الحوثيون واستغلال اتفاقات ستوكهولم لتعزيز مواقعهم في الحديدة

الأربعاء 20/مارس/2019 - 12:59 م
طباعة الحوثيون واستغلال حسام الحداد
 
أرسلت ميليشيا الحوثي الإيرانية تعزيزات عسكرية إلى مناطق الهدنة جنوب الحُديدة في غرب اليمن، تمهيداً للانقلاب على اتفاق السويد، والتنصل النهائي من تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وذكرت مصادر عسكرية أن الميليشيا تحشد المقاتلين من محافظات عمران وصعدة وذمار، وترسلهم عبر الطرق الالتفافية إلى جنوب الحُديدة. وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن الميليشيا تمنع 4 سفن تحمل مواد غذائية من دخول ميناء الحديدة. في وقت أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، أنه تم تحقيق تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من عمليات الانسحاب طبقاً لاتفاق الحديدة.
فيما قال وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر إن مليشيات الحوثي استغلت اتفاقات ستوكهولم وحالة الهدنة والتهدئة لتعزيز مواقعها وكذلك الاستمرار في تهجير سكان الحديدة وانتهاك حقوقهم وإعاقة كل محاولة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في اليمن.
وأضاف عسكر - في تصريحات من جنيف أمس الثلاثاء 19 مارس 2019، أن المليشيات استهدفت مطاحن البحر الأحمر 3 مرات في أقل من شهرين ودمرت ما يقرب من 25 % من مخزون الحبوب بها والذي يكفي لأكثر من 3 ملايين يمني الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.
وأشار إلى أن المراقب الأممي مايكل لوليسجارد أبلغ مجلس الأمن بأن الحوثيين يقومون بعرقلة تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقات ستوكهولم بشأن الحديدة، فيما أكد أن الحكومة اليمنية الشرعية أبدت مرونة كبيرة في تنفيذ الاتفاق.
ولفت الوزير اليمنى إلى أن الحكومة قدمت تنازلات كبيرة فيما يتعلق بتبادل الأسرى، فيما يضع الحوثيون العراقيل في كل مرة أمام كل محاولات إنجاح عملية تبادل الأسرى من خلال الصليب الأحمر.
وأوضح أنه برغم عمل الحكومة اليمنية على جهود التسوية وبرغم التهدئة بعد اتفاقات ستوكهولم إلا أن الحوثي ذهب إلى مغامرة جديدة شمال اليمن بمنطقة حجور بالقرب من مركز الحوثيين في صعدة حيث شن هجوما شرسا على قبائل حجور واقتحمت المليشيات منطقتهم وبما بات من الصعب معه حتى مجرد إدخال المواد الغذائية والأدوية في الوقت الذي قصفت سكانها بالهاون والمدفعية والصواريخ.
ونوه الوزير اليمنى -الذي شارك في أعمال الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف- بأن أكثر من 1340 مسكنا تعرضت للضرر في حجور في 50 يوما فقط، كما سقط أكثر من 62 قتيلا حتى الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن الهجوم الحوثي على المنطقة أدى إلى نزوح أكثر من 4268 أسرة هناك، قائلا إن الحوثيين ربما أرادوا أن يجعلوا من حجور عبرة لكل من يفكر في معارضتهم أو مقاومتهم.
واستمرارا في انتهاكات الهدنة، أطلقت ميليشيات الحوثي الإيرانية، أمس الثلاثاء 19 مارس 2019، عددا من صواريخ الكاتيوشا، مستهدفة مقر فريق الحكومة في لجنة إعادة الانتشار بمحافظة الحديدة غربي اليمن، وفق ما أورد مراسلنا.
وذكرت مصادر في اللجنة أن القصف الحوثي لم يسفر عن وقوع إصابات، حيث يعد أحدث خروقات الحوثيين المستمرة ضد قرار وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مع الحكومة الشرعية اليمنية برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي في السويد.
وسجلت خلال الساعات الماضية خروق لوقف إطلاق النار جنوبي وشرقي مدينة الحديدة، كما تبادل المتمردون وقوات المقاومة المشتركة القصف في محيط منطقة الكيلو 16.
واعتبر، استهداف مقر الفريق الحكومي للجنة تنسيق إعادة الانتشار للمرة الثالثة خلال أيام دليل على جدية الميليشيات الحوثية في نسف اتفاق السويد.
واستهدفت ميليشيات الحوثي مطلع الأسبوع الماضي مقر الفريق الحكومي بصليات من صواريخ الكاتيوشا، وفي اليوم التالي حاولت استهداف المقر بطائرة مسيرة مفخخة تم اعتراضها وإسقاطها.
وتزامن هذا التصعيد، مع تأكيد رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، أن جماعته لن تتخلى عن مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية، وقال في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس إن الحوثيين وافقوا على سحب قواتهم لكنهم سيظلون "مسيطرين على المنطقة".
وأضاف أن ميليشيات الحوثي لن تسمح للحكومة اليمنية بالسيطرة على ميناء الحديدة بالحيلة، حسب تعبيره.
هذا وقد أحبطت قوات الجيش اليمني، هجوما لميليشيا الحوثي في محور كتاف بمحافظة صعدة شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيا، إضافة إلى تدمير عربتين.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني "سبتمبر نت" أن ذلك جاء بالتزامن شن مقاتلات التحالف العربي 5 غارات على مواقع وتحركات الميليشيا في ذات مناطق المواجهات، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الميلشيا وتدمير أطقم.


شارك