته على الهواء مباشرة على صفحته على موقع فيسبوك،وبحسب وثيقة نشرها تارنت على الانترنت، فإنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، أهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، وكذلك الانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم بحسب أقواله.
وأعلن في الوثيقة أنه يريد الوقوف بوجه الهجرة إلى العالم الغربي بتخويف المسلمين بشكل مباشر عن طريق العنف، كما يريد أن ينتقم لما شهدته البلاد الغربية من هجمات إرهابية، وتحدث تحديداً عن هجوم ستوكهولم عام 2017، حيث أراد الأخذ بالثأر لإحدى ضحايا ذاك الهجوم، وكانت طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً.
وقال في الوثيقة إن العمل يأتي رداً على حوادث الاغتصاب التي يشهدها العالم الغربي كما حصل في روثرهام في انجلترا عندما اعتدى رجال بريطانيون من أصول باكستانية على نحو 1400 طفل خلال 16 عاماً، وعلى حوادث اغتصاب في سيدني بقيادة شبان لبنانيين أستراليين ضد نساء وبنات أستراليات عام 2000 .
ووفق الوثيقة، سعى تارنت لشن الهجوم قبل عامين، ثم بدأ بالتخطيط "في الموقع" قبل ثلاثة أشهر، وأنه اختار نيوزلندا ليؤكد أن لا مكاناً آمناً في هذا العالم، واختار هذين المسجدين بعد زيارتهما وكان يريد استهداف مسجد ثالث ولكنه قال إنه قد لا ينجح.
ونشر وثيقة حول معتقداته ونواياه تتألف من 94 صفحة، أو نحو 16 ألف كلمة، على شكل أسئلة وأجوبة، تعلن دوافع المهاجم وبعض التفاصيل عن خلفيته دون تسميته.
وأكد أنه يعمل بشكل منفرد ولا ينتمي لأي حركة نازية أو معادية للسامية، وأنه شكل أفكاره من خلال الانترنت، وأشار إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011.
وتطرقت الوثيقة إلى أسماء كبيرة يريد استهدافها كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعمدة لندن صادق خان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما يدعو لقتل الزعماء الاقتصاديين المعادين للبيض، ولقتل تجار المخدرات، ولاعتبار المنظمات غير الحكومية جماعات خائنة وترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبية.
ويعتقد أن تارانت، من المعادين للمهاجرين، حيث عبر في حسابه على تويتر، عن غضبه من "الغزاة المسلمين" الذين يحتلون الأراضي الأوروبية.
ويبدو أنه يؤمن أيضا بتفوق العرق الأبيض، حيث يعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رمزا للهوية البيضاء المتجددة"، على الرغم من أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيما، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.
وكتب تارانت معرفا بنفسه بأنه "رجل أبيض عادي من أسرة أسترالية من الطبقة العاملة ذات الدخل المتدني.. والدي من أصول اسكتلندية أيرلندية وإنجليزية.. كانت طفولتي عادية من دون مشاكل كبيرة.. ليس لدي اهتمام كبير بالتعليم ولم ألتحق بالجامعة، لأنه ليس لدي أدنى اهتمام بالدارسة في الجامعات"، وأضاف أنه رجل عادي قرر أن "يتخذ موقفا لضمان مستقبل شعبي". 
وقال في حسابه على تويتر "إن صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة، وعلى الخطاب السياسي والاجتماعي وستخلق جوا من الخوف، والتغيير وهو المطلوب".
واحتوت صفحته على تويتر على صور لمخازن ذخيرة، نقش عليها أسماء بطريقة مبعثرة، بما في ذلك أسماء اثنين من القتلة الذين استهدفوا المهاجرين والمسلمين.
كما ضمت تغريدات مثيرة ضد المسلمين ومعدل الولادات بينهم، وأحاديث عن "إبادة جماعية للبيض" وكذلك عن عدد من الهجمات الإرهابية.

شارك