قلق الملالي.. طهران تستقبل السنة الفارسية الجديدة بين القمع والاحتضار

الإثنين 18/مارس/2019 - 01:01 م
طباعة قلق الملالي..  طهران روبير الفارس
 
حالة من القلق تسري بين جنبات المؤسسات الايرانية  مع قرب حلول السنة الفارسية الجديدة  الخميس المقبل 21 مارس واستعرض تقرير إخباري أبرز الأزمات التي تعانيها إيران على مستوى اقتصادها المحلي طوال عام كامل، بالتزامن مع قرب حلول السنة الفارسية الجديدة .ورجح التقرير صعوبة خروج طهران من عثرتها الاقتصادية التي وصلت لحد "الاحتضار"، والتي تقف عائقا أمام أي محاولات للنمو وتحسين الأوضاع.

وسلطت إذاعة راديو زمانه (ناطقة بالفارسية وتبث من هولندا) في تقرير لها الضوء على اشتداد أزمات الاقتصاد منذ بدء شح العملة الصعبة وتراجع سعر الريال الإيراني بمعدل الثلث أمام الدولار الأمريكي، واتخاذ الحكومة الإيرانية عدة قرارات متشنجة في مسعى للسيطرة لكن دون جدوى.

وتجاوز سعر بيع الدولار الواحد حاجز 150 ألف ريال إيراني طوال فصل الصيف الماضي، حيث تدنت العملة الإيرانية تاريخيا إذ بلغ الدولار الأمريكي 193 ألف ريال في سبتمبر الماضي، في حين اكتفت حكومة طهران بتحديد سعر الصرف الأجنبي عند 42 ألف ريال إيراني، وفقا للتقرير.

واستغل تجار ومستوردون إيرانيون هذا القرار للحصول على حزم نقدية حكومية من العملة الصعبة، غير أن الأمر فتح بابا واسعا أمام المضاربة تجاريا والفساد بسوق العملة الحرة، فضلا عن ظهور العديد من السماسرة داخل أغلب الأسواق بشكل غير مسبوق.

ووصل حجم الأزمة النقدية في طهران إلى عزل محافظ المصرف المركزي الإيراني السابق ولي الله سيف بعد اتهامات له بالفساد، قبل أن يحظر سفره للخارج بعد اعتقال مساعده لشؤون العملات الأجنبية وإيداعه رهن السجن.

وفشلت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في الوصول بمعدلات النمو الاقتصادي إلى أكثر من 1%، إضافة إلى توالي انسحاب مستثمر
قال مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح صحفي له حول الأعمال الاحترازية لنظام الملالي قبل أيام الاحتفال الوطني بالثلاثاء الأخير من العام الإيراني المعروف بجهارشنبه سوري:
جميع الدلائل تشير إلى أن النظام مذعور ومضطرب جدا ومن أجل ذلك قام النظام بعقد مؤتمر أمني بحضور أعلى قادة الشرطة وقوات الأمن مع المدعي العام وجميع قادة ومسؤولي قوات الأمن والشرطة والسلطة القضائية سعوا لإظهار مخابلهم وأنيابهم لإخافة الشبان وإرعابهم.

كما إن إلقاء محاضرات ومناورات السلامة في المدارس فيما يتعلق بالثلاثاء الأخير هو دليل آخر على نفس هذا الخوف والذعر.

وأضاف عقبائي: وبالإضافة لذلك تحدث رئيس الشرطة الوقائية عن إقامة نقاط تفتيش في يوم الثلاثاء وقال: "إن قوات الشرطة الوقائية لن تسمح للشبان بالقيام بهكذا أعمال تحت أي وجه أو شكل وكذلك فإن أجهزة الشرطة الفخرية قد انتشرت لمنع حدوث تجمعات احتجاجية في يوم الثلاثاء الأخير.

وقال عقبائي: لم يكتف النظام بهذه الإجراءات وأطلق حملة "لا للثلاثاء الأخير" في الفضاء الافتراضي أيضا حيث أن كل هذه الأعمال التي لم تحدث في السابق تتحدث عن خوف وذعر النظام الشديد من الثلاثاء الأخير مسبقا.

وأضاف: إن ذروة خوف النظام يمكن رؤيتها في تصريحات نائب القائد العام لقوات الشرطة والأمن الداخلي الذي أشار لدعوات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قائلا: "نحن في خضم العملية والأحداث حيث أن البعض أطلق الدعوات وأبلغنا المحافظات بأن ينتبهوا للأشخاص الذين يقصدون الإخلال بالأمن مستغلين هذا المناخ والجو".

وفي تتمة حديثه أشار عقبائي لمأزق النظام ويقول: على الرغم من أن هذا النظام نظام فاشي ووحشي وذو طبيعة قمعية كما اعترف روحاني نفسه بأن تاريخيه مليئ فقط بالسجن والإعدام لاغير ولكن بسبب مجموعة الظروف الحالية وخاصة خوف النظام من الفضاء الانفجاري نجد أن النظام سعى لاستخدام أداة القمع بشكل شديد وفي الحقيقة فإن هذا النظام عالق في مأزق كبير.

وفي الخاتمة خلص السيد عقبائي لاستنتاج بأن الوضع الحالي في إيران هذا العام يمر في ظروف خاصة فمن جهة قامت معاقل الانتفاضة في الأسابيع الثلاث الماضية منذ ٢٠ فبراير ٢٠١٨ بالقيام بأكثر من ١٠٠ حركة لكسر أجواء الكبت الذي فرضها النظام وذلك على الرغم من التدابير القمعية الشديدة للنظام في مختلف مدن البلاد. وبالإضافة لذلك انتشرت كتابة الشعارات على جدران الشوارع بشكل واسع حيث حاولت معاقل الانتفاضة ومناصرو مجاهدي خلق في جميع أنحاء البلاد من خلال هذا العمل كسر جو الرعب والكبت الذي فرضه النظام.

ولذلك يجب على هذا النظام أن يخشى حقا من الشعب ومعاقل الانتفاضة من مناصري مجاهدي خلق عشية قدوم العام الشمسي الجديد الذي أعلن خامنئي نفسه أنه سيكون عاما خاصا وأوعز لقواته بالاستعداد التام فيه.فهل يشهد العام الجديد سقوط نظام الحديد والنار الحاكم في ايران 

شارك