إرهاب "داعش" في سوريا مازال مستمرًا رغم تصريحات القضاء عليه

السبت 16/مارس/2019 - 01:32 م
طباعة إرهاب داعش في سوريا حسام الحداد
 
كثيرة هي التصريحات التي تخرج من قيادات عسكرية وسياسية لدول كبرى حول القضاء نهائيا على تنظيم "داعش" الإرهابي، وتصف التنظيم بأنه كان الأكثر وحشية على مدار تاريخ الإنسانية، ورغم كل هذه التصريحات إلا أن التنظيم ما زال حتى الأن يقوم بعملياته الإرهابية والمتوحشة على الأراضي السورية.
من بين هذه التصريحات تصريح لقائد المنطقة العسكرية الوسطى الروسية، الفريق أول ألكسندر لابين، بأن القوات الروسية دمرت فى سوريا التنظيم الأكثر قسوة في تاريخ البشرية، في إشارة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال لابين، خلال ندوة صحفية بموسكو، مساء أمس الجمعة 15 مارس 2019، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الفضائية: "أثناء أداء الواجب بعيدا عن روسيا، دمرنا الآلة الأكثر كراهية للبشرية فى تاريخ الحضارة".
وأضاف: "درسنا تاريخ القرون الوسطى وتاريخ الفاشية وما اقترفوه فى معسكرات الاعتقال وكيف عذبوا والفظائع التى اخترعوها. وأود أن أقول: إن داعش أفظع منهم"، مشيرا إلى أن أساليب التعذيب التى استخدمها "داعش" أكثر وحشية مما كان فى القرون الوسطى.
يذكر أن ألكسندر لابين كان رئيسا لهيئة أركان القوات الروسية في سوريا في عام 2017، وفى الفترة من أكتوبر 2018 إلى يناير 2019 تولى قيادة القوات الروسية فى سوريا، وفى أعقاب آخر مهامه في سوريا تمت ترقيته من رتبة فريق إلى فريق أول فى فبراير الماضي. 
وهذا التصريح الروسي ربما يتناقض مع التصريح الأمريكي الذي أعلنه المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري يوم الجمعة 15 مارس 2019، حيث أكد أن هناك ما بين 15000 عنصر من "الرماد" و 20.000 في سوريا والعراق.
وقال جيفري – وفقًا لقناة سكاي نيوز – "نعتقد أن هناك ما يتراوح بين 15 و 20 ألف متابع لـ (الرماد) في سوريا والعراق ، وكثير منهم خلايا نائمة" ، مشيرًا إلى أن جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
طلب المبعوث الأمريكي من الدول التي لديها مواطنين في صفوف (ديمقراطية) سوريا لنقلهم مع أسرهم لتحمل عبء محاكمتهم وإعادة تأهيلهم.
والمفارقة أنه في نفس توقيت هذه التصريحات يقوم تنظيم الدولة "داعش بعملياته الإرهابية داخل الأراضي السورية فقد فجر 3 انتحاريين تابعين لتنظيم "داعش" أنفسهم، مساء الجمعة 15 مارس 2019، فى تجمعات للخارجين من الباغوز، آخر جيوبه فى شرق سوريا الذى يوشك على خسارته، ما تسبب فى مقتل 6 أشخاص منهم على الأقل وإصابة 3 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وفقا لما نشرته قناة "فرانس 24" على موقعها الإلكترونى.
وأفاد مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالى في تغريدة "نفذ إرهابيو داعش 3 هجمات انتحارية متزامنة ضد العوائل والدواعش المستسلمين في 3 نقاط من المعبر الواصل إلى قواتنا".
وقال متحدث كردى جياكر أمد، إن "انتحاريا اختبأ بين الخارجين وفجّر نفسه ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص من عائلات تنظيم داعش"، أثناء تجمعهم قرب الممر الذى استحدثته قوات سوريا الديمقراطية لخروجهم من الجيب المحاصر.
وفى الوقت ذاته، أقدم انتحاريان آخران وفق أمد، "على تفجير نفسيهما فى المعبر قرب نقاط تمركز قواتنا"، ما تسبب في إصابة 3 من مقاتلى قوات سوريا الديمقراطية بجروح طفيفة.
وتُعد هذه أول مرة يستهدف فيها التنظيم، الذى يعتمد على الهجمات الانتحارية، تجمعات للخارجين من جيبه المحاصر بعدما كان شنّ الأربعاء هجومين مضادين تخللهما ثمانى هجمات انتحارية ضد مواقع لقوات سوريا الديمقراطية.
وخرج الجمعة "المئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم"، وفق أمد، من جيب التنظيم، وهو عبارة عن مخيم عشوائى محاط بأراضٍ زراعية تمتدّ حتى الحدود العراقية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
ومنذ مطلع الأسبوع، أحصت قوات سوريا الديمقراطية خروج أكثر من 4 آلاف شخص غالبيتهم من المقاتلين، بعدما استأنفت هجومها الهادف للقضاء على التنظيم الذى أعلن فى العام 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية" على مناطق واسعة سيطر عليها فى سوريا والعراق المجاور تعادل مساحة بريطانيا.
كانت قوات سوريا الديمقراطية أبطأت وتيرة عملياتها العسكرية، منذ الخميس، إفساحا فى المجال أمام خروج المزيد من المحاصرين.
هذه العمليات التي يقوم بها تنظيم الدولة "داعش" ربما يصفها البعض بأنها عمليات يائسة يقوم التنظيم بتنفيذها على غرار الذئب الجريح دون أن يعي هؤلاء ان الذئب الجريح يكون أكثر شراسة وخطورة، وهذا على ما نعتقد هو حال التنظيم الأن، لذا يجب على القوات العاملة الانتباه وأخذ الحيطة والحذر والحفاظ على المدنيين.

شارك